أكد السفير فوزي العشماوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الموقف في قطاع غزة أصبح بالغ الحساسية والدقة والخطورة.
وقال العشماوي في مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "نحن أمام حكومة يمينية يترأسها شخص مسكون بأفكار وتوهمات توراتية، لديه قناعة بأنه مرسل ليضع حجر الأساس لإسرائيل الكبرى".
وأضاف: "نتنياهو يعاني من مشكلات جوهرية في ائتلافه الحكومي تجعله في مهب الريح إذا لم يحقق أهداف العملية العسكرية المستمرة منذ أكثر من سبعمائة يوم لم يسترد الأسرى، ولم يتمكن من تدمير حركة حماس، وكل ما فعله هو تدمير قطاع غزة ومحاولة تجويع وإبادة وتهجير مليوني مواطن فلسطيني في اتجاه وحيد لا ثاني له وهو مصر".
وتابع: "نتنياهو مقتنع أيضًا بأنه إن لم يحقق هذه المهمة في ظل وجود ترامب، فلن يتمكن من تحقيقها على الإطلاق كل هذه العوامل تدفعه إلى المقامرة بالورقة الأخطر في تاريخ المنطقة، وهي العلاقات المصرية الإسرائيلية".
وأكمل: "مصر كانت أول دولة أرست دعائم مسيرة السلام وأول دولة وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل كان المؤسسون الأوائل للكيان الإسرائيلي يصرون على تحييد مصر وإخراجها من الصراع، ومنحها كل ما تريد بشرط أن تبقى بعيدة عنه هذا هدف استراتيجي لا يمكن التنازل عنه بالفعل صمدت العلاقات المصرية الإسرائيلية أمام الكثير من المطبات والثغرات، لكننا اليوم نرى نتنياهو لا يقبل بديلًا عن التهجير".
وأوضح: "يدفعه أيضًا في ذلك موافقة ترامب، الذي كان أول من تحدث عن إخلاء قطاع غزة وتحويله إلى "ريفيرا"، وهو ما رفضته مصر رفضًا قاطعًا الرئيس المصري رفض السفر إلى واشنطن وقدمت مصر خطة بديلة".
وذكر: "هناك وجهتا نظر في هذا الموقف: الأولى – وهي التي أتمناها – أن نتنياهو لن يبلغ به الجنون أن يعرّض العلاقات المصرية الإسرائيلية للخطر، لأن تداعيات ذلك ستكون خطيرة جدًا إذا دفع بمئات الآلاف من الغزيين نحو الحدود المصرية عبر القتل والتدمير والتجويع المستمر منذ شهور طويلة".
وواصل: "مصر تتعامل بحكمة وضبط نفس شديدين، وتبقي كل الأوراق على الطاولة، وتضغط على جميع الأطراف لتجنب القطيعة حتى تظل قادرة على لعب دور في المفاوضات".
واختتم: "وجهة النظر الأخرى فترى أن إسرائيل ونتنياهو قد يقدمان على ما لا يمكن تصوره، كما حدث في المواجهة مع إيران حين فوجئنا بإسرائيل تقدم على الحرب رغم وجود توقعات بوجود رادع إيراني إسرائيل اليوم تحولت إلى ذئاب مسعورة، وحكومتها اليمينية قد تقدم على أي خطوة مهما كانت خطورتها".