تحتضن العاصمة الليبية طرابلس اليوم الثلاثاء فعاليات إحياء الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وروسيا، وذلك عبر برنامج متنوع يمتد على مدار ثلاثة أيام.
وقد افتتحت الجمعية الليبية للناطقين باللغة الروسية الأنشطة بتنظيم فعالية ثقافية احتفالية، بمشاركة رسمية وأكاديمية، على أن تقيم السفارة الروسية في طرابلس فعالية أخرى يوم الأربعاء، بينما سيختتم البرنامج الخميس بانعقاد "المؤتمر الليبي الروسي الأول" الذي ينظمه المركز الليبي للأبحاث والدراسات، ويتضمن معرضا للصور يوثق أبرز محطات التعاون بين البلدين، إلى جانب الإعلان عن إصدار كتاب بعنوان "الاتحاد السوفييتي – روسيا الاتحادية اليوم في عيون الصحافة الليبية"، الذي يرصد تاريخ العلاقات الثنائية.
ويحضر الفعاليات دبلوماسيون ليبيون ووفد روسي رفيع المستوى يضم ممثلين عن المكتبة الوطنية الروسية ومعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، مما يُضفي طابعا أكاديميا وثقافيا على الفعاليات ويعكس عمق العلاقات بين البلدين.
من جهته، أكد السفير الروسي لدى ليبيا، حيدر آغانين، في تصريح خاص لقناة "RT"، أن "العلاقات بين موسكو وطرابلس تقوم على أسس متينة من الصداقة والاحترام المتبادل"، معربا عن ثقته بأن التعاون بين البلدين سيستمر في التعزيز لصالح الشعبين واستقرار المنطقة.
بدوره، أوضح رئيس المؤتمر الليبي الروسي، سالم رمضان، في تصريح للمنصة ذاتها، أن الجانب الليبي "على أتم الاستعداد لتعزيز التعاون مع روسيا في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة ويعكس متانة الشراكة التاريخية بين البلدين".
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وروسيا تعود إلى الثاني من سبتمبر عام 1955، عندما أقيم أول تمثيل دبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء، في خطوة اعتبرت آنذاك قرارا استراتيجيا مهما مهّد لتعاون واسع النطاق.
وشهدت العقود الماضية توسعًا ملحوظا في مجالات التعاون المشترك، حيث برزت موسكو شريكا أساسيا لدعم ليبيا في مشاريع تنموية وصناعية كبيرة، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم العالي، إلى جانب تدريب الكوادر الليبية وتعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي.
وعلى الصعيد السياسي، حافظ البلدان على حوار دائم يقوم على مبادئ السيادة واحترام المصالح المشتركة، مع تأكيد الجانب الروسي الدائم على دعم استقرار ليبيا ووحدة أراضيها والانفتاح على جميع الأطراف الليبية.
ومع تطور هذه العلاقات، توسعت مجالات الشراكة لتشمل التعاون العلمي والثقافي والاقتصادي، مما عزز مكانة روسيا كشريك استراتيجي لليبيا قائم على الاحترام المتبادل والسعي نحو بناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا