الجمعة 11 يوليو 2025 | 05:16 مساءً

الدولار الأمريكي
قالت الإعلامية نشوى الحوفي إن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت نتائج الحربين العالميتين لتأسيس نظام عالمي جديد يعزز هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية على أوروبا، مشيرة إلى أن هذه الهيمنة بدأت فعليًا عقب انهيار بورصة وول ستريت عام 1929، وما تبعه من كساد عالمي مهد الطريق لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
وأضافت الحوفي، في تحليل بثته عبر برنامج "روزنامة"، أن أمريكا لم تكن راغبة في دخول الحرب العالمية الثانية منذ بدايتها، لكنها استغلت الأحداث لفرض شروطها على الحلفاء، حيث قدمت 50 مدمرة بحرية لبريطانيا عام 1940 مقابل تأجير قواعد عسكرية في مستعمراتها لمدة 99 عامًا، في صفقة وصفتها بأنها "سياسة المقايضة الاستراتيجية".
" title="YouTube video player" frameborder="0">
وأوضحت أن الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر في ديسمبر 1941 كان نقطة التحول التي دفعت "الوحش الأمريكي" للدخول المباشر في الحرب، لينتهي الصراع العالمي في أغسطس 1945 باستخدام الولايات المتحدة السلاح النووي لأول مرة في التاريخ.
وتابعت الحوفي: "قبل نهاية الحرب بعام، نظّمت أمريكا مؤتمر بريتن وودز بحضور 44 دولة، حيث تم الاتفاق على نظام مالي عالمي جديد يقوم على جعل الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية العالمية بدلًا من الجنيه الإسترليني، كما تم تأسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة تجارية دولية شكلية".
وأكدت أن أمريكا طلبت من الدول المشاركة تحويل احتياطياتها من الذهب مقابل الدولار، متعهدة بإمكانية استعادته لاحقًا، لكن النتيجة كانت أن واشنطن استولت على نحو 50% من احتياطي الذهب العالمي، مما جعلها القوة الاقتصادية الأولى بلا منازع.
كما أشارت الحوفي إلى أن أمريكا استكملت بسط نفوذها عبر مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب، وتأسيس الأمم المتحدة عام 1945، ثم حلف الناتو عام 1949، مؤكدة أن واشنطن استخدمت هذه المؤسسات كأذرع للتحكم السياسي والعسكري في أوروبا، خاصة بعد تقسيم ألمانيا وبداية الحرب الباردة.
واستعرضت الحوفي موقف الرئيس الفرنسي شارل ديغول، الذي عارض التبعية الأوروبية لواشنطن، وانسحب من الناتو عام 1966، وطلب استرداد ذهب فرنسا من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لكن الولايات المتحدة رفضت، مما عزز قناعة الأوروبيين بأنهم "تابعون استراتيجيًا" للقوة الأمريكية.
وفي ختام حديثها، تساءلت الحوفي: "هل ما تقوم به أمريكا اليوم من إضعاف أوروبا هدفه السيطرة أم منعها من النهوض مجددًا؟"، مشيرة إلى أن ضعف أوروبا المستمر ليس عشوائيًا، بل نتيجة تخطيط عميق "قد لا تكون أمريكا صانعه الوحيد، لكنها بالتأكيد مقر إدارته".
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.