كشف الدكتور أحمد شديد أستاذ جيولوجيا المياه أسباب ظهور بحيرة في صحراء قرية البهنسا بمحافظة المنيا.
وقال شديد في مداخلة مع برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور": "القرية التي ظهرت فيها البحيرة أطلق عليها بعض الأهالي البقيع الثاني لكثرة الصحابة والتابعين الذين استشهدوا في منطقة البهنسا أثناء الفتح الإسلامي لمصر وقد انقسم الناس بين من سماها البحيرة المباركة ومن سماها بحيرة الموت أو البحيرة الملعونة، لظهورها المفاجئ وغير المعتاد.
وأضاف: "الحقيقة أن هذه الظاهرة خضعت لدراسة علمية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات من خلال رسالة ماجستير في كلية العلوم بجامعة الفيوم حول تواجدات المياه الجوفية في قرية البهنسا".
وتابع: "توصلنا إلى أن المياه في هذه المنطقة مصدرها تسربات من القنوات والترع والمصارف، خصوصًا وأن المنطقة منطقة استصلاح زراعي ويستخدم المزارعون كميات كبيرة من مياه الري. النبات يأخذ حاجته والباقي يتسرب إلى باطن الأرض فيغذي الخزان الجوف".
وواصل: "هذه المياه تتحرك داخل الخزان الجوفي، وأثناء حركتها تذيب الأملاح والعناصر الكيميائية الموجودة في الطبقات الجيولوجية، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام المباشر وعندما وجدت هذه المياه منخفضات طبيعية تكونت بفعل عمليات استخراج الرمال والحصى والزلط من المحاجر، ارتفع منسوب المياه حتى أصبح أعلى من سطح الأرض فتسربت إلى هذه المنخفضات وظهرت البحيرة".
وأوضح: "هذه المياه لا يمكن الاستفادة منها في الوقت الحالي لا للشرب ولا للزراعة ولا للتربية الحيوانية، إلا بعد إجراء تحاليل كيميائية وبيولوجية كاملة لتحديد مدى صلاحيتها للاستخدام ومن الوارد أن تتكون بحيرات أخرى في المنطقة طالما استمرت عمليات تغيير شكل سطح الأرض واستمرت مصادر تغذية الخزان الجوفي".
وأكمل: "من الضروري أن تكون المحافظة على علم بهذه الظواهر لأنها قد تتكرر وستصدر نتائج الدراسات قريبًا مع توصيات بضرورة الحفاظ على المياه وتغيير نظم الري في بعض المناطق لتقليل تسرب المياه إلى الخزان الجوفي".