أصدرت محكمة في مدينة برشلونة الإسبانية، اليوم الأربعاء، حكمًا يقضي بسجن أحد المشجعين لمدة عام واحد، بعد إدانته بتوجيه إساءات عنصرية إلى المهاجم الغاني الأصل إيناكي ويليامز، لاعب أتلتيك بلباو، خلال مباراة أمام إسبانيول على ملعب كورنيا-إل برات عام 2020.
الحادثة تعود إلى يناير 2020، حين أقدم المشجع المدان على تقليد أصوات القردة وتوجيه إشارات مسيئة إلى ويليامز أثناء اللقاء، في واقعة اعتبرت الأولى من نوعها التي تصل إلى أروقة المحاكم الإسبانية في مجال كرة القدم.
تفاصيل العقوبة
وبعد أكثر من خمس سنوات من المداولات، جاء الحكم ليشكل سابقة قانونية مهمة في مواجهة العنصرية داخل الملاعب.
المحكمة لم تكتفِ بعقوبة السجن، بل أقرت أيضًا: منع المشجع من دخول ملاعب كرة القدم لمدة 3 سنوات، وحرمانه من العمل في أي مهنة متعلقة بالرياضة لمدة 5 سنوات، بالإضافة إلى إلزامه بدفع غرامة مالية متفق عليها مع الإدعاء.
ورغم صدور الحكم بالسجن، فمن غير المرجح أن يقضي المتهم العقوبة فعليًا، إذ ينص القانون الإسباني على تعليق الأحكام التي تقل عن عامين في الجرائم غير العنيفة بالنسبة لمرتكبيها لأول مرة.
ويليامز: إهانات خارجة عن النظام
إيناكي ويليامز، الذي ينحدر من والدين غانيين لجآ إلى إسبانيا عبر أحد مخيمات اللاجئين، عبر عقب الحادثة عن حزنه العميق، واصفًا الإهانات بأنها خارجة عن النظام تمامًا، مؤكدًا أن كرة القدم رياضة جماعية يجب أن تمارس في أجواء تسودها الروح الرياضية والاحترام المتبادل.
قضية ويليامز فتحت الباب أمام متابعة رسمية لقضايا مشابهة في إسبانيا، لا سيما بعد حادثة النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد، الذي تعرض لإساءات عنصرية في ملعب ميستايا عام 2023، ووجه حينها اتهامات مباشرة لرابطة الدوري الإسباني بالتقاعس عن حماية اللاعبين، ومنذ ذلك الحين، صدرت أحكام عدة ضد مشجعين متورطين في وقائع مشابهة.
وفي الموسم الماضي (فبراير 2025)، توقفت مباراة لأتلتيك بلباو أمام إسبانيول مؤقتًا، بعدما أبلغ إيناكي ويليامز عن إساءة عنصرية جديدة طالت زميله مروان سانادي، وهو ما أعاد الجدل مجددًا حول تفشي الظاهرة.