هو إيه اللي بيحصل في سوق الصرف في مصر.. هل أيام الدولار المرتفع بتخلص خلاص.. وهل ممكن نصحى الصبح نلاقي العملة الأمريكية بتتداول تحت الـ 47 جنيه زي ما توقعات كتيرر بتقول.. ويا ترى إيه سر التوقعات اللي بتقول إن الجنيه راجع وبقوة.. وإن أيامه الجاية هتبقى أحسن بكتير.. هل دي مجرد أحلام وتوقعات وردية.. ولا فيه أسباب حقيقية على الأرض بتدعم الكلام ده.. تعالوا نفهم الحكاية ونفك شفرة مستقبل الدولار في مصر الأيام الجاية.
بعد شهور طويلة من القلق والترقب.. وبعد ما الدولار وصل لأرقام تاريخية في السوق الموازية.. فجأة كل حاجة اتغيرت.. القرارات الاقتصادية التاريخية في شهر مارس اللي فات.. وعلى رأسها تحرير سعر الصرف.. قلبت الموازين كلها.. ومن وقتها والسؤال الأهم اللي على لسان كل الناس.. هو الدولار رايح على فين.
خليني أقولك.. إن أغلب بنوك الاستثمار العالمية والمحلية.. وكمان كبار المحللين الاقتصاديين.. بقوا بيتكلموا في سيناريو واحد بس.. وهو انخفاض سعر الدولار قدام الجنيه المصري.. الكلام مبقاش على إن الدولار هيثبت.. لأ.. الكلام دلوقتي على إنه هينزل.. والسؤال هو هينزل لحد فين.
طب ليه كل التفاؤل ده.. وإيه الأسباب اللي بتخلي الخبراء يقولوا إن الدولار هينزل؟

الحكاية مش مجرد أمنيات.. فيه أسباب قوية ومنطقية جدًا ورا التوقعات دي.. خلينا نمسكهم سبب سبب:
أول حاجة .. أكبر صفقة استثمار في تاريخ مصر
طبعًا بنتكلم عن صفقة رأس الحكمة.. الصفقة دي مش مجرد فلوس دخلت البلد.. لأ.. دي كانت بمثابة طوفان من الدولارات ضخ سيولة ضخمة جدًا في شرايين الاقتصاد المصري.. لما يدخلك فجأة مليارات الدولارات.. ده معناه إن المعروض من العملة زاد بشكل مهول.. وقاعدة العرض والطلب بسيطة.. لما المعروض من أي سلعة يزيد.. سعرها لازم يقل.. والدولار هنا هو السلعة.
تاني حاجة القضاء التام على السوق السوداء.
لحد قبل شهر مارس 2024 .. كان عندنا سوقين للدولار.. سوق رسمي في البنك.. وسوق موازي هو اللي كان بيحدد السعر الحقيقي.. ده كان بيخلق حالة من المضاربة والطلب الوهمي على الدولار.. الناس كانت بتشتريه عشان تخزنه.. دلوقتي المعادلة دي اتغيرت تمامًا.. مفيش حاجة اسمها سوق سوداء.. اللي محتاج دولار لأي سبب.. استيراد أو سفر أو علاج.. بيروح البنك ياخده بالسعر الرسمي.. ده قضى على المضاربات.. وخلى الطلب على الدولار هو الطلب الحقيقي بس.. وده طبعًا بيقلل الضغط عليه.
تالت حاجة عودة مصادر الدخل الدولارية
مصر عندها مصادر أساسية للعملة الصعبة.. زي السياحة.. وتحويلات المصريين في الخارج.. وقناة السويس.. المصادر دي كانت اتأثرت بسبب عدم استقرار سعر الصرف.. لكن دلوقتي.. مع توحيد سعر الصرف.. شوفنا بنفسنا إزاي تحويلات المصريين في الخارج زادت بشكل تاريخي.. والسياحة كمان بدأت ترجع لمعدلات قوية جدًا.. كل دي فلوس دولارية بتدخل البلد كل يوم.. وبتزود المعروض أكتر وأكتر.
ورابع حاجة .. ثقة المؤسسات الدولية
الاتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي.. والحصول على قرض أكبر بكتير من المتوقع.. ده بيدي رسالة ثقة للعالم كله.. معناه إن الاقتصاد المصري ماشي على الطريق الصح.. وإن فيه إصلاحات حقيقية بتحصل.. الثقة دي بتشجع المستثمرين الأجانب إنهم يجوا يستثمروا في مصر في أدوات الدين زي أذون الخزانة أو حتى يستثمروا بشكل مباشر.. وده برضه بيوفر سيولة دولارية مستمرة.
طيب هل فعلًا ممكن نشوف الدولار بأقل من 47 جنيه؟
الإجابة المختصرة.. آه ممكن جدًا.. ومش بعيد.. بنوك استثمار كبيرة زي "إتش إس بي سي" و"جيه بي مورجان" طلعت تقارير بتقول إن السعر العادل للدولار أقل من المستويات الحالية.. وإن مع استمرار تدفق الاستثمارات.. وتنفيذ باقي خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي زي برنامج الطروحات الحكومية.. هنشوف تراجع تدريجي في سعر العملة الأمريكية.
لما كل العوامل اللي قلناها دي تشتغل مع بعض.. طوفان الدولارات من الاستثمارات.. مع زيادة إيرادات السياحة والتحويلات.. مع اختفاء المضاربة.. النتيجة الطبيعية هي إن قوة الجنيه تزيد.. وسعر الدولار يقل.. الوصول لمستوى 47 جنيه أو حتى 46 جنيه مش هدف خيالي.. ده يعتبر تقييم منطقي جدًا لقيمة الجنيه الحقيقية في ظل المعطيات الجديدة.. الأيام الجاية هتحمل أخبار كويسة كتير للاقتصاد المصري.. ويبدو فعلًا إن أيام الجنيه راجعة تاني وبقوة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.