كشف تسريب لتحقيق داخلي أجراه جيش الاحتلال، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل، أن الأهداف الرئيسية التي وضعت في غزة لم تتحقق بسبب نقص الموارد البشرية، وقصور التحضير لحرب العصابات وقتال الشوارع.
وخلص تحقيق عسكري داخلي في عملية "عربات جدعون" الإسرائيلية في مايو إلى أنها فشلت في تحقيق أهدافها الرئيسية في قطاع غزة، وفقًا لموقع "ميدل إيست آي".
وأكدت الوثيقة السرية، كما نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الجيش لم ينجح في تحقيق أهدافه الرئيسية المتمثلة في هزيمة حماس والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في القطاع المحاصر.
وكان الهدف من الهجوم الرئيسي في البداية هو السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وتشريد جميع سكانه إلى منطقة صغيرة في الجنوب، وتزويد الفلسطينيين بما يكفي من الغذاء فقط لمنع المجاعة، وحشد الجيش الإسرائيلي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهذه الخطة.
وفي حين أشاد كبار مسؤولي الجيش بالعملية إلى حد كبير، خلص التحقيق الداخلي إلى أن "إسرائيل ارتكبت كل الأخطاء الممكنة"، واتهمت الوثيقة المسربة الجيش بالعمل "على نحو مخالف لعقيدته العسكرية"، مشيرةً إلى أن الأسباب الرئيسية لفشله كانت نتيجةً للاستنزاف، وضغوط العجز في الموارد البشرية والقوى العاملة، ونقص المعدات والموارد، وعدم كفاءة الاستعداد لحرب العصابات.
وأضافت أن الجيش عمل مرارًا وتكرارًا في نفس المناطق بوتيرة بطيئة، مُعطيًا الأولوية لتقليل الخسائر على تحقيق معدل عالٍ من المهام الناجحة.
وأكدت الوثيقة أن جيش الاحتلال أخفق في فرض ضغط زمني وأساء إدارة الموارد، مما أدى إلى استنزاف قواته، وأضر بصورة إسرائيل ودعمها الدوليين، وأضاف التحقيق أن حماس استفادت من هذه الإخفاقات، حيث حصلت على موارد، وقاعدة عمليات آمنة، وأسلوب قتال فعال.
ووصف التقرير توجهات الجيش بالاعتماد على "منطق الردع بدلًا من النصر الحاسم"، مشيرًا إلى أنه نفذ عملياته بهدف التوصل إلى هدنة وتبادل أسرى في نهاية المطاف، وهو ما استغلته حماس، كما ذكر التقرير.
ووفقًا للتقييم الداخلي، فإن تخطيط الجيش وتوزيعه "الأخرق" للمساعدات الإنسانية عززا من نفوذ الحركة الفلسطينية.
وكانت إسرائيل قد فرضت حصارًا شبه كامل على دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة في 2 مارس، ولم تبدأ إسرائيل في السماح بدخول الغذاء والمساعدات إلا في أواخر مايو، ولكن بشكل حصري تقريبًا من خلال مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار التحقيق إلى أنه نتيجة "عجز" مؤسسة غزة الإنسانية في إيصال المساعدات، تمكنت الحركة الفلسطينية من إطلاق ما وصفه بحملة تجويع عالمية "زائفة لكنها فعالة"، ورغم التشكيك في المجاعة التي ألمّت بأكثر من مليوني نسمة في غزة، أُعلنت المجاعة رسميًا في القطاع المحاصر في 22 أغسطس من قِبل التصنيف المتكامل لمراحل الغذاء (IPC)، وهو جهاز رصد الجوع العالمي المدعوم من الأمم المتحدة.
وعلاوة على ذلك، اعتبرت جماعات حقوق الإنسان والناشطون مواقع المساعدات التابعة لصندوق الغذاء العالمي "مصائد موت"، حيث أودت بحياة أكثر من 2294 فلسطينيًا منذ بدء توزيعها.