أخبار عاجلة

انقطاع كابلات الاتصالات البحرية في البحر الأحمر يعطل خدمة الإنترنت في آسيا والشرق الأوسط

انقطاع كابلات الاتصالات البحرية في البحر الأحمر يعطل خدمة الإنترنت في آسيا والشرق الأوسط
انقطاع كابلات الاتصالات البحرية في البحر الأحمر يعطل خدمة الإنترنت في آسيا والشرق الأوسط

شهد شاطئا البحر الأحمر، أمس الأحد، انقطاعًا كارثيًا في عدة كابلات اتصالات بحرية رئيسية، ما أدى إلى اضطرابات غير مسبوقة في خدمات الإنترنت عبر مناطق واسعة في آسيا والشرق الأوسط، بل وامتدت تداعياته إلى أجزاء من إفريقيا وأوروبا.

 وفقًا لتقرير مفصل نشرته شبكة سي إن إن الإخبارية، فقد تأثرت ثلاثة كابلات رئيسية هي: (: South East Asia–MiddleEast–Western Europe 4 (SMW4)، India-Middle East-Western Europe (IMEWE)، وAfrica-Asia-Europe-1 (AAE-1))، وذلك بالقرب من سواحل جدة في المملكة العربية السعودية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الكابلات تشكل العمود الفقري لنقل البيانات بين آسيا وأوروبا، حيث تنقل أكثر من 95% من حركة البيانات العالمية عبر الكابلات البحرية. الحادث أثر بشكل مباشر على دول مثل مصر، السعودية، الإمارات، الهند، باكستان، وجيبوتي، حيث تراجعت سرعات الإنترنت بنسب تتراوح بين 30% إلى 50%، مما تسبب في إرباك الأفراد والشركات على حد سواء. 

وأشار موقع بيزنس إنسايدر إلى أن هذا الحادث يُعد من أكبر التحديات التي واجهت البنية التحتية الرقمية في المنطقة خلال العقد الأخير، مما يبرز أهمية الكابلات البحرية كشريان حيوي للاقتصاد الرقمي العالمي.

أسباب الانقطاع والتحديات التقنية:

حتى الآن، لم يتم التأكد بشكل قاطع من السبب الدقيق لانقطاع الكابلات، لكن تقرير سي إن إن أشار إلى أن الأسباب المحتملة تشمل أضرارًا ناتجة عن مراسي السفن، أو أنشطة الصيد البحري، أو حتى أعمال الحفر تحت الماء. كما لم يُستبعد احتمال وجود أعطال طبيعية مثل الزلازل البحرية أو انزلاقات التربة تحت الماء، خاصة وأن منطقة البحر الأحمر تُعد منطقة نشطة جيولوجيًا.

وأضاف موقع بيزنس إنسايدر أن هناك تكهنات حول احتمال وجود أعمال تخريب متعمدة، على الرغم من عدم وجود أدلة ملموسة تدعم هذا الاتهام حتى الآن.

 إصلاح هذه الكابلات يُعد تحديًا تقنيًا هائلًا، حيث تتطلب عمليات الإصلاح سفنًا متخصصة مزودة بروبوتات غواصة قادرة على العمل في أعماق تصل إلى 2000 متر. 

وفقًا لـ"سي إن إن"، تستغرق هذه العمليات عادةً ما بين أسبوعين إلى شهرين، وذلك بسبب صعوبة الوصول إلى مواقع الأعطال، الحاجة إلى تصاريح من الدول المطلة على البحر الأحمر، والظروف البحرية القاسية التي تشمل التيارات القوية ودرجات الحرارة المرتفعة في المياه. 

كما أن التنسيق بين عدة دول وشركات اتصالات دولية يزيد من تعقيد العملية، مما يتطلب جهودًا دبلوماسية وتقنية مشتركة.

التأثير على المنطقة والقطاعات المختلفة:

أدى انقطاع الكابلات إلى اضطرابات واسعة النطاق في خدمات الإنترنت، حيث أبلغت شركات اتصالات في دول مثل باكستان (Pakistan Telecommunications Co. Ltd.) والهند (Bharti Airtel) عن تباطؤ كبير في الخدمات، وفقًا لتقرير سي إن إن.

 في الشرق الأوسط، شهدت شبكتا "دو – Du" واتصالات في الإمارات انخفاضًا في سرعات الإنترنت بنسبة 40%، بينما تأثرت خدمات الإنترنت في مصر بشكل كبير بسبب اعتمادها الكبير على هذه الكابلات لربط أوروبا بآسيا. 

وأشار موقع تورزم ناو إلى أن القطاع السياحي في دول البحر الأحمر، مثل مصر والأردن، واجه تحديات كبيرة، حيث تعتمد الفنادق والمنتجعات على الإنترنت لإدارة الحجوزات، التواصل مع العملاء، وتقديم خدمات رقمية مثل الجولات الافتراضية وتطبيقات الدفع الإلكتروني. 

على سبيل المثال، اضطرت بعض المنتجعات في الغردقة وشرم الشيخ اضطرت إلى الاعتماد على أنظمة يدوية مؤقتة لإدارة الحجوزات، مما تسبب في إزعاج السياح.

كما أثر الانقطاع على القطاع المالي، حيث واجهت البورصات في دبي والرياض تأخيرات في تحديث البيانات المالية، ما أدى إلى خسائر مؤقتة تقدر بملايين الدولارات في التداولات اليومية.

 أما في القطاع التعليمي، فقد تأثرت الجامعات والمدارس التي تعتمد على التعليم عن بُعد، خاصة في الهند وباكستان، حيث أبلغ الطلاب عن صعوبات في الوصول إلى المنصات التعليمية عبر الإنترنت.

الجهود لمعالجة الأزمة والحلول المؤقتة:
تعمل شركات الاتصالات الدولية، مثل تاتا الهندية التي تدير كابل SMW4) وTelecom Egypt، على إعادة توجيه حركة البيانات عبر كابلات بديلة مثل FLAG Europe-Asia وGulf Bridge International.

 

ولكن هذه المسارات البديلة غالبًا ما تكون محدودة السعة وتتسبب في زيادة زمن التأخير (latency)، مما يؤثر على جودة الخدمات مثل البث المباشر، المؤتمرات عبر الفيديو، والتطبيقات السحابية.

 وأشار تقرير بيزنس إنسايدر إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل مايكروسوفت وأمازون، أبلغت عن تأثيرات على خدماتها السحابية مثل Azure وAWS في المنطقة، لكنها أكدت أنها تعمل على تحسين الأداء عبر مسارات بديلة لا تمر عبر البحر الأحمر.

على سبيل المثال، ذكر موقع سي إن إن أن مايكروسوفت نشرت تحديثًا يوضح أن حركة البيانات التي تعتمد على كابلات أخرى، مثل تلك التي تمر عبر المحيط الأطلسي، لم تتأثر. 

كما بدأت بعض الشركات في المنطقة، مثل مزودي خدمات الإنترنت في الإمارات، في استخدام حلول مؤقتة مثل تعزيز قدرات الأقمار الصناعية لتوفير اتصال محدود، لكن هذه الحلول مكلفة ولا يمكنها تعويض السعة الهائلة التي توفرها الكابلات البحرية.

السياق الإقليمي والمخاوف الأمنية:

أثار انقطاع الكابلات مخاوف كبيرة بشأن أمن البنية التحتية الرقمية في منطقة البحر الأحمر، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية.

 وفقًا لموقع سي إن إن، ارتبطت التكهنات بالهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على السفن في البحر الأحمر، حيث اتهمت تقارير سابقة في 2024 الحوثيين باستهداف البنية التحتية البحرية، وهو ما نفوه في بيان رسمي. 

مع ذلك، أشار موقع بيزنس إنسايدر إلى أن الحادث أعاد فتح النقاش حول الحاجة إلى حماية أفضل للكابلات البحرية، التي تُعد نقاط ضعف استراتيجية بسبب تركزها في ممرات مائية ضيقة مثل مضيق باب المندب.

 كما دعا خبراء في تقرير نشره إنفستنج دوت كوم إلى تنويع مسارات الكابلات البحرية وزيادة الاستثمار في تقنيات بديلة، مثل الأقمار الصناعية منخفضة المدار (مثل Starlink)، لتقليل الاعتماد على الكابلات البحرية في المناطق ذات المخاطر العالية.

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية:

لم تقتصر تداعيات الحادث على القطاعات التقنية والسياحية، بل امتدت إلى الحياة اليومية للملايين.

 وفقًا لموقع تورزم ناو، شهدت شركات السياحة في مصر والسعودية انخفاضًا في الحجوزات عبر الإنترنت بنسبة 20% خلال الأيام الأولى للأزمة، حيث واجه السياح صعوبات في الوصول إلى مواقع الحجز أو التواصل مع وكلاء السفر. كما أثر الحادث على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على التجارة الإلكترونية، حيث أبلغت منصات مثل Noon وAmazon.ae  عن تأخيرات في معالجة الطلبات، وفقًا لتقرير سي إن إن. 

على المستوى الاجتماعي، أثار الحادث استياءً واسعًا بين المستخدمين، حيث انتشرت شكاوى على منصات التواصل الاجتماعي حول انقطاع خدمات مثل"زووم" و"واتسآب" مما أثر على التواصل الشخصي والمهني. وأشار موقع إنفستنج دوت كوم إلى أن هذا الحادث كشف عن هشاشة الاعتماد المفرط على الكابلات البحرية، ما دفع بعض الحكومات في المنطقة، مثل مصر والإمارات، إلى الإعلان عن خطط طارئة لتعزيز البنية التحتية الرقمية المحلية.

يتوقع الخبراء أن تستغرق عمليات الإصلاح ما بين 4 إلى 8 أسابيع، مع احتمال حدوث تأخيرات إضافية إذا تبين أن الأضرار أكثر تعقيدًا مما هو متوقع، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر. في الوقت نفسه، أثار الحادث نقاشًا عالميًا حول ضرورة تحسين أمن الكابلات البحرية وتطوير استراتيجيات لتقليل المخاطر المستقبلية. 

وأشار تقرير سي إن إن إلى أن بعض الدول بدأت في استكشاف حلول طويلة الأمد، مثل الاستثمار في شبكات الأقمار الصناعية أو إنشاء كابلات بحرية جديدة تمر عبر مسارات أقل عرضة للمخاطر الجيوسياسية أو الطبيعية.

 كما دعا خبراء في تورزم ناو إلى ضرورة إنشاء مراكز بيانات محلية أكثر قوة في دول الشرق الأوسط لتقليل الاعتماد على الكابلات البحرية في حالات الطوارئ.

 يُعد هذا الحادث بمثابة جرس إنذار للدول والشركات لإعادة تقييم استراتيجياتها في حماية البنية التحتية الرقمية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الإنترنت في كل مناحي الحياة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أحمد رزق يكشف مفاجأة عن مكان تصوير مسلسل "حرب الجبالي" (فيديو)
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"