أكد الإعلامي عمرو أديب، أن أهم حدث سياسي في المنطقة خلال العام الجاري هو انعقاد القمة العربية الإسلامية في قطر، والتي تمثل منصة جامعة تجمع بين الزعماء العرب وقادة العالم الإسلامي لمناقشة ملفات ساخنة تؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.
القمة لم تأتِ من فراغ
وأشار "أديب" خلال حديثه في برنامجه، الحكاية عبر فضائية " إم بي سي مصر، إلى أن هذه القمة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت استجابة للتحديات التي تواجه المنطقة، سواء على صعيد الصراعات الجيوسياسية أو القضايا الاقتصادية والتنموية التي تحتاج إلى موقف موحّد.
القمة تعقد في العاصمة القطرية الدوحة وسط حضور مكثف من القادة والزعماء، حيث تسود أجواء من الترقب لما قد يسفر عنه البيان الختامي، الذي وصفه أديب بـ"الوثيقة التاريخية" نظراً لما يتضمنه من التزامات واضحة تجاه ملفات المنطقة.
ويشير مراقبون إلى أن القمة جاءت في توقيت حساس للغاية، خاصة بعد تصاعد الأزمات في عدد من الدول العربية وتنامي التهديدات الأمنية، الأمر الذي يجعلها محطة فارقة.
بحسب ما كشفه الإعلامي عمرو أديب، فإن مشروع البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية يتضمن محاور رئيسية تمس قضايا الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، إلى جانب الموقف من الأزمات الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأهمية توحيد الرؤى في مواجهة التدخلات الخارجية.
كما يشمل البيان التأكيد على دعم الاقتصاد الأخضر، وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية في مجالات التعليم والبحث العلمي.
حلول القضايا المطروحة
القمة العربية الإسلامية في قطر تناقش ملفات متعددة، أبرزها القضية الفلسطينية التي تظل البند الأكثر أولوية على جدول الأعمال.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، حيث تتجه القمة إلى إصدار موقف موحد يطالب بوقف العدوان، وإعادة إطلاق مفاوضات جدية برعاية دولية.
من أبرز الملفات التي يركز عليها مشروع البيان، ملف الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب. فالقمة تؤكد أن الإرهاب لا يهدد دولة بعينها، بل يمثل خطراً شاملاً على المنطقة والعالم، ما يستوجب التعاون الأمني والاستخباراتي وتبادل المعلومات.
الجانب الاقتصادي لم يُغفل في أجندة القمة، إذ يناقش القادة خطط التنمية المستدامة، وتطوير البنية التحتية، وتوسيع مجالات الاستثمار المشترك.
كما أشار البيان الأولي إلى ضرورة العمل على مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية التي انعكست على الدول العربية والإسلامية، من خلال تعزيز التجارة البينية وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية.
من النقاط البارزة في حديث عمرو أديب حول القمة، التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستكون المحور الأساسي في مشروع البيان.
القمة ستطالب بضرورة إنهاء الاحتلال، ووقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، مع دعم الجهود الرامية لإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
القمة لم تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل تسلط الضوء على الدعم الإنساني والإغاثي للشعب الفلسطيني. حيث سيتم الاتفاق على إطلاق برامج تمويلية عاجلة، ودعم المؤسسات الصحية والتعليمية في الأراضي المحتلة.
هذا التوجه يعكس بعداً إنسانياً يوازي الجانب السياسي، ويعزز صورة القمة كمنبر متكامل لحل الأزمات.
وحدة الموقف
إجماع القادة على فلسطين يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي، بأن العالم العربي والإسلامي يقف صفاً واحداً تجاه هذه القضية، ولن يقبل بسياسات فرض الأمر الواقع.
ويؤكد مراقبون أن هذا الإجماع سيعيد القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام العالمي.
لا يمكن إغفال الدور القطري في استضافة وتنظيم القمة، حيث أكدت الدوحة أن هدفها هو توحيد الصف العربي والإسلامي وإعادة الثقة في العمل المشترك.
قطر وفرت أجواء ملائمة للحوار، وأكدت أن مخرجات القمة لن تكون مجرد بيانات بل برامج عملية قابلة للتنفيذ.
الدوحة تسعى من خلال هذه القمة لتعزيز مكانتها كوسيط إقليمي قادر على جمع الفرقاء، وإطلاق مبادرات للسلام في أكثر من ملف.
وقد أشاد عدد من الزعماء بجهودها في تهيئة الظروف لنجاح هذا اللقاء التاريخي.
من المتوقع أن تضع القمة خارطة طريق للتعاون المستقبلي بين الدول الإسلامية، تشمل عقد قمم دورية، وإنشاء آليات متابعة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وهذا ما يجعلها نقطة انطلاق لمسار جديد من الشراكات.