شهدت أسواق العملات المشفرة خلال تعاملات اليوم الاثنين حالة من التباين الواضح في الأداء، حيث واصلت عملة "بيتكوين"، أكبر وأشهر العملات الرقمية في العالم، تسجيل مكاسب قوية تجاوزت بها حاجز 116 ألف دولار، فيما تحركت باقي العملات الكبرى بين الارتفاع الطفيف والتراجع المحدود، في ظل حالة من الترقب لقرار السياسة النقدية المرتقب من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
واصلت بيتكوين مسارها الصعودي مدعومة بزيادة إقبال المستثمرين على الأصول الرقمية باعتبارها ملاذًا استثماريًا بديلًا في أوقات عدم اليقين. وأرجع محللون استمرار المكاسب إلى تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في 17 سبتمبر الجاري، وسط مؤشرات على تباطؤ سوق العمل الأمريكي وتراجع معدلات التضخم على المدى القريب.
وبحسب بيانات التداول، ارتفعت بيتكوين بنسبة تقارب 2.3% لتصل إلى 116.250 ألف دولار، لتواصل بذلك مكاسبها الممتدة منذ أربعة أسابيع، والتي دفعتها لتسجيل مستويات قياسية جديدة.
في المقابل، سجلت عملة "إيثريوم"، ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.4% لتستقر عند مستوى 3.450 دولارًا. أما عملة "بينانس كوين" (BNB) فقد ارتفعت بنسبة 1.2% إلى 605 دولارات، بينما ظلت عملة "ريبل" (XRP) شبه مستقرة عند 0.58 دولار.
كما صعدت عملة "سولانا" (SOL) بأكثر من 1.8% لتصل إلى 168 دولارًا، في حين سجلت "كاردانو" (ADA) انخفاضًا بنحو 0.7% لتتداول عند 0.42 دولار.
أشار محللون إلى أن توقعات السياسة النقدية الأمريكية تبقى العامل الأكثر تأثيرًا على حركة العملات الرقمية في المرحلة الحالية. فخفض أسعار الفائدة المحتمل يعني انخفاض العائد على الأصول التقليدية مثل السندات، وهو ما يعزز جاذبية الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
إلى جانب ذلك، تسهم الاستثمارات المؤسسية المتزايدة في تعزيز ثقة السوق، حيث تواصل صناديق الاستثمار الكبرى ضخ مزيد من الأموال في صناديق "بيتكوين" المتداولة في البورصة (ETFs)، وهو ما يدعم أحجام السيولة ويزيد من استقرار الأسعار نسبيًا.
ورغم الزخم الحالي، حذر خبراء من احتمالية تعرض السوق لموجات تصحيح حادة في حال صدور قرارات مفاجئة من الفيدرالي بخفض محدود أو الإبقاء على أسعار الفائدة، مشيرين إلى أن طبيعة السوق الرقمية تجعلها أكثر عرضة للتقلبات السريعة مقارنة بالأسواق التقليدية.
كما أن استمرار الغموض بشأن التشريعات المنظمة للعملات الرقمية في بعض الدول الأوروبية والآسيوية قد يزيد من الضغوط على الأسعار، لاسيما مع تشديد الرقابة على عمليات التداول ومنصات التبادل.
يتوقع محللون أن تظل "بيتكوين" قادرة على الحفاظ على مكاسبها في حال تأكيد خفض الفائدة الأمريكية، مع إمكانية اختبار مستويات 120 ألف دولار خلال الأسابيع المقبلة. في المقابل، سيظل أداء العملات الرقمية الأخرى مرتبطًا إلى حد كبير بتحركات بيتكوين وبحجم تدفقات المستثمرين المؤسسيين.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.