في مشهد نادر ومثير للدهشة، استيقظ أهالي مدينة القصير ورواد أحد الفنادق السياحية على مفاجأة غير متوقعة: جسم معدني ضخم ومتهالك يطفو على سطح المياه، قبل أن تدفعه الأمواج ليستقر على الشاطئ الرملي.
هذا "الضيف" الغريب لم يكن سوى حطام سفينة البضائع VSC Glory، التي غرقت في مياه البحر الأحمر قبل نحو 10 أشهر، لتعود اليوم حاملةً معها قصة غرقها وشهادة على قوة تيارات البحر.
رحلة غامضة في أعماق البحر
كانت السفينة "جولوري" تقوم برحلات منتظمة لنقل البضائع والمواد التموينية بين موانئ البحر الأحمر وموانئ اليمن، وتعد شريانًا حيويًا للتجارة في المنطقة. لكن رحلتها الأخيرة، في أواخر العام الماضي، شهدت منعطفًا مأساويًا. تعرضت السفينة لعطل فني مفاجئ أدى إلى تسرب المياه إلى هيكلها بشكل سريع، مما أدى إلى غرقها في عرض البحر. ولحسن الحظ، لم تسجل الحادثة أي خسائر في الأرواح، وتم إنقاذ جميع أفراد طاقمها.
بعد غرقها، ظلت "جولوري" في طي النسيان، ولم يتوقع أحد أن تعود لتظهر مجددًا. لكن التيارات البحرية القوية والرياح الموسمية كان لها رأي آخر. على مدى شهور، عملت هذه القوى الطبيعية على تحريك الحطام ببطء، دافعةً إياه عبر مسافات طويلة في أعماق البحر، حتى ظهر على سطح المياه مؤخرًا وبشكل مفاجئ
شهادة على قوة الطبيعة
ظهور الحطام على شاطئ الفندق أثار فضول الأهالي والسياح على حد سواء، حيث تجمع العشرات لالتقاط الصور لهذا المشهد الفريد، الذي يجسد قصة كفاح الطبيعة ضد الزمن. الهيكل المعدني المتهالك، الذي غطته الطحالب والكائنات البحرية، أصبح بمثابة نصب تذكاري صامت لرحلة انتهت في عمق البحر وبدأت من جديد على الشاطئ.
في الوقت الحالي، تعمل الجهات المسؤولة على فحص الحطام وتحديد الإجراءات اللازمة للتعامل معه، سواء برفعه من الشاطئ أو تركه كتحفة طبيعية تحكي قصة سفينة وتحدي أمواج.