ثمّن رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية ووزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد العرابي، الدعوة الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للدول والجهات الفاعلة حول العالم إلى مضاعفة الجهود المبذولة في مجال العدالة التعويضية لصالح الأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي.
ووصف العرابي - في بيان مساء اليوم الجمعة- هذه الدعوة بأنها "خطوة تاريخية على طريق إنصاف الشعوب التي دفعت ثمن الاستعباد والاستعمار عبر قرون طويلة".
وأشاد العرابي بما تضمنته الدعوة الأممية من إجراءات عملية تشمل الاعتذارات الرسمية، وكشف الحقيقة، وإحياء الذكرى، والدعم الطبي والنفسي، والتعويضات، معتبرًا أن هذه الآليات "تفتح الباب أمام معالجة جذرية للظلم التاريخي الذي عانى منه الأفارقة وأحفادهم، وتؤسس لمسار عالمي جديد يقوم على العدالة والإنصاف".
وأكد أن منظمة تضامن الشعوب الأفريقية تدعم بقوة هذا التوجه الأممي، لافتًا إلى أن "العدالة التعويضية لا تمثل مجرد معالجة لماضٍ مظلم، بل هي أيضًا استثمار في مستقبل أكثر عدلاً ومساواة، حيث لا يمكن للعالم أن يتقدم بينما تظل آثار الاستعمار والاستعباد حاضرة في وجدان وواقع الشعوب".
وأضاف أن دعوة مكتب حقوق الإنسان "تعكس وعيًا متجددًا بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية للمجتمع الدولي"، داعيًا الدول الأفريقية إلى التكاتف من أجل تحويل هذه المبادئ إلى التزامات سياسية واقتصادية ملموسة، كما دعا المؤسسات الدولية والإقليمية إلى الانخراط في هذا المسار من خلال دعم برامج التنمية، وبناء القدرات، وتكريس الذاكرة التاريخية.
وشدد العرابي على أن "الاعتراف بجرائم الماضي ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لبناء مستقبل قائم على المساواة والكرامة الإنسانية"، مضيفًا أن تحقيق العدالة التعويضية سيكون له أثر عميق في ترميم الجروح التاريخية وتعزيز الثقة بين الشعوب، بما يرسخ مبادئ التضامن الإنساني التي تمثل جوهر رسالة الأمم المتحدة.
وفي السياق، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن "العنصرية الممنهجة متجذرة في إرث الماضي"، مشددًا على أن العدالة التعويضية تتطلب اتباع نهج شامل يضمن تعويضات بأشكال متعددة.
وأوضح أن هذه العملية ينبغي أن تربط الماضي بالحاضر، وتعمل على تفكيك الأنظمة الظالمة التي خلفها التاريخ الاستعماري، مع إعطاء اهتمام خاص لتجارب النساء المنحدرات من أصل أفريقي.
وأشار التقرير الأممي إلى أهمية أن يكون للأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي دور مركزي في تصميم وتنفيذ تدابير العدالة التعويضية، بما يضمن مشاركة شاملة وآمنة وفاعلة.
كما دعا الدول إلى الاعتراف بالأضرار الناجمة عن الاستعمار والعبودية، وتجديد التزامها بمحاربة الظلم العنصري وتعزيز مسارات العدالة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.