قال السياسي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي، في تصريح خاص لموقع الفجر، إن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة، الإثنين، جاءت في ظروف إقليمية معقدة وصعبة، بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واتساع رقعة التصعيد العسكري في الضفة الغربية، مرورًا بمحاولات تهويد القدس، وتوسيع البؤر الاستيطانية، وانتهاءً بالاعتداء الإسرائيلي السافر على سيادة دولة قطر باغتيال عناصر من حركة حماس وعائلاتهم على أراضيها.
وأكد أبو عطيوي أن هذه القمة الطارئة تمثل نقطة تحول مهمة، ويجب أن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الردع العربي الموحد، تلزم إسرائيل بوقف عدوانها، وإعادة الاعتبار للعمل العربي المشترك، لا سيما في مواجهة الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي.
ضرورة تحرك عربي ودولي مشترك
وشدد أبو عطيوي على أن الرسالة الأهم التي يجب أن تخرج من القمة، هي أن المساس بسيادة الدول العربية مرفوض ومدان، مشيرًا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المادة 2 (4)، يرفض التهديد باستخدام القوة أو المساس بسلامة أراضي الدول واستقلالها السياسي.
وأضاف: "العدوان الإسرائيلي على غزة، وقرار ضم الضفة، وانتهاك سيادة قطر، أمور تضع الجميع أمام مسؤوليات تاريخية، وتفرض تحركًا دبلوماسيًا فاعلًا على مستوى مجلس الأمن والمجتمع الدولي".
القمة وجهت رسائل حاسمة لإسرائيل وأمريكا
وأشار أبو عطيوي إلى أن قمة الدوحة بعثت برسائل واضحة لإسرائيل والولايات المتحدة، مفادها أن الأمة العربية والإسلامية تتوحد اليوم خلف قطر وعدالة القضية الفلسطينية، مؤكدة عبر بيانها الختامي ضرورة وقف الحرب على غزة، ووقف التوسع الاستيطاني وعمليات التهويد في القدس والضفة.
كما دعا أبو عطيوي إلى التمسك بخيار حل الدولتين كمدخل أساسي لاستعادة المسار السياسي، بما يضمن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها الحرية والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وختم أبو عطيوي تصريحه بالقول: "قمة الدوحة ليست مجرد رد فعل على حدث طارئ، بل هي فرصة استراتيجية لتأسيس موقف عربي إسلامي موحد، يواجه الغطرسة الإسرائيلية ويعيد فرض ميزان القوة من جديد، من خلال أدوات دبلوماسية واقتصادية وقانونية مؤثرة، تحفظ كرامة الشعوب وسيادة الدول".