دعا وزير خارجية كوريا الجنوبية جو هيون، الصين إلى القيام بدورها لإعادة كوريا الشمالية إلى الحوار، مؤكدًا أن كوريا الجنوبية تسعى إلى إحراز تقدم نحو نزع السلاح النووي من الشمال وتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية..وفقا لوكالة يونهاب للأنباء.
وأدلى جو بهذه التصريحات أمس خلال أول محادثات له مع وزير الخارجية الصيني وانج يي، في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الجنوبية إلى استعادة العلاقات بين الكوريتين واستئناف الحوار مع بيونج يانج، على الرغم من رفض كوريا الشمالية المتكرر لمبادرات سيئول في ظل تحالفها الوثيق مع روسيا.
كوريا الجنوبية تريد وساطة الصين لعودة الحوار مع الشمال وتسعى لنزع السلاح النووي من جارتها
وصرحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان صحفي بأن "الوزير جو طلب دعم الصين في تشجيع كوريا الشمالية على العودة إلى الحوار، في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الجنوبية إلى إحراز تقدم ملموس نحو نزع السلاح النووي وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية من خلال المحادثات والتعاون".
وقال وانج، ردًا على ذلك، بأن الصين ستواصل القيام بدور بنّاء من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، واتفق على الحفاظ على التواصل الوثيق، وفقًا للوزارة.
كوريا الجنوبية تريد موازنة علاقاتها مع الصين وسط توترات بين بكين وواشنطن حليفتها
وجاءت محادثات الأربعاء في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الجنوبية إلى موازنة علاقاتها مع بكين في ظل تصاعد التنافس بين الولايات المتحدة والصين، مع الحفاظ على علاقات قوية مع حليفها الوحيد، الولايات المتحدة، والشراكة الثلاثية مع واشنطن وطوكيو.
الصين تؤكد أن علاقاتها بكوريا الجنوبية يجب الا تتأثر بدولة ثالثة
وكان الرئيس لي جيه ميونج أشار بعد قمته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر الشهر الماضي، إلى أن مساعي واشنطن لمواجهة الصين لا تترك لكوريا الجنوبية سوى مساحة محدودة للحفاظ على العلاقات الاقتصادية التي كانت تربطها ببكين على مدى العقود الماضية، مما يدفع سيئول إلى تعزيز انسجامها مع السياسة الأمريكية.
وردّت بكين بأن العلاقات الثنائية لا ينبغي أن تتأثر بتدخل دولة ثالثة.
وخلال المحادثات الأخيرة، اقترح جو العمل معًا لضمان أن تُمثّل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقبلة فرصةً لتعزيز العلاقات الثنائية بما يعود بفوائد ملموسة على شعبي البلدين.
وعلى الرغم من أن بكين لم تؤكد حضور الرئيس الصيني شي جين بينج بعد، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يحضر الرئيس شي القمة، المقرر عقدها في الفترة من 31 أكتوبر إلى 1 نوفمبر، وستستضيف الصين قمة العام المقبل.
وتعتقد سيئول أن زيارة شي الشهر المقبل لحضور قمة أبيك، ستساعد في إعادة تأكيد استقرار العلاقات الثنائية، وستتيح لقادة البلدين مناقشة القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك القضية الكورية الشمالية.
العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين
وأوضح جو لوانج أيضًا أنه بينما تواصل كوريا الجنوبية تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة ودفعه قدمًا، فإن موقف حكومة لي هو السعي إلى "التطوير الناضج للشراكة التعاونية الاستراتيجية القائمة على المصلحة الوطنية والبراجماتية".
وأشار وانج إلى أن العلاقات الثنائية مع سيئول ترتكز بقوة على "روح التمسك بحسن الجوار والعلاقات الودية والسعي لتحقيق المنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين"، وفقًا لما صرحت به الخارجية الكورية.
في الوقت نفسه شدد جو على ضرورة احترام القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الخلاف حول تركيب الصين هياكل فولاذية في المناطق المتداخلة من البحر الأصفر، وطلب تعاون الصين في ضمان سلامة وحماية حقوق الكوريين الجنوبيين.
كما اتفق الوزيران على مواصلة التعاون الإقليمي من خلال الاستفادة من آلية التعاون الثلاثية التي تضم اليابان.
وأعرب وانج عن تعازيه الحارة في وفاة ضابط خفر السواحل الكوري الجنوبي، لي جيه-سوك أثناء إنقاذ مواطن صيني عالق في منطقة طينية قبالة الساحل الغربي لكوريا الجنوبية.
