في ظل التحولات الكبيرة والسريعة التي يشهدها سوق العمل محليًا وعالميًا، أصبحت الجامعات مطالبة بتقديم برامج تعليمية متطورة تواكب هذه المتغيرات وتؤهل الشباب بمهارات جديدة تجمع بين النظرية والخبرة العملية. يتطلب السوق اليوم من الخريجين قدرة عالية على التكيف، الابتكار، وحل المشكلات، بالإضافة إلى امتلاك خبرات عملية تؤهلهم للمنافسة في بيئات مهنية متنوعة.
في هذا السياق، تأتي كلمة الدكتور حلمي الهمامي، عميد كلية الإدارة، لتوضح دور الجامعات في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل. الدكتور الهمامي أكد في حواره مع «الفجر» أن الهدف الأساسي هو تجهيز الطلاب ليس فقط للحصول على شهادة أكاديمية، بل لتكوين كفاءات قادرة على الابتكار والعمل بكفاءة داخل المؤسسات المحلية والدولية.
جامعة إسليسكا تمثل نموذجًا مهمًا في هذا الاتجاه، فهي تسعى منذ أكثر من ثلاثة عقود لتقديم تعليم يجمع بين الجودة الأكاديمية والتطبيق العملي، مع التركيز على أحدث أساليب التدريس والتدريب المهني. اعتماد الكلية على منهجيات مبتكرة، إضافة إلى برامج تفاعلية وشراكات دولية، يعكس رؤية واضحة في إعداد كوادر بشرية مؤهلة للمنافسة عالميًا. الحوار مع الدكتور الهمامي يكشف كيف تمكن الجامعة طلابها من اكتساب المعرفة والمهارات العملية، إلى جانب الانفتاح على أسواق العمل الدولية، بما يتيح لهم فرصًا واسعة للتطور المهني.
س: بدايةً، نود أن نتعرف على حضرت وأهم البرامج التي تقدمها الكلية؟
أشكركم على الاستضافة. كلية الإدارة تسعى منذ أكثر من 30 عامًا لتجهيز الطلاب بالمعرفة الأكاديمية والخبرة العملية. من أبرز برامجنا برنامج البكالوريوس بنظام الثلاث سنوات، الذي يمنح الطالب ميزة التخرج المبكر والدخول المباشر لسوق العمل، مع تقليل التكاليف. كما نقدم برامج الدكتوراه والدبلومات المتخصصة. اعتبارًا من العام الأكاديمي 2025-2026، سنطلق برامج جديدة في مجالات الإدارة الرياضية ودمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال، لتلبية احتياجات سوق العمل الحديث.
س: ما الذي يميز برامجكم عن غيرها من الجامعات الخاصة؟
نحن نركز على تقديم تجربة تعليمية متكاملة. أولًا، مدة البكالوريوس القصيرة تمكّن الطالب من بناء مستقبله الوظيفي بسرعة. ثانيًا، المنهجية التعليمية لدينا ترتكز على دراسة الحالات الواقعية وربط النظرية بالتطبيق العملي. ثالثًا، أعضاء هيئة التدريس يجمعون بين الخبرة الأكاديمية والعملية، ما يضمن للطالب فهمًا متكاملًا لتطبيق المعرفة في بيئة العمل الواقعية.
س: كيف تدعم الكلية الطلاب للحصول على فرص عمل متميزة؟
الجامعة تعتبر أن الشهادة وحدها لا تكفي، بل يجب تطوير مهارات الطالب ليكون مؤهلًا للتوظيف فور التخرج. لذلك نوفر تدريبات عملية، وورش عمل مع خبراء الصناعة، ونشجع الطلاب على المشاركة في مشروعات تطبيقية ترتبط مباشرة بالواقع المهني. نركز على تنمية مهارات التفكير النقدي، التحليل المالي، استخدام التكنولوجيا الحديثة، وإدارة الأعمال الرقمية، لضمان تأهيل الطلاب لمتطلبات السوق الحديثة.
س: ما دور الانفتاح الدولي في برامج الكلية؟
الانفتاح الدولي يمثل ركيزة أساسية في استراتيجيتنا. لدينا شراكات مع مؤسسات تعليمية كبرى في أوروبا وأمريكا وإفريقيا، بما يوفر للطلاب فرصة دراسة جزء من المناهج في الخارج واكتساب خبرة دولية. برامج الدراسة المزدوجة تمنح الطالب إمكانية دراسة السنة الأولى داخل الجامعة، ثم الانتقال لإحدى الجامعات الشريكة، ما يعزز قدرته على المنافسة عالميًا.
س: هل هناك برامج جديدة ضمن هذه الاستراتيجية الدولية؟
نعم، سنطلق برنامج الماجستير في العلوم، وهو متاح مباشرة للخريجين الجدد. الطالب يقضي السنة الأولى داخل الجامعة لبناء قاعدة أكاديمية قوية، ثم يكمل السنة الثانية في إحدى الجامعات الأوروبية الشريكة. هذا النموذج يجمع بين التعليم المحلي والدولي ويمنح الطالب فرصة اكتساب خبرة مهنية وعلمية متكاملة.
س: كيف ترون جهود الدولة المصرية في تطوير التعليم العالي؟
جهود الدولة واضحة في رفع جودة التعليم وتقديم برامج بمعايير دولية داخل مصر. نموذج الجامعات ذات الطابع الدولي يتيح للطلاب تجربة تعليمية تضاهي ما يقدمه الخارج دون الحاجة لتحمل تكاليف إضافية، وهو ما يعزز ثقة الطلاب وأولياء الأمور في مؤسسات التعليم المحلية.
س: رسالة توجهونها لطلاب الجامعة الحاليين والمقبلين؟
الفرصة أمامكم كبيرة، الجامعة تقدم منظومة متكاملة من التعليم والتدريب والشراكات الدولية. أنتم الجيل الذي سيقود مستقبل الاقتصاد، وأنصحكم بالاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة لتصبحوا قادة في مجالاتكم.
خلال الحوار، أوضح الدكتور حلمي الهمامي أن الجامعة تسعى لإعداد طلاب قادرين على مواجهة تحديات المستقبل بثقة، من خلال برامج حديثة تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، والانفتاح على العالم عبر بروتوكولات دولية. تجربة الطلاب تتميز بالتفرد، مع تقديم تخصصات عصرية، وإتاحة فرص للتخرج المبكر والتأهيل لسوق العمل محليًا ودوليًا.
الجامعة تقدم أيضًا شراكات دولية تفتح آفاقًا واسعة للعمل، مع اكتساب خبرات عملية في أسواق متنوعة. الدعم الحكومي المستمر للجامعات ذات الطابع الدولي يوفر بيئة تعليمية متقدمة، مما يعزز ثقة الطلاب وأولياء الأمور.
يمكن القول إن الجامعة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رسالتها في إعداد خريجين يمتلكون المعرفة والمهارة اللازمة لمنافسة الأسواق المحلية والدولية. التركيز على البرامج الحديثة، الدمج بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي، والانفتاح على الشراكات الدولية يمنح الطلاب ميزة كبيرة في سوق العمل.
رؤية الدكتور حلمي الهمامي تؤكد التزام الجامعة بتطوير مهارات الطلاب وتجهيزهم لمواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة. البرامج العصرية، التدريب العملي، والشراكات الدولية كلها عناصر تجعل الجامعة نموذجًا يحتذى في التعليم العالي. الدعم الحكومي لتطوير منظومة التعليم العالي يعزز هذا التوجه، ويمنح الطلاب تجربة تعليمية متقدمة تضاهي ما يقدم بالخارج.
تظل الجامعة ملتزمة بتقديم تعليم يجمع بين المعرفة النظرية والخبرة العملية، مع فرص واسعة للتطوير المهني، لتخرج جيلًا قادرًا على الابتكار، المنافسة، وتحقيق النجاح داخل مصر وخارجها، بما يعكس دورها في بناء مستقبل واعد للاقتصاد الوطني والمجتمع.