أخبار عاجلة

إلى قمة الدوحة: شعوبكم تنتظر ما يشفي الصدور لا ما يمسح الدموع

إلى قمة الدوحة: شعوبكم تنتظر ما يشفي الصدور لا ما يمسح الدموع
إلى قمة الدوحة: شعوبكم تنتظر ما يشفي الصدور لا ما يمسح الدموع

غدا تنعقد في الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة على وقع حدث لم تخل منه المآسين حيث هجوم إسرائيلي استهدف عاصمة قطر بزعم محاولة اغتيال قيادات من حركة حماس، هذه القمة ليست مجرد اجتماع روتيني في جدول العمل الدبلوماسي، بل هي امتحان لضمير الأمة وقيادتها: هل ستخرج القمة بقرارات تغير المعادلة أم سنكتفي مجددا ببيانات رسمية تروق لوسائل الإعلام وتمسح دموع الشعوب؟

أولا لا بد أن نذكر الحقيقة وهي أن شعوبنا تعلق آمالا كبيرة على انعقاد مثل هذه القمم، نريد قرارات تشفي الصدور وتردع المعتدي، لا بيانات منمقة بلا أدوات تنفيذ، وللأسف التاريخ يكرر نفسه كثيرا حيث سبق وطالعنا في قمم سابقة قرارات دون مستوى التحدي، شجب وإدانة بليغة، لكن دون إجراءات اقتصادية أو دبلوماسية حاسمة تفرض كلفة حقيقية على من انتهك سيادتنا أو سعى لتصفية القضية الفلسطينية.

ثم هناك سؤال موجه إلى قادتنا وهو لماذا لا نستخدم الأدوات التي تستخدمها القوى العالمية؟ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي لا يترددون في استخدام عقوبات اقتصادية وسياسية كأدوات ضغط عندما يتعارض تصرف بلد ما مع مصالحهم، لماذا لا نمتلك نحن، كجامعة عربية وكمنظمة دول إسلامية، آليات ضغط فعالة؟ لماذا لا نفرض عقوبات اقتصادية على دول أو شركات أو كيانات تتدخل في شؤوننا أو تقوض حقوقنا؟ لماذا نبدو ضعفاء إلى درجة أننا لا نستطيع حتى اتخاذ خطوات اقتصادية رادعة ضد من يثبت أنه خالف قواعد اللعبة الدولية أو أصوات ضد مبادرات عادلة على غرار مشروع حل الدولتين؟

قمة الدوحة معقودة فوق جراح وهي فرصة للتوبة من سياسة التراخي، المطلوب قرارات جريئة وواضحة مثل فرض عقوبات اقتصادية محددة على الجهات والدول التي تجاوزت خطوط السيادة، تجميد علاقات دبلوماسية مؤقتا حيث يلزم، ووقف أي تعاون أمني أو استخباراتي مع أطراف ارتكبت اعتداءات في عمق عاصمتنا، وهذه ليست دعوة للانغلاق بل لفرض قواعد احترام متبادل ورادع فعلي لمن يسعى لزعزعة أمن المنطقة.

كما يجب أن توجه رسالة صارمة وواضحة إلى حلفائنا في واشنطن.. كفى ازدواجية المعايير، والتحالف لا يجوز أن يكون غطاء لتصرفات تهدد أمن دولتنا وسيادتنا، وإن كنتم شركاء فلتكن الشراكة مبنية على احترام مصالحنا وليس على موازين قوى تملي انتقائية في المعايير، فالشعب العربي والإسلامي لم يعد يقبل ثمنية المعايير في السياسة الدولية.

وأخيرا لقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل سنوات وفي بداية حكمه إلى فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة دعوة لا تزال على الطاولة ويجب أن تعاد قراءتها بجدية، ففي ظل تصاعد الانتهاكات وتجاوزات ضد الأمن القومي العربي وفلسطين، لا بد من التفكير في أدوات دفاعية وجيوسياسية مشتركة تحفظ مصالح الأمة وتردع المعتدي، وإن لم نضع لأنفسنا آليات حماية حقيقية، سنبقى ندور في حلقة من اللوم والبيانات والقصاص الكلامي.

أقولها بكل صراحة إن قمة الدوحة فرصة فلتكن فرصة حقيقية لصياغة قرار تاريخي يعيد للأمة بعضا من حقوقها المهدورة، ونحن لا نريد شعارات، نريد إجراءات، وباسم ملايين تراقب وتنتظر أقول اختبروا إرادتكم الآن، ولا تجعلوا هذه القمة صفحة ضمن صفحات سابقة لا تحوي سوى الكلام.

أفيقوا يا عرب «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».

د/ يوسف العميري

[email protected]

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أحمد سامي يغادر معسكر منتخب مصر بسبب الإصابة
التالى عمر مرموش يغادر مباراة مصر وبوركينا فاسو بسبب الإصابة ومشاركة أسامة فيصل