الجمعة 11 يوليو 2025 | 04:57 مساءً
قالت الإعلامية نشوى الحوفي إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبع نهجًا متصاعدًا في فرض الإرادة الأمريكية على أوروبا والعالم، من خلال الابتزاز السياسي والعسكري والاقتصادي، مؤكدة أن ما نشهده اليوم هو إعادة إنتاج لسيناريوهات تاريخية مثل أزمة الرهائن الأمريكية في طهران عام 1979.
وفي تحليل سياسي مطوّل، أوضحت الحوفي، في برنامجها "روزنامة " أن ما حدث في السفارة الأمريكية بطهران في 4 نوفمبر 1979، حين احتجز أنصار الخميني 66 رهينة أمريكية، كان جزءًا من لعبة دولية تم التخطيط لها مسبقًا من قبل الإدارة الأمريكية بالتعاون مع مسؤولين إيرانيين، مشيرة إلى أن واشنطن استغلت الأزمة لتفرض عقوبات صارمة على إيران، وتجمد أصولها، بل وتهدد بحرب عالمية ثالثة، وهو ما أثّر على الاقتصاد العالمي، ورفع أسعار النفط، وضغط على أوروبا اقتصاديًا وسياسيًا.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
وأكدت أن الولايات المتحدة استخدمت هوليوود آنذاك لترويج رواية بطولة أمريكية من خلال فيلم ARGO، في حين كانت الحقيقة مرتبطة بمحاولات تحجيم المشروع النقدي الأوروبي، والذي كان يسعى حينها لأن يحل محل مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كمركز للمعاملات المالية.
وأضافت الحوفي أن أوروبا كانت وما تزال هدفًا لمخططات أمريكية تقودها نخب يهودية – بحسب وصفها – مثل زبيغنيو بريجنسكي وبرنارد لويس، الذين لم ينسوا ما وصفته بـ"نبذ أوروبا لليهود"، وهو ما انعكس لاحقًا في محاولات إضعاف القارة الأوروبية سياسيًا واقتصاديًا وإبقائها تحت التبعية الأمريكية.
وفيما يخص السياسات الحالية، ربطت الحوفي بين ما جرى قديمًا وما يفعله ترامب اليوم، حيث قالت إن شعار "أمريكا أولًا" لم يكن مجرد دعاية انتخابية، بل أصبح أسلوبًا مباشرًا لابتزاز الحلفاء الأوروبيين، وفرض زيادات في الإنفاق العسكري، والتهديد بسحب أكثر من 100,000 جندي أمريكي من أوروبا، فضلًا عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الأوروبية بنسبة 25%.
كما أشارت إلى أن موقف ترامب من الحرب في أوكرانيا بات يتجاوز الأوروبيين، حيث يتفاوض منفردًا مع روسيا ويعد بخطط تسوية دون حضور أوروبي، ما أثار القلق في عواصم مثل برلين وباريس. وألمحت إلى أن أوروبا تحاول الآن تعزيز استقلالها الدفاعي عبر مبادرات مثل "درع السماء الأوروبي" التي تقودها ألمانيا.
واختتمت الحوفي حديثها بتساؤل عن قدرة أوروبا على استعادة قرارها السيادي ومواجهة الهيمنة الأمريكية، مشيرة إلى أن مستقبل القارة العجوز بات مرهونًا بقرارات مصيرية يجب أن تُتخذ سريعًا، وإلا فإن الفوضى واليمين المتطرف قد يسيطران على المشهد.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.