اختتمت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها الدوري في بيروت يومي 9 و10 يوليو 2025، وسط دعوات حثيثة إلى السلام ووقف الحروب، وإدانة شاملة لكل أشكال العنف والكراهية التي تشهدها المنطقة.
ترأس الاجتماع الأنبا أنطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس، ممثّلًا بالمطران دانيال كورية، إلى جانب عدد من رؤساء العائلات الكنسية في المنطقة، من بينهم ممثلو الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، وشارك في اللقاء أعضاء اللجنة التنفيذية من لبنان، سوريا، العراق، مصر، الأردن، فلسطين، وقبرص، إلى جانب الأمين العام الدكتور ميشال عبس وفريق الأمانة العامة.
- تحية لدماء الشهداء ورفض مطلق للعنف والتطرّف
افتُتح الاجتماع بوقفة صلاة وحداد على أرواح شهداء كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في منطقة الدويلعة – دمشق، الذين سقطوا نتيجة تفجير إرهابي، وشدد المجتمعون على رفضهم لكل أشكال العنف والتطرف، مؤكدين أن هذه الأفعال تستهدف نسيج العيش المشترك لا المسيحيين فقط، بل المجتمع السوري بأسره.
وفي مبادرة تضامنية، زار وفد من المجتمعين دير سيدة البلمند حيث قدموا التعازي إلى البطريرك يوحنّا العاشر، الذي أكد بدوره أنّ دماء الشهداء توحد الجميع، مشددًا على أن كرامة الإنسان وحقوقه هي أولوية لا يمكن التنازل عنها.
- موقف حازم من العدوان على غزة والمستوطنين في الضفة
وفي الشأن الفلسطيني، دعا مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المنكوبين في القطاع وفي باقي الأراضي الفلسطينية
كما دان الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وجاد لحلّ عادل وجذري للقضية الفلسطينية.
وأكد المجتمعون دعمهم للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، مشيدين بدور الدول العربية، خاصة لبنان، مصر، الأردن والعراق، في تعزيز الاستقرار والعدالة في المنطقة.
- نداءات لوقف الحرب في السودان وتوحيد جزيرة قبرص
في سياق إقليمي أوسع، جدّد أعضاء اللجنة دعوتهم إلى وقف الحرب الأهلية الدائرة في السودان، مؤكدين على ضرورة إنهاء الصراع الدموي المتصاعد، كما شددوا على أهمية الوحدة السياسية والإدارية لجزيرة قبرص.
كذلك عبّر المجتمعون عن تضامنهم مع موقف بطريركية القدس للروم الأرثوذكس في قضية ملكية دير القديسة كاترين في سيناء، مؤكدين دعمهم لحماية الأماكن المقدسة وحقوق الكنائس في إدارتها.
- في ذكرى نيقية ويوبيل المسيح: دعوة لوحدة المسيحيين وتعزيز الشهادة في الشرق
جاء الاجتماع متزامنًا مع الاحتفال باليوبيل الخاص بعام 2025، ومرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، ما أضفى طابعًا تاريخيًا وروحيًا على اللقاء. وشدد الحاضرون على أهمية تعزيز مبادرات الوحدة المسيحية على أساس وحدة القلوب والتآخي، بما يخدم كنائس الشرق الأوسط والمجتمعات التي تنتمي إليها.
- ختام بالصلاة: إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟
اختتمت اللجنة أعمالها برفع الشكر لله على نعمة الاجتماع والعمل المشترك، سائلين أن يعمّ السلام في العالم، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث تتواصل المعاناة وتطول الأزمات. وأكدوا تمسّكهم بالأمل، مستندين إلى قول الكتاب المقدس:"إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟" (رومية ٨: ٣١).