في ذكرى المولد النبوي الشريف، استعاد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، واحدة من أعظم المعاني الإنسانية التي جسدها الرسول ﷺ في حياته، وهي قيمة جبر الخواطر، مؤكدًا أن حضرته ﷺ ما ترك خاطرًا مكسورًا إلا جبره، ليبقى نور الرحمة المحمدية هاديًا للبشرية في كل زمان ومكان.
جبر الخواطر.. دواء القلوب
أوضح الدكتور الورداني عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن قيمة جبر الخواطر ليست مجرد سلوك اجتماعي، بل هي معنى إيماني عميق يحيا به الوجدان.
فقد كان الرسول ﷺ حاضرًا لكل إنسان، قريبًا من المكسورين والمهمومين، يواسي القلوب ويعطي الأمل ويعيد الثقة لكل من حوله.
وأشار فضيلته إلى أن حديث النبي ﷺ يؤكد هذا المعنى العظيم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» [رواه مسلم]، لافتًا إلى أن جبر الخاطر هو تجسيد عملي لهذه الرحمة، حيث يتحول الدين إلى طاقة محبة وبناء للإنسان والمجتمع.
مولد النبي ﷺ.. ميلاد للرحمة
قال الورداني: «في ميلادك الجديد، ابحث عن قلب مكسور، وامسح عليه بكلمة صادقة، لا تمرّ على أحد في دنياه مرورًا عابرًا، كن سببًا في رسم ابتسامة وإحياء أمل». مؤكدًا أن ذكرى المولد النبوي لا تكتمل إلا باستحضار هذه الرسالة العملية، فالمولد ليس فقط احتفالًا بالذكرى، بل هو تجديد للعهد مع النبي ﷺ في اتباع نهجه ونشر رحمته.
المولد النبوي وبناء الوجدان الإنساني
لفت الدكتور الورداني إلى أن بناء الوجدان الإنساني يقوم على هذه القيمة المحمدية؛ فحين يعتاد الإنسان جبر خواطر الآخرين، يبني في داخله إنسانية متجددة ويشارك في نشر السكينة والسلام. وأضاف: «اجعل شعارك في هذه الأيام: لن يظل خاطر مكسورًا ما دمت أستطيع جبره».
بهذا الطرح العميق، ربط الدكتور عمرو الورداني بين المعنى النبوي الخالد وبين واقع الناس اليوم، داعيًا إلى أن تكون ذكرى المولد الشريف فرصة للتغيير الداخلي وتجديد العهد مع الله ورسوله ﷺ، من خلال الاهتمام بالضعفاء والمحتاجين والمهمومين، ليبقى المولد النبوي شعلةً للنور الإنساني عبر الأزمان.