أشاد زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، في كلمته أمام اجتماع وزراء السياحة بدول مجموعة العشرين، بتركيز رئاسة جنوب أفريقيا للاجتماع على الشمول والاستدامة، الأمر الذي يدعم مستقبل القطاع السياحي ويضمن استمراريته وتطوره.

التضامن والاستدامة
وقال بولوليكاشفيلي: "إن شعار رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين (التضامن والمساواة والاستدامة) أكثر من مجرد شعار، فهو يُذكرنا بأن المساواة والاستدامة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال سياسات مُستهدفة وجهود مُوحدة ودعم مُتبادل بين الدول، وهو إدراك بأنه في عالم مُترابط، يُمكن للتحديات التي تواجهها دولة واحدة أن تُخلف آثارًا مُمتدة على الصعيد العالمي".
أولويات السياحة
وركز اجتماع وزراء السياحة في مجموعة العشرين على الأولويات الأربع لرئاسة جنوب أفريقيا، وهي:
تعزيز الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في مجال السفر والسياحة من خلال الابتكارات الرقمية
تمويل السياحة والاستثمار فيها لتعزيز المساواة والتنمية المُستدامة.
تعزيز المرونة من أجل تنمية سياحية شاملة ومستدامة
الربط الجوي لسفر ميسر
ومع استمرار نمو السياحة الدولية، حيث ارتفع عدد السياح الدوليين الوافدين بنسبة 5% في النصف الأول من عام 2025 وفقًا لأحدث مقياس للسياحة العالمية، أكد بولوليكاشفيلي مجددًا على الأهمية الحاسمة للمضي قدمًا في التحول الرقمي، وتمويل التنمية، والاستثمار، والنظم البيئية المرنة في قطاع السياحة، مشددًا على أنه لا مرونة بدون استدامة.

ودعا الأمين العام إلى دعم الابتكار، وشدد على أن التقنيات الناشئة يمكن أن تُحدث تحولًا في الشركات السياحية متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، التي تُشكل العمود الفقري للسياحة، ولكن فقط من خلال التمويل الكافي والبرامج اللازمة لسد الفجوة الرقمية وتعزيز الشمول.
السياحة حيوية للدول النامية
مع التركيز على تمويل التنمية، أشار إلى أنه على الرغم من أن "السياحة، بالنسبة للعديد من البلدان النامية، بما في ذلك أقل البلدان نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية، تُمثل مصدرًا رئيسيًا للعمالة والعملات الأجنبية وإيرادات الضرائب، ومع ذلك، لا يزال هذا القطاع يُهمَل كأداة للتنمية، حيث لا يزال إجمالي مدفوعات المساعدة الإنمائية الرسمية للسياحة أقل من 0.11% من إجمالي المساعدة الإنمائية الرسمية".
وفي ختام كلمته، سلّط بولوليكاشفيلي الضوء على رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين كدليل على ريادة القارة في الأجندة العالمية، مشيرا إلى أن أفريقيا موطنٌ لـ 19% من سكان العالم، وأن 70% من سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى دون سن الثلاثين.
وقال: "إن الفرص التي توفرها القارة في مجال السياحة كثيرة"، وأضاف: "إن إطلاق العنان للاستثمار السياحي والتنمية لخلق فرص العمل والشمول أولوية أساسية في أجندة الأمم المتحدة للسياحة في أفريقيا".
اقتصادات مجموعة العشرين
تُمثل اقتصادات مجموعة العشرين حوالي 70% من إجمالي الوافدين والصادرات السياحية الدولية حول العالم، و83% من الناتج المحلي الإجمالي للسياحة العالمية. وساهم القطاع بشكل مباشر بنسبة 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة العشرين (2023)، و5% من إجمالي صادرات المجموعة، و23% من إجمالي صادراتها الخدمية (2024).