اندلع حريق مفاجئ في سفينة "فاميلي" التابعة لـ "أسطول الصمود العالمي" قبالة السواحل التونسية، والتي تستعد للتوجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عن المدينة، وسط تضارب المعلومات حول الأسباب الناجمة عن هذا الحريق.
طائرة مسيرة.. واتهامات تلاحق إسرائيل
وقال منظمو أسطول الصمود العالمي من أجل غزة إن الحريق الذي اندلع في سفينتهم الرئيسية في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء بعد تعرضها لهجوم من طائرة مسيرة قبالة السواحل التونسية.
صرح تياغو أفيلا، عضو اللجنة المنظمة للأسطول، في بيان صحفي: "استُهدف القارب "فاميلي" بطائرة مُسيّرة حارقة قرب سواحل تونس. كان بعض أعضاء فريقنا على متنه، لكن لم يُصب أحد منهم بأذى".
ونشر الفريق الإعلامي للأسطول لقطات فيديو تظهر لحظة إصابة السفينة "فاميلي"، فيما غرد العديد من النشطاء عبر منصات التواصل حول هذا الحادثة واتهام إسرائيل بأنها من نفذت هذا الهجوم لمنع السفينة من الوصول إلى غزة.
انطلق أسطول المساعدات الإنسانية من برشلونة الأسبوع الماضي، ووصل إلى تونس يوم الأحد .
وبدوره، أكدت الشرطة التونسية أنها أخمدت الحريق وأن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا.
قال المشاركون في أسطول الصمود العالمي إنهم يستعدون لكافة السيناريوهات المحتملة خلال رحلتهم إلى غزة، محذرين من أن السلطات الإسرائيلية قد تستخدم أساليب مختلفة لعرقلة المهمة، لكن النشطاء أكدوا أن أي تهديد أو تصعيد لن يثنيهم، قائلين إن الحصار لم يعد قضية فلسطينية فقط، بل "مسألة ضمير عالمي تتطلب عملا إنسانيا واسع النطاق".
وزير الأمن الإسرائيلي يهدد أسطول الصمود.. وتونس تنفي بوجود عمل استخباراتي على أراضيها
وفي وقت سابق، أدانت الأسطول التهديدات التي أطلقها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير ضد السفن المشاركة في الرحلة الإنسانية إلى غزة.
وبدوره، نفت السلطات التونسية تعرض إحدى السفن المتجهة إلى غزة والتي تحمل مساعدات ونشطاء مؤيدين للفلسطينيين بما في ذلك الناشطة السويدية جريتا ثونبرج لهجوم بطائرة بدون طيار.
وقال متحدث باسم الحرس الوطني التونسي لوكالة فرانس برس إنه "لم يتم رصد أي طائرة بدون طيار" وأن التحقيق مستمر.
كما أكد المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي لإذاعة موزاييك إف إم إن التقارير التي تحدثت عن هجوم بطائرة بدون طيار على الأسطول "لا أساس لها من الصحة"، مضيفاً أن المعاينة الأولية أشارت إلى أن الانفجار نشأ داخل السفينة.
وفي السياق ذاته، قالت المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمقيمة في تونس، فرانشيسكا ألبانيز، التي ظهرت أيضًا في مقاطع فيديو نشرتها مؤسسة الأمن العالمي، إنه إذا تم التحقق من وقوع هجوم، فسيكون "اعتداءً وعدوانًا على تونس والسيادة التونسية".
وأعلنت المسؤولة الأممية إنها موجودة في ميناء سيدي بوسعيد "وتحاول معرفة الحقائق مع السلطات المحلية".
وكانت ألبانيز من أبرز منتقدي الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، كما تعرض لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة في يوليو الماضي، وهو القرار الذي رحب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف العقوبات بأنها "إجراء حازم ضد حملة التشهير الكاذبة" ضد إسرائيل.
وفي يونيو صعدت القوات الإسرائيلية على متن سفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة واعتقلت 12 ناشطًا كانوا على متنها، واقتادت السلطات الإسرائيلية الناشطين إلى ميناء أشدود قبل ترحيلهم من البلاد.
وفي شهر مارس، فرضت إسرائيل حصارا كاملا لمدة ثلاثة أشهر تقريبا على الإمدادات التي تدخل القطاع، مدعية أن حماس هي التي تستولي على المساعدات.
وفي عام 2010، قتلت قوات الكوماندوز الإسرائيلية 10 أشخاص عندما صعدوا على متن السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت تقود أسطول مساعدات متجه إلى غزة.
وشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية غاشمة على غزة رداً على الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي حتى الآن إلى مقُتل ما لا يقل عن 64,522 شخصًا وتدمير شبه كامل للمدينة الفلسطينية.
