دخلت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" مرحلة متقدمة من مشروع توسعة حقل نصر البحري، أحد أبرز الحقول البحرية في دولة الإمارات، وذلك عبر مناقصة هندسية كبرى تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية تدريجيًا إلى 115 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2027، في إطار إستراتيجية الشركة لزيادة إجمالي إنتاجها إلى 5 ملايين برميل يوميًا.
منافسة دولية على تطوير الحقل
شهدت المناقصة تقديم عروض فنية من شركات محلية وعالمية بارزة، في خطوة تعكس التنافس المتزايد في قطاع الطاقة بالمنطقة، خاصة مع التقديرات التي تشير إلى احتياطيات مؤكدة للحقل تصل إلى 3.4 مليار برميل من النفط الخام، ما يجعله من أكبر الحقول العربية من حيث حجم المخزون.
تحالف دولي وتشغيل متقدم
يدار الحقل من خلال تحالف دولي يضم شركات مثل "بي بي" البريطانية، "توتال إنرجي" الفرنسية، و"جودكو" اليابانية، إلى جانب الحصة الأكبر لشركة أدنوك بنسبة 60%. وقد بدأ الإنتاج التجاري للحقل في عام 2015 بطاقة أولية بلغت 6 آلاف برميل يوميًا، قبل أن ترتفع تدريجيًا إلى نحو 65 ألف برميل يوميًا بعد تنفيذ مرحلتين من التطوير.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الطاقة
وفي يوليو 2024، أعلنت أدنوك عن إدخال نظام "RoboWell" المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتشغيل الآبار في حقل نصر، ليصبح بذلك أول حقل بحري عالميًا يستخدم هذه التقنية. ويتيح النظام تحكمًا آليًا عبر خوارزميات سحابية، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل الانبعاثات، مع خطط لتوسيع استخدامه ليشمل أكثر من 300 بئر.
استثمارات استراتيجية لتعزيز موقع الإمارات
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة أدنوك لتطوير عدد من الحقول البحرية الرئيسة، مثل زاكوم العلوي والسفلي، وأم الشيف، وباب، وبلبزم، إلى جانب نصر، بهدف تعزيز موقع الإمارات بين كبار منتجي النفط عالميًا، وضمان أمن الطاقة عبر استثمارات ضخمة وتقنيات متقدمة.
موقع الحقل وأهميته
يقع حقل نصر البحري على بُعد نحو 130 كيلومترًا شمال غرب مدينة أبوظبي، ويضم عشرات الآبار المنتجة التي تُسهم في رفد صادرات الدولة. ويتم تصدير إنتاجه عبر خط أنابيب إلى مرافق المعالجة في "توتال أبوالبخوش"، ومنها إلى جزيرة داس للتخزين والتصدير.
نحو مستقبل نفطي مستدام
تؤكد هذه التطورات التزام الإمارات بتعزيز قدراتها الإنتاجية في قطاع الطاقة، وتبني أحدث الحلول التقنية لتحقيق مزيج من التوسع والكفاءة والاستدامة، بما يواكب الطلب العالمي المتزايد على النفط ويعزز الإيرادات الوطنية.
