أخبار عاجلة

في الذكرى الـ32 لاتفاقية أوسلو.. سلام مؤجل وصراع لم ينته

في الذكرى الـ32 لاتفاقية أوسلو.. سلام مؤجل وصراع لم ينته
في الذكرى الـ32 لاتفاقية أوسلو..  سلام مؤجل وصراع لم ينته

في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993، شهد العالم حدثًا وُصف آنذاك بالتاريخي حينما وقف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في حديقة البيت الأبيض بواشنطن، جامعًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، ليشهدا التوقيع على وثيقة حملت اسم "إعلان المبادئ" أو ما عُرف لاحقًا بـ اتفاقية أوسلو. 

 

 طريق المفاوضات

بدأت القصة في العاصمة النرويجية أوسلو مطلع تسعينيات القرن الماضي، بعيدًا عن عدسات الكاميرات وضجيج الإعلام. كانت اللقاءات سرية بين ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، برعاية نرويجية، و في وقت كانت المنطقة لا تزال تحت تأثير حرب الخليج الثانية ومؤتمر مدريد للسلام عام 1991؛ وأسفرت تلك اللقاءات عن مسودة اتفاق حمل اسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي"، ليُعلن لاحقًا في واشنطن بمشهد رسمي.

 

بنود الاتفاقية

نصت اتفاقية أوسلو على مجموعة من البنود التي أثارت في حينها جدلاً واسعًا:

1. نبذ العنف: التزمت منظمة التحرير الفلسطينية بوقف المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، وإلغاء البنود التي تدعو للعمل المسلح من ميثاقها الوطني.


2. اعتراف متبادل: اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، بينما اعترفت المنظمة بدولة إسرائيل على نحو 78% من أرض فلسطين التاريخية.


3. الانسحاب المرحلي: خلال خمس سنوات، تنسحب إسرائيل من بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تبدأ الانسحابات من غزة وأريحا.


4. الحكم الذاتي: إنشاء سلطة وطنية فلسطينية تدير شؤون الفلسطينيين في المناطق المنسحبة منها إسرائيل، مع مجلس تشريعي منتخب وقوة شرطة محلية.


5. ملفات الحل النهائي: تركت القضايا الجوهرية مثل القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، والأمن، للمفاوضات اللاحقة التي كان يفترض أن تبدأ عام 1996 وتُنجز في غضون 5 سنوات.

 

الآمال والتحديات

في تلك اللحظة، بدا وكأن الفلسطينيين يقتربون لأول مرة من إقامة كيان سياسي على أرضهم، بينما وجدت إسرائيل فرصة لتطبيع علاقتها مع طرف كانت تعتبره منظمة "إرهابية"، لكن الواقع سرعان ما أثبت أن الطريق نحو السلام ليس مفروشًا بالوعود.

 

-إسرائيل واصلت توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

-القدس بقيت ملفًا شائكًا لم يقترب أحد من حله.
-اللاجئون ظلوا خارج أي تسوية عملية.
-الأمن تحوّل إلى تعاون أمني يثير الكثير من الجدل داخل الشارع الفلسطيني.
 

أوسلو 2 وما تلاها

لم تقف الأمور عند الاتفاق الأول، بل تبعته بروتوكولات واتفاقيات أخرى، أبرزها:

 - اتفاق غزة – أريحا (1994)، الذي نص على انسحاب إسرائيلي جزئي.
- بروتوكول باريس الاقتصادي (1994)، الذي وضع الاقتصاد الفلسطيني عمليًا تحت السيطرة الإسرائيلية.
- اتفاقية أوسلو 2 (1995)، هي التي قسمت الضفة الغربية إلى مناطق (أ، ب، ج) بترتيبات أمنية مختلفة، وهو ما لا يزال قائمًا حتى اليوم.

- كل تلك الاتفاقيات لم تمنع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2002، ولم تُترجم إلى دولة فلسطينية مستقلة كما كان يأمل الكثيرون.

 

ردود الفعل آنذاك

- في الشارع الفلسطيني، انقسمت الآراء بين من رأى في أوسلو فرصة واقعية للخلاص من الاحتلال ولو تدريجيًا، وبين من اعتبرها تنازلاً عن الثوابت وشرعنةً للاحتلال.


- في إسرائيل، رحّب تيار اليسار بالاتفاق باعتباره خطوة نحو أمن أكبر، بينما واجهه اليمين بعنف وصل إلى حد اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين عام 1995 على يد متطرف إسرائيلي.


- دوليًا، قوبلت الاتفاقية بتأييد واسع من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، ورحبت بها غالبية الدول العربية رغم التحفظات.

 

 أين نحن من أوسلو؟

اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، تعود الذكرى لتفرض سؤالًا جوهريًا؛ هل كانت أوسلو بداية طريق نحو السلام، أم مجرد هدنة مؤقتة كرست الاحتلال وفتحت أبوابًا جديدة من الأزمات؟

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق السيسي يستقبل قائد القيادة المركزية الأمريكية ويؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة
التالى سقوط 4 جنود إسرائيليين في معركة بجباليا شمالي غزة