أخبار عاجلة

تامر أفندي يكتب: تساؤلات عن الثقافة ووزيرها.. ودهاليزها

تامر أفندي يكتب: تساؤلات عن الثقافة ووزيرها.. ودهاليزها
تامر أفندي يكتب: تساؤلات عن الثقافة ووزيرها.. ودهاليزها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 قبل الولوج في دهاليز وسراديب وأنفاق وزارة الثقافة، نود أن نوضح أننا نناقش فكرًا، ونشير إلى خللٍ غير متعصبين لرأي ونترك المساحة لمن نختلف معهم للرد، وليست مشكلتنا الأشخاص ولا الأسماء، لكن المعايير والإجابة عن أسئلة الاستفهام؟.

وأول سؤال لم أجد له إجابة حتى الآن لماذا تم اختيار الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزيرًا للثقافة؟.

أنا لست ضد اختياره أو حتى طموحه أو ترشيحه لأن يكون وزيرًا لحقيبة أخرى غير الثقافة، التي تحتاج إلى واحد من داخل هذه الجماعة، يعرف مجريات الأمور فيها، يعرف كل تفصيلة عن إصداراتها ومثقفيها.. يعرف تاريخها وعاش عثراتها ولديه تخطيط لما يجب أن يتم فيها.. هي ليست وزارة لتسيير الأعمال، ولا لإصدار بيانات بأرقام ولا محط مجاملات ولا يمكن بأي حال من الأحوال، مهما تعاظم الخطب حولنا، أن نُرجئها ولا نوليها اهتمامًا، لأنها عقل وقلب الوطن وتشكيل وعيه فيما هو قائم وما هو قادم. 

  لكن ولأننا الآن في عصر الوزير "هنو".. فدعنا نسأل ونتساءل ما الخطة إذًا يا مولاي؟

   أتذكرون تلك الجملة التي قالها مساعد عبد الرحمن الأموي له أثناء هروبهما من بطش العباسيين؟..  كانت الإجابة بليغة حتى أنها صارت قاعدة أساسية في معتراكات الحياة، إذ قال عبد الرحمن الأموي مجيبًا: "الخطة أن نبقى أحياء".

 أي يا معالي الوزير، أن نحافظ على هذا الوضع مؤقتًا إذا كنا لا نستطيع دفع العجلة للأمام، ألا نغلق قصور الثقافة الآن، ولا نستبدل الذي هو أعلى بالذي هو أدنى، وأن نبحث أزمات الهيئة العامة للكتاب بجدية ونية حقيقية للإصلاح بعيدًا عن عروض الاختيارات.

في الأونة الأخيرة ظهر جليًا أن الوازة لم تعد بكل ما فيها قبلةً للمثقفين ولم تعد إصداراتها محل اهتمام، ولنا فيما حدث لمجلة "فصول" آية وعبرة فلقد تحولت إلى أطلال من زمن فات ولم ينتفض لانتشالها أحد وربما سيجري تكفينها كغيرها، ونرى الوزير مع قادات الوزارة في افتتاحات ونغرق في عناوين بلا محتوى.. أحيانًا أسأل نفسي: لماذا نخدع أنفسنا؟.. نحن أبناء هذا الوطن لماذا نتباهى بالزيف ونترك الحقيقة؟.

 كان عبد الرحيم كمال من وجهة نظري، حرًا طليقًا.. يكتب عن الخواجة عبد القادر ويقدم الحكمة على لسان عرفات ويطلق عنان خياله فيدخل معركة الفكر مع "الحشاشين"، هذا النوع من المبدعين لم يُخلق ليكون موظفًا ولا مساعد وزير ولا حتى وزيرًا، هؤلاء هم أسياد أنفسهم ودراويش الحرف، فكيف نجعل منه رقيبًا على من يرفض هو الرقابة عليه، لكن الوزير أراد في البداية "عضدًا"، اسمًا كبيرًا في الملف ثم ما لبث بعد إن أتم الأمر أن ينطفئ  الوهج وتبقى "دهشة" وأنا على يقين أن حفاوة الاستقبال هفتت ومن المحتمل أن يكون "كمال" في هذه اللحظة يسأل نفسه لماذا قبلت!

 حاولت إحدى الصحف إحياء ليالي الثقافة وإعادة بث الروح فيها، ربما لهدف نبيل من أجل وطن، وربما للسطو على هذا الملف في لحظات ضعفه، فشرعت في إصدار صحيفة ثقافية وعقد صالونات ثقافية متنوعة جمعت بين مختلف الأطياف وربما الأضداد في الوسط الثقافي.

 تحول الأمر الآن بين أطراف عدة وأولهم وزارة الثقافة إلى الاشتباك على "التركة الثقافية" الموزعة في أبنية وأقبية الوزارة وربما كانت تلك الحفرة في إحدى قصور الثقافة للبحث عنها.. فهل مصر تستحق ذلك؟!.

كان على الوزير قبل أن يشرع في إغلاق ما لم يفتحه أن يعود للتاريخ ويسأل عن السبب والهدف ويتبع الأثر.

*****

لا أعرف د. خالد أبو الليل معرفة شخصية كما أنني لا أعرف د. غادة جبار ولا كرمة سامي ولا د. رانيا يحيى، ولا الكثير من الأسماء التي اختارها الوزير لتشكيل اللجنة العليا لمعرض الكتاب والتي ضمت بين جنباتها أسماء لا تمت للجماعة الثقافية بصلة، وهناك أسماء كثيرة تم تجاهلها هي أولى ولكن طبقا لمنهج تقزيم المناصب فمن المؤكد أن هذا التقزيم سيمتد للاختبارات لنصل إلى الصفر.. حتى لا يكون هناك منافس.. وإذا ما أردنا البحث عن بدائل لم نجد سوى هؤلاء فنمد لهم ليزدادوا إثمًا.

 فلا يكفي أن تكون دكتورًا متخصصًا أو كاتبًا أو عضوًا في لجنة حتى تكون مسؤولًا، فنحن لا ننكر عليك نجاحك لكن هذا ليس معناه أن تدير وزارة الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب.

 هذا ليس حديثًا مفترٍ ولا تجنٍ، فهنا من الوقائع ما شهدناه وهناك من المستندات ما رأيناها لكن نحن حتى في لحظات النقد نبني ولا نهدم.. لعل كلمة تصل إلى القلب والعقل فيتغير المسار وندفع بالأمر لأهله دون محاباة ومجاملات.

 فيا سيادة الوزير لا يليق أن يكون جزء من وقتك للرد على التعليقات لاستمالة بعض المحررين ليكون كتائب إلكترونية تتحدث بلسانك وترد عنك دون وجه حق، مقابل التباهي بأنهم على صلة بالوزير، بل ويصل الأمر في ترضية أحدهم إلى اختيار أحد أصدقائهم ضمن أعضاء اللجنة العليا لمعرض الكتاب.

 يا دكتور "هنو" حينما سألت عدداَ من المثقفين عن آليات اختيار وزير للثقافة، قالوا لي ما يصعب تحقيقه في الوضع الحالي، ورفضوا ذكر أسمائهم، فذهبت إلى "شات جي بي تي" فقال لي من بين ما قال:

 يُفضل أن يكون للوزير خلفية في مجال الثقافة أو الفنون أو الإعلام، أو خبرة إدارية واسعة في المؤسسات الثقافية.

 قد يكون فنانًا، كاتبًا، أديبًا، أكاديميًا، أو إداريًا سابقًا في وزارة الثقافة أو إحدى هيئاتها.

  امتلاك رؤية واضحة لتطوير المشهد الثقافي، خاصة في ما يتعلق بتعزيز الهوية المصرية، الحفاظ على التراث، والانفتاح على العالم.

هذا عن سؤالي له عن آليات اختيار الوزير، ولا أخفيك سرًا أنني حينما سألته عن معايير التغييرات التي أجريتها بما فيها الهيئة العامة للكتاب.. أجاب "شات جي بي تي": إسأل الوزير.

ولما سألته عن اللجنة العليا للمعرض، قالي لي شات جي بي تي: إسأل أبو الليل وخليه يسأل الوزير لماذا لم يختر العديد من الأسماء ومن بينهم خصمه في موقعة "حرف".

وأخيرًا يا أيها السادة ممن ساقتهم الظروف لتولي حقيبة الثقافة نحن لسنا ضدكم كأشخاص ولكن ضد نهج الاستعلاء.. ضد المحاباة.. ضد أن تقصوا الشرفاء لتقربوا أهل الثقة.. ضد ان تمنحوا الألقاب لمن لا يستحقها.. ضد خطابكم الثقافي وعدم وجود خطة واضحة.. ضد الاستهانة بأهل الكفاءة.. ضد الشو والعرض على حساب مصر ومستقبلها.. طالما لم نر وعيًا حقيقيًا وتأثيرًا ثقافيًا في الشوارع فقد فشلتم.. فشلتم.. فما بالكم ونحن نتراجع!

يبقى أن نطرح الأسئلة التالية على السيد الوزير، ونترك له حرية الإجابة، وللجمهور التقييم؟

  • ما خططه لإدارة وزارة الثقافة لاستعادة دور مصر التاريخي؟. 
  • ما سبب رفض الوسط الثقافي للكثير من قرارته؟. 
  • ما الذي تحقق على أرض الواقع منذ تكليفه وحتى الآن في الملف الثقافي؟.
  • لماذا اختار د. خالد أبو الليل رئيسًا للهيئة العامة للكتاب؟.
  • وما هي الشروط الواجب توافرها في رئيس الهيئة للكتاب؟.
  • ملف قصور الثقافة ماذا تم فيه؟ وما مصير الإصدارات الثقافية؟. 
  • ما حقيقة معركته مع غادة جبار ورانيا يحيى ولماذا لم يجدد لكرمة سامي؟.

وختامًا.. "إذا كنت تفكر في السنة القادمة، ازرع بذرة.. إذا كنت تفكر في العشر سنوات القادمة، ازرع شجرة.. وإذا كنت تفكر في المئة سنة القادمة، علم الناس".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الخارجية السعودي يصل إلى قطر
التالى بث مباشر.. مشاهدة مباراة الطلبة وزاخو في الدوري العراقي