يعتبر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعلان نيويورك بشأن حل الدولتين قرار ذات أهمية كبرى في ظل الصراع القائم بين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث جاء القرار بأغلبية ساحقة تؤيد تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الكارت الأحمر
وتعليقا على ذلك؛ قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن خطوة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة تمثل دفعة قوية لإبقاء حل الدولتين على الطاولة، خاصة في ظل التحركات الإسرائيلية التي تهدف إلى القضاء عليه نهائيًا، موضحا أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء بمثابة "الكارت الأحمر" في مواجهة هذه المخططات الإسرائيلية والأمريكية، مؤكدًا أنه يعزز حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف خبير العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" أن إسرائيل لا تُخفي حديثها عن "إسرائيل الكبرى"، وتسعى لضم الضفة الغربية بالكامل، معتبرة أن حدودها يجب أن تمتد حتى منطقة الأغوار، وهي أبعد نقطة شرق الضفة الغربية، مشيرا إلى أن وجود خطة طرحت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تقضي بالسيطرة على قطاع غزة لعشر سنوات مع تقليص عدد سكانه، وهو ما يمثل محاولة واضحة لإجهاض حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.
إعلان نيويورك
وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن القرار لم يأتِ من فراغ، بل جاء تتويجًا لمسار طويل من التطورات داخل الأمم المتحدة، فقبل ديسمبر 2012، كانت الأراضي الفلسطينية تُوصَف بالكيان، لكن بعد ذلك التاريخ، وبقرار من الجمعية العامة، تحولت فلسطين إلى "دولة مراقب"، وهو ما شكل تطورًا مهمًا في الاعتراف الدولي، إضافة إلى أن الجمعية العامة واصلت خطواتها التصاعدية، حيث أصدرت في 10 مايو 2024 توصية لمجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطين، وحظي القرار بتأييد 143 دولة، أي أكثر من عدد الدول التي صوتت لصالح القرار الأخير المرتبط بإعلان نيويورك الصادر في يوليو الماضي.
وأكد أن هذه الخطوات تمهد لما قد يسفر عنه الاجتماع رفيع المستوى المقرر انعقاده في الأمم المتحدة يوم 22 سبتمبر الجاري، والذي سيضم قادة العالم، وسط توقعات بأن تعترف أكثر من 15 دولة جديدة بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأوضح سمير أن هذه التطورات تُصعِّب كثيرًا من إمكانية اعتراف الولايات المتحدة بأي خطوات إسرائيلية مقبلة لضم الضفة الغربية، خاصة أن حلفاء واشنطن من الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا يتمسكون جميعًا بحل الدولتين، و أن الدول التي صوتت ضد القرار الأخير اقتصرت على الولايات المتحدة وإسرائيل والمجر والأرجنتين، بينما غالبية دول العالم دعمت الموقف الفلسطيني، وهو ما يعكس عزلة الموقفين الأمريكي والإسرائيلي.
وتابع خبير العلاقات الدولية أن هذا القرار لا يقتصر على كونه انتصارًا سياسيًا للفلسطينيين فحسب، بل يمثل أيضًا مظلة حماية قانونية وسياسية تبقي على حل الدولتين قائمًا وتحصنه من أي محاولات انتزاع إسرائيلية. كما أنه يمنح الشعب الفلسطيني الأمل بأن قضيته لا تزال حية في الضمير العالمي، وأن حلم الدولة المستقلة لم يعد مجرد خيار تفاوضي، بل حق أصيل يمكن انتزاعه في أي وقت.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.