أخبار عاجلة

داعش في الصومال.. صعود خفي وصراع دموي يهدد القرن الإفريقي

داعش في الصومال.. صعود خفي وصراع دموي يهدد القرن الإفريقي
داعش في الصومال.. صعود خفي وصراع دموي يهدد القرن الإفريقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

منذ إعلان هزيمة «داعش» في معاقله الرئيسية بسوريا والعراق، بدأ التنظيم البحث عن ساحات بديلة يُعيد عبرها بناء نفسه. 

وكان الصومال، الدولة الغارقة في الحروب الأهلية والانقسامات العشائرية، خيارًا مثاليًا. 

في عام 2015 ظهر أول جناح للتنظيم بقيادة «عبد القادر مؤمن» في جبال «بونتلاند» شمال شرقي البلاد، حيث استغل التضاريس الوعرة وصعوبة وصول القوات الحكومية لتأسيس قواعد ومعسكرات تدريب.

 

 

معاقل محصنة وخطط للتمدد

يتخذ التنظيم من جبال «غالجالا» وبالمناطق الساحلية في بونتلاند ملاذًا آمنًا، مستفيدًا من ممرات تهريب السلاح والبضائع عبر خليج عدن والبحر العربي. ووفق تقارير أمنية، يسعى «داعش الصومال» إلى السيطرة على موانئ صغيرة لتأمين مصادر دخل عبر تهريب الفحم والأخشاب والضرائب المفروضة على السكان المحليين.

 كما يحاول استقطاب عناصر من دول الجوار لتعزيز قوته البشرية.

 

 

صراع النفوذ مع حركة الشباب

وجود «داعش» لم يمر بهدوء، إذ اصطدم مباشرة مع حركة «الشباب» الموالية للقاعدة، والتي تسيطر على مساحات واسعة في جنوب ووسط الصومال. الصراع بين الطرفين دموي وشرس، ويتركز على النفوذ والموارد أكثر من الأيديولوجيا، حيث شهدت مناطق في بونتلاند ومقديشو اغتيالات متبادلة واشتباكات خلفت عشرات القتلى من الطرفين.
هذا التنافس جعل المدنيين في القرى بين مطرقة «داعش» وسندان «الشباب»، حيث يتعرضون للابتزاز والتهديد لدفع الأموال أو تقديم المقاتلين.

 

 

التمويل والتجنيد.. استراتيجية البقاء

يعتمد التنظيم على شبكات تهريب عابرة للحدود، تربطه بجماعات مسلحة في اليمن والقرن الإفريقي.

 ويُعتقد أنه يحصل على جزء من تمويله من عمليات قرصنة بحرية وتهريب البشر عبر السواحل.
فيما يتعلق بالتجنيد، يلجأ التنظيم إلى استغلال أوضاع الفقر واليأس بين الشباب الصوماليين، مستخدمًا وسائل التواصل لنشر دعاياته.

 بعض التقارير الأممية تحدثت عن تجنيد قُصر يتم إرسالهم إلى معسكرات في الجبال، بينما يتلقى آخرون تدريبات عسكرية متقدمة في دول مجاورة قبل إعادتهم للصومال.

 

الضربات الأمنية.. إنجازات وتحديات

الجيش الصومالي، بدعم من بعثة الاتحاد الإفريقي والضربات الجوية الأمريكية، شن حملات متواصلة على معاقل التنظيم. وقد أُعلن في السنوات الأخيرة عن مقتل قيادات بارزة بينهم مقربون من «عبد القادر مؤمن».

 إلا أن الخبراء يؤكدون أن البنية الصغيرة والمرنة للتنظيم تجعل القضاء عليه بشكل كامل مهمة بالغة الصعوبة، خاصة في ظل استمرار الاضطرابات السياسية داخل الصومال.

 

 

تهديد يتجاوز الحدود

ما يثير المخاوف أن نشاط «داعش الصومال» لا يقتصر على الداخل، بل يمتد ليهدد دول الجوار.

 فالتنظيم يسعى للتواصل مع خلايا في كينيا وتنزانيا والكونغو، ويُعتقد أنه يُخطط لتنفيذ هجمات عابرة للحدود ضد أهداف غربية وإقليمية.

 هذا ما يجعل الملف الصومالي محط أنظار الأجهزة الدولية، التي تخشى أن يتحول القرن الإفريقي إلى بؤرة جديدة لتنظيم داعش بعد خسارته معاقله في الشرق الأوسط.

 

 

مستقبل غامض

في ظل هشاشة الدولة الصومالية، وتعدد الفاعلين المسلحين، وصعوبة السيطرة على المناطق النائية، يبدو أن تنظيم «داعش» في الصومال سيبقى عامل تهديد مستمر. 

ورغم الضغوط العسكرية، فإن التنظيم يراهن على استراتيجية النفس الطويل، مستفيدًا من البيئة المضطربة لفرض نفسه لاعبًا أساسيًا على خريطة الإرهاب في إفريقيا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الخارجية يعرب لرئيس المجلس الأوروبي عن التطلع لانعقاد قمة مصرية-أوروبية قريبا
التالى مدير منتخب بوركينا فاسو: ننتظر مواجهة منتخب مصر بشغف كبير.. وهذا الثلاثي خطر