من الظل إلى التأثير.. كيف أصبحت فئة المليونير اليومي قوة اقتصادية؟

كشف تقرير الثروة العالمية لعام 2025 الصادر عن بنك "يو بي إس" أن شريحة الأفراد الذين تتراوح أصولهم بين مليون و5 ملايين دولار، والمعروفة باسم "المليونير اليومي" (EMILLI)، تطوّرت من فئة هامشية إلى قوة مالية عالمية تعيد تشكيل خارطة الثروة الشخصية والاستثمار.

وبحسب التقرير، ارتفع عدد هؤلاء المليونيرات من نحو 13 مليون شخص مطلع الألفية إلى أكثر من 52 مليونًا بحلول نهاية 2024، أي أكثر من أربعة أضعاف خلال 25 عامًا فقط. وبلغت الثروة الإجمالية لهذه الفئة نحو 107 تريليونات دولار، وهو رقم يقترب من ثروات أصحاب الأصول التي تتجاوز 5 ملايين دولار (119 تريليون دولار).

وأشار التقرير، الذي نشرته مجلة فورتشن، إلى أن هذه الظاهرة تعكس تحولات عميقة على مدى العقود الماضية، منها انتقال الثروة بين الأجيال، الارتفاع الكبير في أسعار العقارات، وزيادة مشاركة النساء في إدارة الثروات.

كما ساهمت عدة عوامل في نمو هذه الفئة، أبرزها:

صعود أسعار العقارات في الأسواق الكبرى.

سهولة الوصول إلى الأسواق المالية وتنامي الاستثمار في الأسهم والصناديق.

توسع ريادة الأعمال والعمل الحر عالميًا.

ما يُعرف بـ"التحول الديموغرافي الكبير" مع توقعات بانتقال 83 تريليون دولار بين الأجيال خلال العقدين المقبلين.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال في الصدارة من حيث عدد المليونيرات بفضل ثقافة الاستثمار، فيما تشهد أوروبا وآسيا نمواً سريعاً، خاصة في الدول ذات الطفرات العقارية. أما الأسواق الناشئة، فتُظهر نمواً تدريجياً مدفوعاً أساساً بالعقارات أكثر من الأدوات المالية.

ورغم التنوّع الجغرافي والمهني، فإن ما يجمع أفراد هذه الفئة هو "التراكم الهادئ للأصول على المدى الطويل"، وليس نمط حياة فاخر أو نمطي.

توقعات مستقبلية

يتوقع البنك أن يزداد عدد المليونيرات بنحو 5 ملايين إضافيين بحلول عام 2029، مما يعزز من ترسيخ دور "المليونير اليومي" كعنصر فاعل ومتزايد التأثير في الاقتصاد العالمي.