بمناسبة اليوم العالمي للقانون، تنظم مكتبة الإسكندرية في الرابعة مساء بعد غد الاثنين، ندوة لإطلاق الطبعة الدولية من كتاب "حماية الشعوب في زمن الحروب" للدكتور خالد القاضي، رئيس محكمة الاستئناف والباحث في القانون الدولي.
الكتاب كما يشير المؤلف في غلافه (رسالة من مواطن مصري لضمير العالم)، ويصدر بترجمة موجزه لعشر لغات هي الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والإيطالية والصينية والروسية واليابانية والهندية والفارسية والأردية، وذلك في توقيت مهم ليدق ناقوس الخطر على ضرورة حماية القانون الدولي الإنساني للمدنيين أثناء الحروب الدائرة رحاها الآن في بلاد كثيرة من العالم المعاصر.
دراسة قانونية دولية
والكتاب هو دراسة قانونية دولية فقهية مقارنة، موثقٌ ومؤسسٌ على فقه القانون الدولي على مستوى العالم منطلقًا من نظرة تاريخية شاملة، ومنهج فقهي مقارن، ودراسات إحصائية كاملة.
تم تقسيم الكتاب إلى أربعة أبواب رئيسة هي: أصول القانون الدولي ومبادئه، وعدم مشروعية الحرب في القانون الدولي المعاصر، ودور القانون الدولي في حماية الشعوب في زمن الحرب، ودور الشريعة الإسلامية في حماية الشعوب في زمن الحرب، والقانون الدولي المعاصر والحرب ضد الإرهاب وملحق حول وثيقة الأخوة الإنسانية.
يقول المؤلف في تقديم الطبعة الدولية؛ في زمنٍ تتسارع فيه الأزمات وتتعاظم فيه النزاعات، يبقى الإنسان – المدني الأعزل – أول الضحايا وآخر من يُنصف.
صرخة أخلاقية
من هنا، ينبثق كتاب “حماية الشعوب في زمن الحروب” بوصفه صرخة قانونية وأخلاقية، تستدعي الضمير العالمي لإعادة الاعتبار لقيمة الإنسان في خضم الحروب والصراعات المسلحة.
ويضيف المؤلف ؛ لقد جاء هذا العمل ثمرة تأمل طويل وبحث جاد في القانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان، مستندًا إلى المبادئ المؤسسة لاتفاقيات جنيف، وميثاق الأمم المتحدة، وتجارب الواقع المُعاش في مناطق النزاع، وإيمانًا بأن حماية الإنسان ليست مسألة محلية، بل مسؤولية عالمية، جاءت هذه الطبعة الدولية المترجمة إلى عشر لغات، لتصل الرسالة إلى كل ضمير حي، ولكي تُقرأ العدالة بلغات الشعوب، لا بلهجات القوة.
ويؤكد المؤلف أن هذا الكتاب لا يكتفي بالتنظير، بل يسعى إلى طرح حلول عملية، تأصيل قانوني، ورؤية إنسانية شاملة، تُنادي بأن الحرب لا ينبغي أن تكون ذريعةً لإسقاط الكرامة، ولا مبررًا لإهدار الحقوق،
واختتم المؤلف تقديمه للطبعة الدولية أن الكتاب دعوة للحكومات، والمؤسسات الدولية، والمنظمات الحقوقية، وكل فاعل في المجتمع المدني، أن يكون جزءًا من هذا النداء الإنساني العابر للحدود.
باحث ملتزم بمنهجيته
كتب مقدمة الكتاب الدكتور فؤاد رياض القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية في طبعته الأولى الصادرة عام 2012، وذكر فيها أن المؤلف الدكتور خالد القاضي اختار موضوعًا مهمًا في هذه اللحظة الحضارية التي تشابكت فيها العلاقات والمصالح واندلعت فيها الأهواء والصراعات في خريطة العالم، وبمسؤولية الباحث الملتزم بمنهجيته وضع القانون الدولي مرجعية علمية يتخذ منها القواعد الكلية التي تحتم على الإنسانية احترام حق البشر في الحياة والأمن.
وأضافت مقدمة الكتاب، أن المؤلف قرأ تجارب الأمم في سياقاتها الحضارية التي تقدم لإنسان العصر مادةً تاريخيةً تفيد في صياغة أسس احترام الروح التي جعلها الله سرًا من أسراره، وطالب الإنسان باحترامها في الكائنات كافة، واستطاع المؤلف أن يطرح قضية حماية الشعوب بوصفه داعية سلام دولي يشارك في صياغة خطاب عالمي ينذر الإنسانية، ويحذرها من مغبة النزق وقصور الرؤية والانسياق لانفعالات التدمير والخراب.
مبدأ احترام الحياة والكون
واختتم رياض مقدمة الكتاب بوصفه أنه عمل مستنير من عالم جليل بذل فيه خالص جهده ليرسي مبدأ احترام الحياة والكون والسلام، هذا المبدأ الذي حثت عليه الأديان، وشغل الفلسفة الإنسانية على مر الزمن، من الكونفوشية الشرقية إلى الأفلاطونية الإغريقية، ومجّد الشعراء كل الداعين إليه «وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم» وقد ذاقت الإنسانية ويلات متوالية كأمواج البحر الأسود لكنها ما زالت تتلمس سبل السلام التي يحث عليها بوعيٍ ومنطقيةٍ ومنهجية.
يبلغ عدد صفحات الكتاب 800 صفحة من القطع المتوسط بغلاف فاخر، ويتم توزيعه بالمكتبات الكبرى والمعارض الدولية داخل وخارج مصر.
