البابا تواضروس الثاني.. في إحدى ليالي الإسكندرية المفعمة بالروحانية، جلس مجموعة من الشباب حول البابا تواضروس الثاني، ليس كزعيم كنسي بعيد بل كأب يحتضن أبناءه بحميمية. بابتسامة دافئة، بدأ قداسه البابا تواضروس الثاني
الحديث عن الكنيسة قائلاً بحب واختصار: “يُدهشني أولئك الذين يشعرون بالقلق عليها”، ثم أضاف: “كنيستنا أشبه بالجبل الراسخ، لا تهتز أمام العواصف، بل هي التي أثرّت في العالم بأسره، كنيسة الشهداء التي حفظت الإيمان على مر العصور.”

البابا تواضروس الثاني كلمات حملت عبق الماضي وعمق الجذور
عباراته كانت مليئة بالدفء والأمان، بدت وكأنها رسالة طمأنينة لجيل يعيش وسط تغييرات متسارعة في العالم. انطلق البابا تواضروس الثانى بعدها في استعراض تاريخ الكنيسة، بكلمات حملت عبق الماضي وعمق الجذور: “عمر كنيستنا 2000 عام… حين التقيت بمسؤولي الكنائس الأخرى، لاحظت أن عمر كنائسهم لا يتعدى بضع مئات من السنين.” ثم تابع بابتسامة واثقة: “عظمة كنيستنا نراها واضحة في كل جيل وكل خطوة على مسار الإيمان.”

البابا تواضروس الثاني عن الخلاص في المسيحية
وفي لحظة مليئة بالمعنى والإرشاد، تناول البابا تواضروس الثاني قضية “الخلاص”، موضحاً للشباب: “الخلاص في المسيحية قائم على المحبة والإيمان بمعناه العملي الحقيقي، وليس بمجرد الأقوال والتمظهرات. إنه حياة نعيشها
بمحبة متجذرة، صبر مستمر، وعطاء لا ينضب.” جاءت كلماته كدعوة صادقة للابتعاد عن الكنيستية الشكلية والتركيز على عمق الروحانية المتمثلة في الحياة المسيحية اليومية.
في تلك الأمسية، كانت نصائح البابا أقرب إلى صوت أب يناجي أولاده، تحمل إرثاً من الثبات أمام التقلبات، ودعوة ملهمة لبناء مستقبل ينبض بالأمل والإيمان المستدام.
