اكتشاف غاز في دولة أفريقية باحتياطيات تريليون قدم مكعبة

نجحت دولة أفريقية في تحقيق اكتشاف غاز، ضمن جهودها لتعزيز قدرات البلاد والحد من فقر الطاقة الذي تعانيه.

فقد دخل قطاع الطاقة في أنغولا مرحلة مفصلية، بعد إعلان اكتشاف أول بئر استكشافية مخصصة للغاز في تاريخ البلاد، في تطور يُعزّز مساعي الحكومة لتنويع مصادر الطاقة وتعظيم عائدات الغاز.

يأتي ذلك وسط جهود متسارعة لاستغلال الموارد الطبيعية الهائلة التي كثيرًا ما ظلت غير مستثمرة بالشكل الكافي في هذا البلد الأفريقي.

ووفقًا لبيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت وكالة النفط والغاز الوطنية، مساء الجمعة 11 يوليو/تموز 2025، اكتشافًا جديدًا للغاز الطبيعي في البئر البحرية "غاجاجيرا-01"، التي تُعد أول بئر استكشافية للغاز على الإطلاق تُحفَر ضمن الكتلة 1/14 في حوض الكونغو السفلي.

وفي سياق متصل، واجهت البئر صخورًا تحتوي على الغاز والمكثفات، وسط تقديرات أولية تشير إلى تجاوز احتياطيات الغاز المكتشفة تريليون قدم مكعبة، إلى جانب نحو 100 مليون برميل من المكثفات المصاحبة، وهي مكاسب محتملة من شأنها تعزيز مستقبل قطاع النفط والغاز في أنغولا.

اكتشاف غاز في أنغولا

من شأن اكتشاف الغاز في أنغولا أن يكون ركيزة إستراتيجية جديدة ضمن خطة الدولة لتنويع مصادر الطاقة؛ إذ تسعى الحكومة للاستفادة من مواردها المكتشفة التي تُقدَّر بـ38 تريليون قدم مكعبة، إلى جانب موارد محتملة تبلغ 56 تريليون قدم مكعبة.

ويأتي هذا التحول في إطار خطة حكومية طموحة لتطوير أكثر من 40 حقلًا غازيًا على مدى 25 عامًا، ضمن توجه إستراتيجي لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز، وتخفيف الاعتماد على النفط الخام وسط تقلبات الأسعار.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة أزول إنرجي (Azule Energy) أدريانو مونغيني، إن هذا الاكتشاف يمثل "لحظة تاريخية" لاستكشاف الغاز، مشيرًا إلى أن نجاح بئر غاجاجيرا-01 يعزز الثقة بإمكانات حوض الكونغو السفلي، الذي لا يزال يُعد من المناطق الواعدة وغير المستكشفة بالكامل.

وتتولى شركة أزول إنرجي، وهي مشروع مشترك بين "بي بي" البريطانية و"إيني" الإيطالية، تشغيل البئر بنسبة 35%، بالشراكة مع إكوينور النرويجية (Equinor) (30%)، وسونانغول الحكومية (Sonangol) (25%)، وشركة أكريب الأنغولية الخاصة (Acrep) (10%).

وتُشير بيانات قطاع النفط والغاز في أنغولا، لدى منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن لواندا تنتج نحو 1.55 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، إلى جانب 17.9 مليون قدم مكعبة من الغاز؛ ما يفتح المجال لزيادة مساهمة الغاز في مزيج الطاقة الوطني خلال السنوات المقبلة.

محطة الغاز المسال

تُعد محطة أنغولا للغاز الطبيعي المسال إحدى كبرى منشآت إسالة الغاز في أفريقيا، وتبلغ طاقتها 5.2 مليون طن سنويًا. وتقع المحطة في مدينة سويو، ويشغلها تحالف يضم شيفرون (36.4%)، وسونانغول (22.8%)، وبي بي، وإيني، وتوتال إنرجي (13.6% لكل منها).

ويخطط المشروع لتوسيع طاقته الإنتاجية، اعتمادًا على الإمدادات الجديدة المتوقعة من بئر غاجاجيرا-01 ومشروع نيو غاز كونسورتيوم، الذي يُرتقب أن يبدأ الإنتاج نهاية عام 2025.

ويهدف هذا التوسع إلى تمكين المحطة من العمل بكامل طاقتها لأول مرة منذ إنشائها عام 2013.

وتعمل المحطة حاليًا بمتوسط إمدادات يبلغ 700 مليون قدم مكعبة يوميًا، أي ما يعادل 70% من قدرتها التشغيلية؛ ما يجعل الغاز عنصرًا محوريًا في مستقبل صادرات الطاقة إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.

فرص الاستثمارات الأجنبية

يرى محللون أن نجاح بئر غاجاجيرا-01 سيُعيد رسم خريطة الاستكشافات في البلاد، ويعزز جاذبية لواندا بصفتها مركزًا ناشئًا لصادرات الغاز.

وقد بدأت شركات الطاقة الكبرى دراسة خيارات توسع إضافية في محطة الغاز المسال، مثل إضافة وحدة إنتاج صغيرة بطاقة 3 ملايين طن سنويًا.

وتراهن لواندا على هذا المسار لزيادة الاعتماد على الغاز وتحقيق مكاسب اقتصادية طويلة الأمد، خلال وقت تتزايد فيه المنافسة الإقليمية لجذب الاستثمارات بهذا القطاع الحيوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. أنغولا تكتشف الغاز البحري في أول بئر استكشافية مخصصة للغاز من "رويترز"
2. مشروع أنغولا للغاز المسال يكشف عن خطط توسعية جديدة من منصة الطاقة المتخصصة.