"إيجار مفروض من حكومة ترامب".. ضرائب الأملاك تشعل ثورة غضب في أمريكا

تتسع دائرة الجدل في الولايات المتحدة بشأن ضرائب الأملاك مع تصاعد مطالبات بإلغائها أو تخفيفها، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار العقارات وما تسببه من ضغوط متزايدة على الأسر الأمريكية، بحسب شبكة CNN.

تُشكّل هذه الضرائب مصدرًا رئيسيًا لتمويل المدارس الحكومية والخدمات المحلية، إلا أن مواطنين كثيرين يعتبرونها عبئًا يهدد استقرارهم المالي، خاصة بعد الطفرة الكبيرة في أسعار المنازل منذ جائحة كورونا.

في ولاية فلوريدا، يقود الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس حملة لتقليص أو إلغاء هذه الضرائب، مشددًا على أن "ملكية المنازل لن تكون حقيقية إلا إذا تحرر المواطن من عبء الحكومة". بينما رفعت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين في ولاية جورجيا سقف النقاش، مؤكدة أن ضرائب الأملاك باتت قضية وطنية يجب التعامل معها بشكل عاجل.

الأمر لم يتوقف عند الساسة، إذ انضم رجال أعمال بارزون إلى موجة الانتقادات، حيث وصف الملياردير إيلون ماسك هذه الضرائب بأنها "إيجار مفروض من الحكومة"، في إشارة إلى أنها تحرم المواطن من الشعور بالملكية الكاملة.

ورغم تصاعد الغضب الشعبي، يحذر خبراء الاقتصاد والمسؤولون المحليون من أن إلغاء ضرائب الأملاك قد يخلق أزمة تمويل خانقة، إذ تشكل نحو 70% من إيرادات الحكومات المحلية في أنحاء الولايات المتحدة. ففي ولاية فلوريدا وحدها، وصلت حصيلة هذه الضرائب إلى حوالي 60 مليار دولار العام الماضي، معظمها مخصص لتمويل المدارس العامة وخدمات الأمن والبنية التحتية.

ويرى محللون أن الخلاف حول ضرائب الأملاك يجسد صراعًا أوسع بين الضغوط الاقتصادية التي تواجه الأسر الأميركية، وبين اعتماد الحكومات المحلية بشكل شبه كامل على هذه الموارد لتمويل الخدمات الأساسية. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، من المرجح أن يتحول هذا الجدل إلى ورقة سياسية بارزة في الحملات الانتخابية.