أخبار عاجلة

محمود حامد يكتب: بناء الإنسان قمة العمران.. قضايا الثقافة فريضة غائبة عن اجتماعات مجلس الوزراء

محمود حامد يكتب: بناء الإنسان قمة العمران.. قضايا الثقافة فريضة غائبة عن اجتماعات مجلس الوزراء
محمود حامد يكتب: بناء الإنسان قمة العمران.. قضايا الثقافة فريضة غائبة عن اجتماعات مجلس الوزراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعالوا ندخل فى الموضوع بشكلٍ مباشر.. إذا كنتم من متابعى الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء، هل سمعتم ذات مرة من المرات هذا الاجتماع يخصص وقته لمناقشة قضايا الثقافة عبر ورقة معدة سلفًا يناقشها الحاضرون تفصيلًا  للوصول إلى رؤية ترتقى بالإنسان المصرى وتعمل على صهر العقل المصرى فى بوتقة مستمدة من حضارة ضاربة فى جذور الزمان وتقاليد راسخة رسوخ الجبال وقيم سارية سريان نهر النيل العظيم فى مجراه؟.

 تصدر الحكومة بيانًا عقب كل اجتماع أسبوعى، وتقرأ فيه كل ما يخطر على بالك وما لا يخطر أيضًا.. الأسعار وتحريكها والظروف العالمية التى تؤثر فينا والصندوق وأخباره والزراعة وأحوالها وموسم القصب والقمح والبطاطس أيضًا ودخول المدارس والالتحاق بالجامعات و.. القائمة تطول، إلا ما فى مرة يفكر مجلس الوزراء فى تخصيص جلسة لمناقشة قضايا الثقافة.. وليس فى ذلك أى ترف فالثقافة لو تعلمون ذات شأنٍ عظيم، فهى أساس بناء الإنسان قبل توفير احتياجاته ومناقشة مشكلاته، بل هى قضية أمن قومى بكل ما تعنيه الكلمة.

نظرة شكلية 

 إن النظرة الحكومية إلى الثقافة للأسف أقرب إلى مجرد وردة فى عروة جاكت الرجل أو «فيونكة» تزين فستان المرأة.. نظرة لزوم «برستيج» معين تغفل قيمة الثقافة وأهميتها وتأثيرها فى حياة الشعوب وتكوين مجمل تراثه فى المجالات كافةً من آداب وفنون وموروثات شعبية وموسيقى وتراث وتقاليد وأعراف وما إلى ذلك من أنشطة فكرية وإبداعية وفنية واجتماعية ومن أمور تشكل الإنسان فى مجتمعه أيًا كان هذا المجتمع.

هل يمكن أن يقام بناء متين بدون أساس قوى وفق المواصفات المعروفة لأصول البناء؟.. هكذا هى الثقافة، إنها بحق ودون أى مبالغة الأساس الذى يُبنى عليه المجتمع وناسه وأهله، وهى التى تجعل الإنسان متسلحًا بفكرٍ سليم ووعى متكامل، مدركًا لحقيقة كل ما يحيط به، قادرًا على مواجهة التحديات.

هل يجوز أن نختلف حول الطريق الرئيسى لبناء المجتمع أم أن الأمر يتطلب أن نأتلف لننهض بهذا المجتمع؟.. كيف نقبل على أنفسنا الصمت إزاء محاولات تهميش الحياة الثقافية؟ (ولا نريد أن نصل إلى القول باغتيال هذه الحياة).. أين الداعون دومًا للنهوض بالإنسان المصرى وبعقله وتفكيره؟ إنها قضية مرتبطة بالإنسان والبشر والمجتمع والحياة.. ولأنها كذلك فيجب أن تكون مثار اهتمام المجتمع كل المجتمع رغم أنف الذين يعملون بمنطق الموظفين مهما ارتقت درجاتهم ومناصبهم فى المسؤولية الحكومية.

العدالة الثقافية

منذ نحو عام، فى سبتمبر الماضى بالتحديد، أطلقت الرئاسة مبـادرة بـداية جديدة لبناء الإنسان، وتُمثل المبادرات الرئاسية دائمًا نقطة فارقة ومضيئة داخل المجتمع في ظل حرص القيادة السياسية على إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري ثقافيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وتوطين مفهوم العدالة الاجتماعية والثقافية من خلال تبني سياسات حماية متكاملة هادفة، وتحسين جودة الحياة، والاستثمار في رأس المال البشري في سبيل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل. 

ولأهمية هذه المبادرة، ننقل ما جاء فى وثيقة إطلاقها فقد ذكرت الوثيقة أنه: فى إطار الاهتمام ببناء الإنسان المصرى وفى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية تأتى مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى»، بهدف الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية من خلال تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة فى مختلف أقاليم الجمهورية، وعلى رأسها الوزارات المعنية، مثل: التربية والتعليم والصحة والأوقاف والثقافة والتضامن الاجتماعى والشباب والرياضة وغيرها، لتحقيق مستهدفات المبادرة، بحيث يشعر المواطن بمردود ايجابي خلال فترة وجيزة. وإلى جانب اهتمام المبادرة بالأسرة المصرية عبر برنامج متكامل، وترتكز ايضا على بناء الوعى، وإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة المصرية، والحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة بفاعلية فى عملية التنمية الشاملة.

انتهى الاقتباس من نص الوثيقة لكن الأسئلة باقية.. هل كان المسؤولون فى دهاليز الحكومة على مستوى المبادرة الرئاسية العظيمة أو أن الأمر تمثل فى اجتماعات روتينية تقليدية تنفيذًا للتكليف دون فهم أبعاده المتكاملة؟.. وكيف هانت مصر على الحكومة فجاءت بالسيد «هنو» وزيرًا للثقافة؟.. المفترض نظريًا حسب فهمى المتواضع أن وزارة الثقافة هى الركن الأساس فى تفعيل هذه المبادرة وهى المنسق الأول بين كل الوزارات والهيئات لاتخاذ خطوات عملية تحقق الهدف المرجو من المبادرة الرئاسية.

سؤال اللحظة

وهنا، لا يجب أن يُفهم تحت أى ظرف من الظروف أننا نتخذ موقفًا شخصيًا من الوزير.. لكن الثابت أن هذا الوزير لم يُضبط أبدًا مفكرًا فى الشأن الثقافى ولا مهمومًا بالعمل الثقافى، ونزل (كما يقولون) بالبراشوت على وزارة لا يعرف عنها شيئًا ولم يكن معروفًا بشكل واضح للأسرة الثقافية بل ولعموم أهل مصر.. ذلك أن وزراء الثقافة السابقين جاءوا إلى المنصب ووراءهم ذخيرة معرفية بكواليس الوزارة وكان لهم إنتاجهم الفكرى والمعرفى الذى يؤهلهم للمنصب، وحتى عامة الناس كان لديهم فكرة عنهم قبل توليهم المنصب.. فكيف فى ظل مبادرة رئاسية عظيمة نضع (بحكم عدم الدراية بأصول وقواعد العمل الثقافى المؤسسى) ما يفرمل ومن يفرمل إنجازها على النحو المأمول، ناهيك عن اتباع سياسة الأهواء الشخصية فى حط فلان وإبعاد علان دون أى رؤية تنم عن أفق يتطلع للأمام ويبنى للمستقبل؟.

إنه سؤال يعبر عن حيرة ما مثلها حيرة لكنه ما يزال يبحث عن إجابة.. فأفيدونا أفادكم الله.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس شعبة الدواجن: الأسعار لن تشهد ارتفاعات في الفترة المقبلة
التالى «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال يقصف منتظري المساعدات ويواصل تدمير الأبراج السكنية في غزة