شيماء أحمد متولي
الإثنين، 15 سبتمبر 2025 04:58 م 9/15/2025 4:58:56 PMكشف مصدر مسؤول في المتحف المصري بالتحرير عن واقعة اختفاء أسورة ذهبية نادرة تعود للملك بسوسنس الأول، من داخل معامل الترميم بالمتحف، حيث كانت القطعة تحت عهدة مسؤولي الترميم، ويبلغ وزنها نحو 600 جرام.
وبحسب المصدر في تصريح لموقع بصراحة، فإن الأسورة كانت قد تسلمتها معامل الترميم وتم حفظها في خزانة خاصة، إلا أن هذه المعامل لا تحتوي على كاميرات مراقبة.
وخلال عملية الجرد الدورية التي أجريت يوم الأربعاء الماضي، تم اكتشاف اختفاء القطعة، والتي تُعد من أندر المقتنيات الملكية التي عُثر عليها داخل مقبرة بسوسنس الأول، والتي تم اكتشافها كاملة، وتُقارن في أهميتها بمقبرة الملك توت عنخ آمون.
ووصف خبير أثري – رفض الإفصاح عن هويته – الواقعة بأنها "كارثة أثرية"، مشيرًا إلى أن قيمة الأسورة الأثرية لا تقل عن قناع توت عنخ آمون، وأن ما حدث يضع جميع المسؤولين المعنيين في وزارة السياحة والآثار تحت طائلة المساءلة.
في المقابل، أفاد مصدر داخل المتحف بأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والتحفظ على جميع العاملين ذوي الصلة بالقطعة منذ اكتشاف الواقعة، مؤكدًا أن القطعة مسجلة رسميًا، مما يجعل استعادتها مسألة وقت.

من هو الملك بسوسنس الأول؟
الملك بسوسنس الأول، الذي حكم مصر بين عامي 1047 و1001 قبل الميلاد، هو أحد أبرز ملوك الأسرة الحادية والعشرين، وقد اتخذ من مدينة تانيس (صان الحجر حاليًا بمحافظة الشرقية) عاصمة لحكمه. تميزت فترته بالانقسام السياسي بين شمال البلاد وجنوبها، إلا أنه نجح في ترسيخ سلطته عبر تحالفات استراتيجية، أبرزها زواجه من ابنة الكاهن الأكبر لآمون في طيبة.
واشتهر بسوسنس الأول بلقب "النجم الذي يظهر في طيبة"، ما يعكس مكانته الدينية والسياسية آنذاك. وقد خلد التاريخ اسمه من خلال مقبرته الملكية التي اكتشفها عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه عام 1940، والتي عُثر عليها شبه سليمة، وتضمنت كنوزًا مذهلة، من بينها قناع جنائزي فريد مصنوع من الذهب والفضة، يُعد من أندر القطع في تاريخ مصر القديمة.
ويؤكد علماء المصريات مثل نيكولاس ريفز وكريستوفر ناونتون أن اكتشاف مقبرة بسوسنس الأول أعاد تقييم تلك الفترة التاريخية التي وُصفت سابقًا بـ "العصر المظلم"، إذ أظهرت براعة فنية لا تقل عن عصور الدولة الحديثة.
رحل بسوسنس الأول، لكن إرثه الملكي الثمين ما زال شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية، ويُعد اختفاء أحد كنوزه اليوم جرس إنذار يتطلب تحركًا عاجلًا لحماية التراث من أي إهمال أو تهاون.