أوروبا على صفيح ساخن تعيش القارة الأوروبية هذه الأيام حالة من التأهب والقلق غير المسبوق فمع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتوسع دائرة التوترات على حدود الناتو يشعر الكثيرون بأن شبح المواجهة العسكرية الواسعة بات أقرب من أي وقت مضى. هذه الأجواء دفعت العديد من الدول الأوروبية إلى التحرك بسرعة لتعزيز قدراتها الدفاعية وبنيتها التحتية تحسبًا للأسوأ.

أوروبا على صفيح ساخن
لا تقتصر الاستعدادات في فرنسا على الجانب العسكري بل تمتد لتشمل القطاع الصحي بشكل أساسي أعلنت وزارة الصحة عن خطط متكاملة لتجهيز المستشفيات والمراكز الطبية للتعامل مع طوارئ جماعية.
واستقبال أعداد ضخمة من الجرحى حال نشوب نزاع كما بدأت الحكومة تدريبات مشتركة بين الكوادر الطبية والجيش إدراكًا منها أن أي حرب كبرى تحتاج جبهة داخلية صامدة.

ألمانيا وخطط الطوارئ الشاملة
تتحرك ألمانيا بسرعة لتعويض سنوات من تراجع إنفاقها العسكري عبر خطط طوارئ شاملة. تشمل هذه الخطط إعادة تفعيل ملاجئ قديمة.
تعود لحقبة الحرب الباردة وتخزين إمدادات استراتيجية من الغذاء والوقود. كما تستثمر برلين بكثافة في تحديث قدرات الجيش الدفاعية وأنظمة الردع الحديثة لضمان جهوزيتها لأي أزمة.

دول البلطيق وتحصين المدنيين
في دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تبدو الاستعدادات أكثر إلحاحًا لقربها الجغرافي من روسيا،خصصت هذه الدول ميزانيات إضافية لتعزيز وتوسيع الملاجئ العامة.
وتدريب المدنيين على إجراءات الحماية والإخلاء. كما أصبحت برامج التوعية في المدارس والجامعات جزءًا أساسيًا لرفع جاهزية المجتمع المدني.

بولندا وبناء جدار دفاعي جديد
بدأت بولندا التي تعد من أكبر الداعمين لأوكرانيا في تنفيذ مشروع ضخم لبناء دفاعات وتحصينات عسكرية على طول حدودها الشرقية.
تشمل هذه الإجراءات نقاط مراقبة متطورة وزيادة كبيرة في أعداد القوات المتمركزة هناك في رسالة ردع واضحة وحماية لأمنها القومي.

رومانيا وقواعد الناتو المتقدمة
أصبحت رومانيا محورًا استراتيجيًا لحلف الناتو على البحر الأسود حيث شهدت أراضيها توسعًا كبيرًا للقواعد العسكرية التابعة للحلف.
وتستقبل رومانيا بشكل مستمر تعزيزات من القوات الأمريكية والأوروبية في خطوة تهدف إلى الدفاع وطمأنة الشعب الروماني بأن بلاده ليست وحدها.

قارة بين القلق والتماسك
رغم اختلاف الاستراتيجيات يظل القاسم المشترك بين دول أوروبا هو الإدراك العميق بأن الحرب في أوكرانيا لم تعد أزمة إقليمية بل تهديد مباشر للأمن الأوروبي الجماعي.
ومع ذلك لا تخلو الساحة من أصوات تحذر من أن هذه الأجواء قد تزيد التوتر وتدعو للتمسك بالمسار الدبلوماسي لكن الواقع الميداني يجعل سيناريو الحرب الشاملة أمرًا لا يمكن استبعاده.