أخبار عاجلة
برلمانية: كلمة السيسي في قمة الدوحة وضعت الأسس ... -
سعد لمجرد يطرح أغنية جديدة ”شبه دماغي” -

حسن خليل لـ«البوابة نيوز»: شكرًا مصر على تكريمي من مهرجان المسرح التجريبي.. استلهمت تصميم استعراضاتي من الموروث الشعبي لتبقى حاضرة في الذاكرة.. وأنصح الشباب بعدم الاستسهال في تقديم الاستعراضات

حسن خليل لـ«البوابة نيوز»: شكرًا مصر على تكريمي من مهرجان المسرح التجريبي.. استلهمت تصميم استعراضاتي من الموروث الشعبي لتبقى حاضرة في الذاكرة.. وأنصح الشباب بعدم الاستسهال في تقديم الاستعراضات
حسن خليل لـ«البوابة نيوز»: شكرًا مصر على تكريمي من مهرجان المسرح التجريبي.. استلهمت تصميم استعراضاتي من الموروث الشعبي لتبقى حاضرة في الذاكرة.. وأنصح الشباب بعدم الاستسهال في تقديم الاستعراضات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الدكتور حسن خليل أحد الأسماء اللامعة التي يصعب تجاوزها عند الحديث عن تاريخ الفنون الشعبية والاستعراضات في مصر والعالم العربي، فهو ليس مجرد مدرب أو مصمم استعراضات، بل رائد أسس لمدرسة قائمة بذاتها، وأحد الأعمدة الذين ساهموا في بناء "الفرقة القومية للفنون الشعبية" منذ بداياتها، لتصبح بفضل جهوده وجهود زملائه واجهة مشرفة للفن الشعبي المصري أمام العالم.

استعراضات ما زالت محفورة في أذهان الأجيال

لمع نجمه من خلال أعماله التي جمعت بين الأصالة والابتكار، حيث قدم استعراضات ما زالت محفورة في أذهان الأجيال، سواء على خشبة المسرح أو على شاشة السينما. ويكفي أن نذكر إسهاماته في أفلام شهيرة مثل "صغيرة على الحب"، الذي لم يكتف بتصميم استعراضه المميز بل شارك فيه أيضًا بدور الصياد أمام سعاد حسني، إضافة إلى أعمال بارزة مثل "العتبة جزاز"، "مبروك جالك ولد"، "الظريف والشهم والطماع"، و غيرها من الأعمال المميزة، لتشكل مجملها أيقونات فنية ما زالت في ذاكرة الجمهور حتى الآن.

ولم يكتف بالعمل داخل حدود وطنه، بل حمل خبرته إلى الخارج، مشاركًا في لجان تحكيم دولية، ومنظمًا لدورات تدريبية وورش متخصصة في الفنون الشعبية، مما جعله يمثل الفن الشعبي المصري في مختلف القارات. لقد كان بحق صانعًا لمدارس وحركات استعراضية جديدة، وضع من خلالها بصمته على ملامح الاستعراض المسرحي والسينمائي، مؤكدًا أن الفن لغة عالمية يمكن أن تتجاوز الحدود.

وقد جاء تكريمه مؤخرًا ضمن 11 شخصية بارزة في الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، التي أقيمت خلال الفترة من 1 حتى 8 سبتمبر الجاري، ليكون بمثابة تتويج لمسيرة طويلة من الإبداع والعطاء، هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء باسم فني كبير، بل هو اعتراف بقيمة رجل ساهم في تشكيل الفن الشعبي وصناعة تراث بصري لا يزال حاضرًا في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.

التقت "البوابة نيوز" الدكتور حسن خليل عقب تكريمه في المهرجان، وكان الحوار التالي:

133.jfif

* كيف استقبلت خبر التكريم؟

- سعيد بأن المهرجان كرمني وتذكرني واحتفى بمجهودي، وأن هذه اللحظة تعني له الكثير، لأنها بمثابة رسالة اعتراف بما بذلته من جهد وإخلاص على مدار سنوات، وهذا التقدير هو أعظم ما يحصده الفنان بعد رحلة عطاء طويلة، فهو يثبت أن ما قدمه لم يذهب سدى وسيبقى حاضرًا في ذاكرة الأجيال، "شكرًا مصر".

* من وجهة نظرك، ما أهمية إقامة مثل هذه المهرجانات على الساحة الفنية والثقافية؟

- يعد قيام مثل هذه المهرجانات ضرورة ثقافية وفنية كبرى، لما يحمله من رسالة إنسانية تسهم في تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب، وأشاد بأهمية المهرجان الدولي للمسرح التجريبي، واعتبره منصة تمنح المسرح والفن دورهما الحقيقي في إبراز ثقافة الشعوب والتعريف بتراثها وفكرها وقيمها. وأن المسرح ليس مجرد عرض فني أو وسيلة ترفيه، بل لغة عالمية تعكس روح المجتمعات وتجسد هويتها الحضارية.

* حدثنا عن تفاصيل مشاركتك في فيلم "صغيرة على الحب" مع سعاد حسني، وكيف جاءت هذه التجربة المختلفة؟

- في أوبريت "يا بحر الهوى" في فيلم "صغيرة على الحب"، كنت أقدم  رقصة عن الصيادين على المسرح وكان بين المتفرجين المخرج نيازي مصطفى والمؤلف حسين السيد، وبعد العرض أعجب بي المخرج نيازي مصطفى أثناء الإداء وجاء  وطلب مني إعداد استعراض لفيلم كان يحمل في البداية اسمًا آخر، لكنه بعد قراءة السيناريو اقترح تغييره إلى "صغيرة على الحب"، وأنه حرص على أن يكون الاستعراض معبرًا عن الفلكلور المصري بروحه الشعبية وأغانيه المألوفة، مثل مقطع الأغنية الشعبية "هنا مقص وهنا مقص" وصولًا إلى "الحلوة لسه صغيرة" و مقطع "هيله هيله" في مشهد الصيادين، كما كنت حريصا على وجود جزء من الألعاب الشعبية في المشاهد.

وفكرة الأوبريت مستوحاة من "سلوك بعض الشباب الذين يستغلون براءة الفتيات الصغيرات بالضحك على عقولهن"، وأن "هذه الصورة لا تعبر عن الواقع بقدر ما تحمل رسالة تحذيرية". وقد تجلى ذلك في مشهد العرائس اللواتي يرمين بأنفسهن في البحر بعد انكشاف الحقيقة، فيما جسد هؤلاء الشباب على هيئة "شيطان" في مشهد البار وطيش الشباب، ليعكس العمل الفني مغزى اجتماعيًا عميقًا خلف الإطار الغنائي الاستعراضي.

182.jpg

* كيف تصف العمل مع سندريللا الشاشة سعاد حسني؟

- كنت في البداية متخوفًا من مدى قدرتها على اتقان الاستعراضات، خاصة أنها كانت ممثلة موهوبة وليست راقصة محترفة، ولم يسبق لها تقديم مثل هذه التجارب، لكنها كانت فنانة "شديدة الذكاء والحضور"، فقد كانت تستوعب ملاحظاتي بسرعة كبيرة، وتبدي استعدادًا للتعلم والتجربة، وأشار إلى أنه قام بتخصيص صالة كاملة لتدريبها على الأداء الحركي، إنها كانت "تتمتع بمرونة حركية رائعة وتوافق عضلي عصبي"، فاستطاعت أن تقدم أداءً استعراضياً مبهرًا في يا بحر الهوى، ليؤكد من جديد أنها فنانة متكاملة تجمع بين الموهبة والقدرة على التحدي.

* قدمت خلال مسيرتك العديد من الاستعراضات الخالدة.. أي منها الأقرب إلى قلبك؟

- جميع أعمالي  قريبة من وجداني، و لم أميز بينها يومًا، وكنت أضع في كل استعراض لمسة خاصة  على أن يظهر بأبهى صورة ممكنة. وأن سر بقاء هذه الأعمال في ذاكرة الجمهور حتى اليوم هو المزج بين التراث الشعبي الأصيل واللمسة الابتكارية الحديثة  على العروض، لتتحول إلى علامات فنية خالدة تعيش عبر الأجيال.

ولم أسع فقط لإمتاع الجمهور، بل لتقديم رسالة فنية وثقافية تعكس جمال الفلكلور الشعبي وتمنحه روحًا معاصرة، وهو ما جعل هذه الأعمال محفورة في الأذهان حتى اليوم.

* تعاملت مع عمالقة المجال خلال مشوارك الطويل.. من هو الشخص الذي ترك أكبر أثر في حياتك العملية؟

- لا أستطيع حصر الفضل في شخص واحد بعينه، فقد كنت محاطًا بمجموعة كبيرة من الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم، وكانوا بمثابة آباء ومعلمين، وتعلمت من كل واحد منهم دروسًا لا تقدر بثمن، واحتفظ لهم جميعًا بقدر كبير من التقدير والامتنان، إلا أنني أتوقف بشكل خاص عند اسم رائد المسرح المصري زكي طليمات، فقد كان له تأثير بالغ في مسيرتي، حيث منحني خبرات عملية عميقة في فنون المسرح، ساعدتني على صقل موهبتي وتوسيع مداركي الإبداعية.

144.jpg

* كيف ترى حال الفنون الشعبية في وقتنا الحالي مقارنة بما كانت عليه في الماضي؟

- حال الفنون الشعبية في وقتنا الحالي يواجه بعض التحديات، أبرزها اعتماد الكثير من الممارسين على الموهبة دون التعمق في الدراسة الأكاديمية، مما يجعلها تسير في أغلب الأحيان "بالبركة"، وأن النهوض الحقيقي بهذا الفن لن يتحقق إلا من خلال المعرفة العلمية والفهم الواعي لطبيعته وأصوله، حتى يتمكن الفنان من تقديم استعراضات تعكس قيمته الثقافية والتاريخية.

* برأيك، ما السبب وراء رسوخ الاستعراضات الشعبية القديمة في ذاكرة الجمهور، بعكس الأعمال الحالية؟

- تصميم العروض الفنية في الوقت الحالي يعتمد في الغالب على "الحركات والإيقاعات السريعة" التي تلفت الانتباه وتبهر الجمهور لحظة المشاهدة، لكن سرعان ما تنسى بمجرد انتهاء العرض، لأنها لا تترك أثرًا حقيقيًا في الوجدان. وأن الاستعراضات في الماضي كانت مختلفة تمامًا، إذ استندت بشكل أساسي إلى الموروث الثقافي والشعبي الأصيل، وهو ما منحها عمقًا ومعنى جعلها عالقة في ذاكرة الجمهور، لا كمجرد عرض بصري، بل كتجربة فنية وإنسانية تحمل قيمة ومعنى ممتدًا عبر الزمن.

147.jfif

* ما الرسالة أو النصيحة التي توجهها لشباب هذا الجيل ممن يرغبون في السير على خطى الفنون الشعبية؟

- الفن الشعبي ليس مجرد حركات عشوائية، بل هو تجسيد حي للموروثات والتقاليد وتاريخ الأمة، وأن المبدع في هذا المجال يتعامل أولًا مع "جسد الإنسان" الذي يحتاج إلى معرفة علمية دقيقة. وأن "الدراسة أساس لا غنى عنه"، إذ يجب على الفنان أن يكون ملمًا بعلم الحركة وفسيولوجية الجسد ليتمكن من التعبير بشكل صحيح وأصيل وتصميم استعراضات تصل إلى الجمهور ولا ينسها مع الوقت.

148.jfif
152.jfif
149.jfif
151.jfif
150.jfif

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس الوزراء: "مصر مستهدفة" ضمن محاولات إعادة رسم خريطة المنطقة
التالى أماكن صرف مرتبات سبتمبر 2025