بعد تعاون استمر خمس سنوات ترك بصمته على هواتفها الرائدة، أعلنت شركة ون بلس رسميًا إنهاء شراكتها مع شركة هاسلبلاد السويدية المتخصصة في الكاميرات، في خطوة تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من تطوير تقنيات التصوير داخل أجهزتها. الإعلان جاء عبر منشور على مدونة ون بلس، حيث لم تكشف الشركة عن الأسباب المباشرة للانفصال، لكنها حرصت على توجيه إشادة واسعة لشريكها السابق.
في رسالتها، وصفت ون بلس هاسلبلاد بأنها رمز للهوس بالدقة والتفاصيل، مشيرة إلى "الليالي الطويلة التي يقضيها خبراء الشركة في المختبرات لتحقيق التوازن المثالي بين الضوء والظل".
وأكدت أن الحس الجمالي والهوية البصرية التي جلبتها هاسلبلاد أصبحت جزءًا أصيلًا من فلسفة التصوير الخاصة بها، وسيبقى أثرها حاضرًا في كل الكاميرات المستقبلية التي تطورها ون بلس.
بداية عصر DetailMax Engine
ولتعويض غياب هاسلبلاد، أعلنت ون بلس عن بدء تطوير نظام تصوير خاص بها أطلقت عليه اسم DetailMax Engine. ويُتوقع أن يكون هذا النظام نقلة نوعية في تجربة التصوير على الهواتف الذكية، إذ صرح بيت لاو، الرئيس التنفيذي للشركة، بأنه يختبر بالفعل نموذجًا أوليًا صُمم من الصفر لتقديم صور أوضح وأكثر واقعية.
هذه الخطوة تعكس توجه ون بلس نحو الاعتماد على خبراتها الداخلية لبناء هوية تصويرية مستقلة، وهو مسار باتت شركات الهواتف الكبرى تسلكه لتعزيز التميز التكنولوجي ومواجهة المنافسة الشرسة في سوق التصوير بالهواتف.
تاريخ من التعاون المثمر
بدأت الشراكة بين ون بلس وهاسلبلاد عام 2021 مع إطلاق هاتفي OnePlus 9 وOnePlus 9 Pro، حيث ساهمت هاسلبلاد في تطوير أنظمة الألوان وتحسين الأداء البصري، ليصبح شعارها علامة ثابتة على هواتف ون بلس الفاخرة. هذه الهوية المشتركة عززت مكانة الشركة الصينية في سوق الهواتف الذكية، إذ ارتبط اسمها بجودة تصوير عالية المستوى.
لكن مع الإعلان الجديد، يتوقع أن يختفي شعار هاسلبلاد من الجيل القادم، بدءًا من OnePlus 14، والذي قد يُعاد تسميته إلى OnePlus 15 لتجنب الرقم "4"، الذي يعتبر رقمًا مشؤومًا في الثقافة الصينية.
مستقبل غامض وعلاقات متداخلة
المفارقة أن شركة أوبو، المالكة لعلامة ون بلس، لا تزال متمسكة بشراكتها مع هاسلبلاد. ففي يوليو الماضي، أعلنت الشركتان عن تمديد التعاون بينهما مع وعد بإطلاق نظام تصوير جديد مخصص للهواتف المحمولة في المستقبل القريب. هذا يعني أن علامة هاسلبلاد ستظل حاضرة في بعض هواتف مجموعة أوبو، بينما تسعى ون بلس لتأسيس بصمتها المستقلة.
منافسة مشتعلة في تقنيات الكاميرات
قرار ون بلس يأتي في وقت تشتد فيه المنافسة بين الشركات العالمية على تقديم أفضل أنظمة التصوير. فبينما تعقد شراكات بين شركات هواتف وصناع كاميرات مثل لايكا أو زايس، تتجه شركات أخرى إلى تطوير حلولها الخاصة لتعزيز هويتها التكنولوجية. وفي هذا السياق، قد يمثل DetailMax Engine الرهان الجديد لون بلس من أجل الحفاظ على جاذبيتها في سوق مليء بالتحديات.
ما ينتظر المستخدمين
يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح ون بلس في سد الفجوة التي يتركها غياب هاسلبلاد؟ الشركة تراهن على خبراتها الداخلية وعلى استراتيجيتها الجديدة لبناء نظام تصوير قادر على إقناع المستخدمين والمنافسة مع عمالقة السوق. وإذا نجحت في تحقيق وعدها بتقديم صور أكثر وضوحًا وواقعية، فقد يكون هذا التحول نقطة قوة جديدة لها.
بهذه الخطوة، تضع ون بلس نفسها أمام تحدٍ كبير: بناء هوية بصرية مستقلة، مع المحافظة على ثقة مستخدميها الذين ارتبطوا بجودة شعار هاسلبلاد لسنوات. لكن المؤكد أن سوق الهواتف الذكية سيشهد خلال الأشهر المقبلة جولة جديدة من المنافسة على صدارة التصوير المحمول.