المفاجأة الروبوت له مسيرة عمل.. والحكومة الإلكتورنية تمزج الأصالة بالحداثة
في خطوة غير مسبوقة عالميًا، أعلنت ألبانيا عن تعيين أول وزيرة افتراضية بالذكاء الاصطناعي، في تجربة طموحة تسعى من خلالها إلى إعادة صياغة العلاقة بين التكنولوجيا والحكومة.
يسلِّط موقع وجريدة الفجر، الضوء على هذه الفكرة، فعلى نهج "SAM" أول سياسي افتراضي في نيوزيلندا تم تطويره بالذكاء الاصطناعي للتفاعل مع المواطنين والإجابة عن قضايا سياسية واجتماعية، ألبانيا تنفِّذ الآلية، بان يشغل منصبًا وزاريًا، مهمَّا داخل حكومتها. خلال السطور المقبلة نتعرَّف على الشخصية الافتراضية الجديدة، التي حظيت بوضعِ حكومي جديد في هذه البلاد.
الشخصيات الافتراضية.. فكرة ليست مستحدثة
لم يعد ظهور الشخصيات الافتراضية بالذكاء الاصطناعي حدثًا جديدًا، بل هو امتداد لتجارب بدأت منذ سنوات في مجالات الإعلام، السياسة، والموضة. فقد لمع اسم ليلو ميكويلا وشُودو غرام وإيما كأشهر العارضات الافتراضيات على إنستغرام وحملات الأزياء، حيث تمكنّ من جذب ملايين المتابعين والتعاون مع كبرى العلامات التجارية، وكأنهن شخصيات حقيقية. وفي مجال الترفيه، أنتجت شركات عالمية مثل Meta وTencent مؤثرين رقميين يقدّمون محتوى غنائي وفني عبر YouTube وTikTok، ما عزز حضور هذه الشخصيات في الثقافة الرقمية اليومية.
ولم يقتصر الأمر على الترفيه أو التسويق، بل امتد ليشمل السياسة والإدارة العامة. ففي نيوزيلندا ظهر SAM كأول سياسي افتراضي يتفاعل مع المواطنين، بينما قدّمت ألبانيا الوزيرة الافتراضية دييلا لمراقبة المناقصات وتعزيز الشفافية في الحكومة. أما في حياتنا اليومية، فقد أصبحت الشخصيات المساعدة مثل سيري وأليكسا وGoogle Assistant جزءًا أساسيًا من التفاعل بين البشر والتكنولوجيا. هذه التجارب جميعها تؤكد أن توظيف الشخصيات الافتراضية لم يعد ترفًا أو فكرة مستقبلية، بل واقعًا يتطور باستمرار ويعيد تشكيل العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع.

دييلا.. أول وزيرة افتراضية في العالم
الوزيرة الافتراضية، التي تحمل اسم دييلا (ويعني "الشمس" بالألبانية)، تم تطويرها بتقنيات مايكروسوفت، لتنضم رسميًا إلى مجلس الوزراء بهدف مراقبة المناقصات العامة وضمان نزاهة الإجراءات الحكومية بنسبة 100%.
منصب بالترقِّي.. من منصة رقمية إلى مجلس الوزراء
قد يتفاجأ الرائي بأن "دييلا" لم تظهر فجأة وأنَّ منصبها الحكومي الجديد جاء عن جدارة؛ فقد سبق أن خدمت ملايين المواطنين عبر منصة e-Albania، حيث ساعدت في الحصول على الوثائق والخدمات العامة. واليوم، تتوسع مهامها لتصبح عنصرًا محوريًا في تعزيز الشفافية الحكومية.
بذلك فالروبوت، له مسيرة عمل، وقد يكون له سيرة ذاتية "CV"، تجعل م منصبه الوزاري عن جدارة، لا سيَّما وانَّ النظرة نحوة الوكمة الرقمية باتت أمرًا يشغل أوساط العديد من دول العالم.
مزيج من الأصالة والحداثة
تتميز دييلا بواجهة رقمية تحمل لمسات من الزي الألباني التقليدي، في رسالة رمزية تجمع بين الهوية الوطنية والابتكار التكنولوجي.
دور رقمي.. هل تتحقق الشفافية؟
حسب الوكالة الوطنية لمجتمع المعلومات، ستعمل دييلا على تقديم تحليلات آنية ودعم القرارات الحكومية اعتمادًا على البيانات الدقيقة، مع الالتزام بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تضمن الشفافية والمصداقية.
ألبانيا في صدارة الحوكمة الرقمية
بهذه المبادرة، تضع ألبانيا نفسها في مقدمة الدول التي توظف الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحكومية، مقدمة نموذجًا عالميًا في مكافحة الفساد وتحسين كفاءة الخدمات العامة.
ما جدوى تعيين وزير افتراضي؟
تعيين وزيرة افتراضية لا يقتصر على كونه حدثًا رمزيًا، بل يحمل فوائد عملية جوهرية. فهو يعزز ثقة المواطنين بالمؤسسات من خلال ضمان الرقابة الفورية على الإجراءات الحكومية، ويحد من فرص الفساد عبر استبدال القرارات الشخصية بالتحليلات الموضوعية المستندة إلى البيانات. كما يساهم في رفع كفاءة الخدمات العامة وتسهيل وصول المواطنين إليها بطرق رقمية أسرع وأكثر شفافية. وبذلك، تقدم ألبانيا نموذجًا يمكن أن يلهم دولًا أخرى لإعادة صياغة العلاقة بين التكنولوجيا والحكومات في خدمة المواطن ومكافحة الفساد.