أخبار عاجلة

عادل الضوي يكتب: في محبة سليمان شفيق

عادل الضوي يكتب: في محبة سليمان شفيق
عادل الضوي يكتب: في محبة سليمان شفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 غادرنا سليمان شفيق.. «أربعون سنة» من أعمارنا رحلت معه.. مات سليمان الأخ والصديق ورفيق الأيام. 

قبل رحيله بساعات قليلة، كنت معه على التليفون..أطمئن عليه، قال «أنا كويس.. سلم لي علي أمنية وهند وليلى..أنا هعدي عليكم قريبًا».. قلت مازحًا: «لا تنس الورد»- فقد عودنا سليمان، نحن- محبيه وأصدقاءه- أن يزورنا في بيوتنا أو مكاتبنا حاملًا «باقة ورد»، ليس أجمل منها سوى بسمته وقلبه الطيب ورقيق مودته.

رحل سليمان، لكن «وروده» وبسمته ومحبته ساكنة في القلوب والعقول.

***

«أليمة كلمة إلى اللقاء.. وكل ألفاظ الوداع مُرة.. والموت مُر.. وكل ما يسرق الإنسان من إنسان مُر».

**** 

الكتابة لسليمان وعنه، في هذه اللحظات، قاسية وموجعة ومربكة.. هو حالي وحال كل من يكتب أو يحاول أن يكتب لسليمان أو عن سليمان.

وهو ما تؤكده صفحات حسابات مئات الصديقات والأصدقاء، التي ازدحمت برسائل الوداع لسليمان شفيق، من مختلف الأعمار شبات وشبان في عشرينياتهم، وكهول وشيوخ، من مختلف الانتماءات والتيارات السياسية والفكرية، رجال دين، أدباء وفنانون، رياضيون، صعايدة وبحاروة، من داخل مصر خارجها، ومع كل هذه الاختلافات والتباينات، إتفق الجميع على تقدير شخص سليمان وأفكاره وعالمه الفكري والإنساني.

اتفق الجميع على «محبة سليمان» وكأنما أراد سليمان أن يبعث لنا «بوصيته» ورسالته الأخيرة: المحبة.. وهي القيمة والمعنى الذي كرس حياته وجهده وقلمه، طوال مسيرته، لتأكيدها وتعزيزها، ورد الاعتبار لها، او كما كان يحب تسميتها: «المشترك الإنساني الأصيل».. الحرية/ العدل/ المساواة/ المواطنة/ تلك القيم التي انحاز لها وأمن بها ودافع عنها وبشر بها سليمان شفيق الصحفي والكاتب والباحث والمؤرخ والأديب والمناضل السياسي، وشكلت وعيه ووجدانه وجوهر شخصيته، وجعلت منه سليمان الانسان النبيل.. ذلك «المصري الجميل»، عاشق مصر، المشغول بها، الغيور عليها، الحالم لها بالمستقبل الأفضل.. ودائما كانت مصر في براح فكره ووعيه، بسبيكتها المتفردة.. مصر الفرعونية القبطية الإسلامية العربية.. مصر الحداثة والمواطنة والدولة المدنية.

لتلك المعاني وهب سليمان شفيق عمره.. كانت حلمه وهدفه.. وكانت «المحبة» شعاره ورايته ونهجه، منح «محبته» بسخاء ونبل للوطن والأهل.. للأصدقاء والرفاق.. لأساتذته وتلاميذه.

***** 

أثق أن الكثير من أصدقاء وتلاميذ سليمان شفيق سيتناولون إسهاماته المتعددة كباحث ومؤرخ وككاتب وصحفي، وكأديب وناقد أكاديمي.. وهو ما يستحقه- وآمل أن يكون لي في كتابة قادمة إسهامًا في هذا الملف.

أما هذه السطور المتعجلة، فهي رسالة لصديقنا وصاحب أيامنا "سولم" الذي فجعنا رحيله.

من كتاب المحبة تلك الكلمات: «المحبة لا نعرف عمقها إلا ساعة الفراق».. ولكننا نقول لسليمان الحبيب: «أربعون عامًا ونحن نعرف عمق محبتك.. غمرتنا واستوطنت قلوبنا.. أربعون عاما عشنا في فيض محبتك يا (سولم).. تحمينا من رياح الكراهية وعواصف القبح.. تمنحنا البسمة والأمل.. محبتك يا سليمان الحبيب كانت (واحتنا) نلجأ إليها لتمنحنا السلام والمودة.. تلملم فرقتنا وتؤنسن اختلافنا وخلافاتنا.. تشد على أيدينا.. توزع علينا أزهار قلبك.. تضحكنا علي خيباتنا.. وتبشرنا بالفرح القادم.. ترفع راية محبتك علي (بوابتنا)».

سليمان.. تعلم أننا نحبك وتعلم أننا موجوعون لرحيلك. 

سليمان أعلم أننا باقون على عهد محبتك. 

دمت لنا.. ودامت محبتك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شركة RAKICT يحصل على اعتماد نقابة المهندسين المصرية كمركز تدريب معتمد في التكنولوجيا الحديثة
التالى محمد صلاح يخطف الثلاث نقاط لـ ليفربول أمام بيرنيلي