أخبار عاجلة

كريم الحناوي لـ«الفجر»: المنافسة بين الجامعات تصب في صالح الطالب وتفتح آفاقًا جديدة للتعليم"

كريم الحناوي لـ«الفجر»: المنافسة بين الجامعات تصب في صالح الطالب وتفتح آفاقًا جديدة للتعليم"
كريم الحناوي لـ«الفجر»: المنافسة بين الجامعات تصب في صالح الطالب وتفتح آفاقًا جديدة للتعليم"

في الوقت الذي يشهد فيه التعليم العالي في مصر تحولًا جذريًا يتماشى مع توجهات الدولة نحو بناء نظام تعليمي حديث ومتنوع، يبرز دور الجامعات الدولية كأحد أهم أدوات التطوير، لما تقدمه من خبرات عالمية، وبرامج تعليمية غير تقليدية، وشهادات معترف بها على المستوى الأوروبي والعالمي.

وفي مقدمة هذه الجامعات تأتي جامعة إسلسكا التي استطاعت أن تثبت حضورها بقوة منذ انطلاقها، بوصفها أول فرع لجامعة أوروبية يعمل داخل مصر وفق النظام الأوروبي المعروف باسم نظام بولونيا، والذي يمنح الطالب درجة البكالوريوس خلال ثلاث سنوات فقط.

جامعة إسلسكا لم تأتِ لتكون مجرد إضافة عددية إلى قائمة الجامعات الخاصة أو الدولية، بل جاءت بفلسفة مختلفة، تسعى لتوفير تعليم نوعي يختصر الوقت والتكلفة، ويمنح الطالب المصري فرصة الحصول على شهادة أوروبية دون الحاجة إلى السفر لسنوات طويلة وما يتبع ذلك من أعباء مالية واجتماعية. هذه الرؤية تعكس توجهًا أوسع نحو ربط التعليم بسوق العمل، وإدخال تخصصات حديثة لم تكن متاحة من قبل في مصر، مثل الإدارة الرياضية، إدارة الفنادق والمنتجعات، والحوسبة، بما يفتح أمام الطلاب آفاقًا جديدة تتماشى مع متطلبات الاقتصاد العالمي.

وفي ظل التنافس المتزايد بين الجامعات الخاصة والأهلية والدولية، تصبح تجربة إسلسكا نموذجًا مثيرًا للاهتمام، لأنها تؤكد أن المنافسة ليست تهديدًا بل فرصة لتحسين الجودة، وزيادة البدائل أمام الطالب المصري. من هنا جاء حوارنا مع الأستاذ كريم الحناوي، الأمين العام لجامعة إسلسكا، الذي كشف لنا عن الاستراتيجية التي قامت عليها الجامعة، أهدافها الأساسية، وكيف ترى مستقبل التعليم العالي في مصر وسط هذه المنافسة المتنامية.

 

في البداية نحب نتعرف بحضرتك، وما هو الهدف الأساسي الذي قامت عليه جامعة إسلسكا في مصر؟


أنا سعيد جدًا بهذا اللقاء، واسمي كريم الحناوي، الأمين العام لجامعة إسلسكا. الجامعة تعد أول فرع لجامعة أوروبية داخل مصر، وجاء إنشاؤها من منطلق بسيط لكنه عميق: آلاف المصريين كانوا يسافرون إلى الخارج من أجل الدراسة في الجامعات الأوروبية بنظام «بولونيا»، وهو النظام الذي يمنح درجة البكالوريوس في 3 سنوات فقط.
المصريون هناك كانوا يتفوقون ويثبتون جدارتهم، لكن في الداخل كانت سنوات الدراسة تستغرق 4 سنوات، وهو ما يطرح تساؤلًا طبيعيًا: لماذا لا نطبق نفس النظام في مصر ونوفر على الطالب المصري سنة كاملة من عمره وتكاليف باهظة بالعملة الصعبة؟
ومن هنا جاءت الفكرة، فبدأنا في تقديم برامج دراسية أوروبية معتمدة داخل مصر، دون أن يضطر الطالب إلى السفر الكامل، مع إتاحة فرصة قضاء فصل دراسي أو عام كامل بالخارج للراغبين، بدلًا من ثلاث سنوات كاملة بكل ما تحمله من تحديات الغربة والتكلفة.


 

823.jpg

ما هي أبرز التخصصات التي تقدمها الجامعة، وكيف تميزت عن البرامج التقليدية؟


من البداية كان هدفنا أن نقدم تخصصات غير تقليدية تواكب متطلبات سوق العمل العالمي والمحلي. لذلك طرحنا مجالات جديدة لم تكن موجودة في مصر بنفس الشكل، مثل الإدارة الرياضية، الحوسبة، وإدارة الفنادق والمنتجعات.
هذه البرامج تم تصميمها بعناية لتخاطب سوق العمل الذي يطلب تخصصات دقيقة ومتنوعة، بعيدًا عن النمط التقليدي. والميزة الحقيقية أننا نوفر للطالب شهادة أوروبية معتمدة خلال 3 سنوات فقط، ما يجعله مؤهلًا لسوق العمل محليًا ودوليًا.


 

كيف تنعكس هذه التجربة على الطالب المصري من حيث التكاليف والفرص المستقبلية؟


الميزة الأولى أن الطالب يحصل على شهادة أوروبية من داخل مصر، وبتكلفة أقل بكثير مقارنة بالسفر للخارج.
الميزة الثانية أنه يوفر سنة كاملة من عمره، إذ يحصل على البكالوريوس في 3 سنوات بدلًا من 4، وهو ما يعني دخول سوق العمل مبكرًا أو التوجه مباشرةً للدراسات العليا.
الميزة الثالثة أن الجامعة وفرت له فرصة «التجربة الدولية» من خلال الدراسة لفصل دراسي أو عام بالخارج لمن يرغب، بدلًا من الاضطرار للسفر طوال سنوات الدراسة، وهذا توازن مهم جدًا بين توفير الخبرة العالمية وتقليل الأعباء المالية والاجتماعية.


 

في ظل توسع الدولة في إنشاء الجامعات الأهلية والدولية.. كيف ترون المنافسة اليوم؟


الحقيقة أن المنافسة هي أفضل ما يحدث الآن في قطاع التعليم العالي. وجود بدائل متعددة أمام الطالب يصب في صالحه أولًا وأخيرًا، لأن كل جامعة ستسعى لتطوير أدائها وتحسين برامجها حتى تجذب الطلاب.
اليوم نسمع أن الجامعات تستثمر في البحث العلمي، وتبني علاقات مع الشركات والمؤسسات، وتطور مناهجها بما يواكب متطلبات المستقبل. هذا شيء إيجابي للغاية.
وفي النهاية، كل جامعة سيكون لها خصوصيتها والطلاب المستهدفون بها. فليس كل الطلاب سيذهبون إلى الجامعات الدولية، وليس الجميع سيتجه للجامعات الأهلية أو الخاصة، لكن التنوع في حد ذاته مطلوب وضروري.


---

لكن برأيك، ما الذي يميز الجامعات الدولية عن غيرها؟


الجامعات الدولية تقدم للطالب فرصة الحصول على شهادة معترف بها عالميًا، مع انفتاح على ثقافات وأساليب تعليم مختلفة. نحن في إسلسكا، على سبيل المثال، نعتمد النظام الأوروبي بشكل كامل، ونوفر برامج مرنة وحديثة مرتبطة مباشرة بسوق العمل.
ميزة أخرى هي «الانكشاف الدولي» أو International Exposure، حيث يتمكن الطالب من التفاعل مع خبرات أجنبية، سواء عبر الدراسة المباشرة مع أساتذة دوليين أو من خلال الالتحاق بفصل دراسي بالخارج. هذه الخبرات تصنع فارقًا حقيقيًا في شخصية الطالب ومهاراته.

821.jpg

كيف ترى مستقبل التعليم العالي في مصر على المدى القريب والمتوسط؟


أنا متفائل جدًا. مصر تسير بخطى سريعة نحو تطوير التعليم العالي. اليوم لدينا ما يقارب 100 جامعة، وإذا قارنا ذلك بعدد السكان الذي يتجاوز 120 مليون نسمة، سنجد أننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الجامعات والمؤسسات التعليمية.
لكن الأهم ليس فقط زيادة العدد، بل تنويع البرامج وتطوير الجودة وربطها بسوق العمل. أعتقد أننا سنشهد في السنوات المقبلة نقلة نوعية في هذا القطاع، خصوصًا مع التوجه نحو البحث العلمي، الابتكار، والشراكات الدولية.

 

هل لديكم خطط مستقبلية لتوسيع التخصصات أو التعاون مع جهات أخرى؟


بالطبع، خطتنا أن نواصل تقديم تخصصات غير تقليدية ومطلوبة، مع زيادة التعاون مع الشركات والقطاع الخاص لتوفير فرص تدريب وعمل للطلاب. كما نعمل على توسيع الشراكات الدولية، سواء مع جامعات أوروبية أخرى أو مع مؤسسات بحثية، حتى نوفر للطلاب خبرة تعليمية متكاملة وعصرية.

 

كلمة أخيرة تحب توجيهها للطلاب وأولياء الأمور؟


رسالتي أن التعليم لم يعد مجرد شهادة، بل أصبح تجربة متكاملة تبني شخصية الطالب ومهاراته وتؤهله لسوق العمل العالمي. نحن في جامعة إسلسكا نحرص على أن يحصل الطالب على تعليم عالي الجودة، مع خبرة دولية، وبأقل تكلفة ممكنة مقارنة بالدراسة بالخارج.
أدعو أولياء الأمور إلى التفكير في المستقبل العملي لأولادهم، واختيار الجامعة التي توفر لهم الفرص الحقيقية للنجاح والتفوق، ونحن في إسلسكا نعدهم بأن نكون شريكًا حقيقيًا في هذه الرحلة.

820.jpg


من خلال هذا الحوار، تتضح الرؤية التي تسعى جامعة إسلسكا لترسيخها في المشهد التعليمي المصري؛ فهي لا تكتفي بمجرد استنساخ نموذج تعليمي أوروبي، بل تعمل على مواءمته مع احتياجات المجتمع المحلي ومتطلبات سوق العمل الإقليمي والعالمي. ما قدمه الأستاذ الكريم الحناوي من توضيحات حول فلسفة الجامعة وبرامجها يبين أن إسلسكا تمثل تجربة تعليمية مختلفة، تسعى لتخريج جيل جديد من الطلاب يمتلك المعرفة الأكاديمية والمهارات العملية، وقادر على المنافسة في بيئة عالمية شديدة التغير.

المنافسة التي أشار إليها الحناوي ليست مجرد سباق عددي بين الجامعات، بل هي حافز نحو تحسين الجودة، وتعزيز الابتكار، وفتح مسارات جديدة أمام الطلاب. إسلسكا بهذا النهج تضيف قيمة حقيقية إلى منظومة التعليم العالي في مصر، من خلال برامجها المتنوعة، شهاداتها المعترف بها، وحرصها على الدمج بين البعد المحلي والعالمي.

ومع استمرار الدولة في الاستثمار بالتعليم باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية، تبقى تجربة جامعة إسلسكا مثالًا على أن الشراكة بين الخبرة الدولية والسياق المحلي يمكن أن تخلق فرصًا استثنائية للطلاب وأولياء الأمور على حد سواء. وفي النهاية، فإن الرابح الأكبر من كل هذا التطوير هو الطالب المصري الذي بات أمامه اليوم خيارات متعددة تضمن له مستقبلًا أكثر إشراقًا وتنافسية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» تعيد تعريف دور الدولة وتعزز تمكين القطاع الخاص في مصر
التالى حماس: وصلتنا عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأمريكي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار