ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، مؤكّدًا أنّ كلمة المسيح هي روح الحياة المسيحية وأساسها، تعطي معنى للحضور المسيحي في الشرق الأوسط وتنعشه، حتى لا يتحوّل إلى مجرد انتماء اجتماعي أو إنجازات اقتصادية، بل إلى ثقافة حياة وحضارة محبة.
كلمة المسيح تقود إلى العدالة والمصالحة
شدد البطريرك على أنّ سماع كلام المسيح في الإنجيل والعمل به واجب حياتي لكل إنسان، لا سيّما للمسؤولين السياسيين والإداريين، مذكّرًا بأن الرسالة المسيحية تدعو إلى العدالة والمصالحة والسلام، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر إنسانية.
دعوة للمسؤولين إلى الالتزام بالحق والعدالة
لفت الراعي إلى أنّ المسؤولين المدنيين مدعوون للعودة إلى الأساس، أي العمل من أجل دولة تُبنى على الحق والعدالة، ومواطن يحافظ على أرضه وهويته، ومسؤول يضع الخير العام فوق المصالح الخاصة، وبناء وحدة وطنية داخلية تعلو فوق الانقسامات والصراعات.
رسالة موجهة إلى فئات المجتمع
أكد البطريرك أنّ اللبنانيين مدعوون للجلوس عند “قدمي الحق”، والإصغاء إلى رسالتهم التاريخية، موجّهًا كلماته إلى فئات المجتمع كافة حيث دعا السياسيين لوضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، كما دعا الاقتصاديين وأصحاب القرار أن يعيدوا بناء الثقة بالاقتصاد الوطني وعلى المواطنين أن يصمدوا في أرضهم، أساس الهوية والتاريخ وعلى رجال الدين أن يزرعوا الرجاء والقيم. وعلى الشباب ألّا يسمحوا لليأس أن يقتلع أحلامهم ويقطع جذورهم.
لبنان بين الاضطراب والحاجة إلى الثبات
واستخلص الراعي من إنجيل الأحد صورة للبنان اليوم، مشبّهًا الوطن ببيت عنيا الذي جمع بين الانشغال بالهموم والاضطرابات من جهة، والحاجة إلى الثبات على الأساسيات من جهة أخرى، لكنه مثقل بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
