ارتفعت أسعار الذهب أكثر من 43 دولارًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر/أيلول (2025)، لتواصل حصد المكاسب للجلسة السادسة على التوالي، بدعم من ضعف العملة الأميركية.
وعزَّز تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في سبتمبر/أيلول جاذبية المعدن النفيس، الذي صعد في التعاملات الفورية فوق حاجز 3500 دولارًا للأوقية في وقت سابق من الجلسة.
وحققت أسعار الذهب مكاسب بنسبة 33% حتى الآن هذا العام، مع تزايد المخاوف من ركود اقتصادي جراء الرسوم الجمركية، وكذلك التوترات الجيوسياسية بسبب الحرب في غزة وأوكرانيا.
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت بنهاية تعاملات أمس الإثنين 1 سبتمبر/أيلول بنسبة بنسبة 0.8%، ولم تتمّ التسوية بسبب إجازة عيد العمال في الولايات المتحدة.
أسعار الذهب اليوم
بحلول الساعة 06:36 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:36 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول 2025، بنسبة 1.23%، أو ما يعادل 43.3 دولارًا، لتصل إلى 3559.40 دولارًا للأوقية.
وصعدت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.28% إلى 3485.70 دولارًا للأوقية، حسب الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي الوقت نفسه، تراجعت الأسعار الفورية لمعدن الفضة بنسبة 0.02% إلى 40.69 دولارًا للأوقية، كما زادت أسعار البلاتين الفوري بنسبة 0.56% إلى 1414.68 دولارًا للأوقية، في حين تراجعت أسعار البلاديوم الفوري بنسبة 0.10%، لتصل إلى 1135.99 دولارًا للأوقية.
وعلى الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار -الذي يرصد أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسة- بنسبة 0.08%، إلى 97.85 نقطة، قرب أدنى مستوى له في أكثر من شهر.

تحليل أسعار الذهب
قال محلل الأسواق المالية في "كابيتال.كوم"، كايل رودا،: "إنّ ضعف الوضع الاقتصادي وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية يُعززان أسعار المعادن الثمينة".
وأضاف: "هناك عامل آخر يتمثل في أزمة الثقة المتفاقمة في الأصول الدولارية نتيجة هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على استقلال الاحتياطي الفيدرالي".
انتقد ترمب الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه، جيروم باول، لأشهر لعدم خفضهما أسعار الفائدة، وهاجم باول مؤخرًا بسبب تكلفة تجديد مقر البنك المركزي في واشنطن.
وصرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت، أمس الإثنين بأنّ الاحتياطي الفيدرالي مستقل، وينبغي أن يكون كذلك، لكنه أضاف أنّه "ارتكب العديد من الأخطاء"، ودافع عن حق ترمب في إقالة ليزا كوك، حاكمة الاحتياطي الفيدرالي، بسبب مزاعم احتيال في الرهن العقاري.
يُقدّر المتداولون حاليًا احتمال خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس في 17 سبتمبر/أيلول بنسبة 90%، وفقًا لأداة "فيدواتش" (FedWatch).
يُحقق الذهب غير المُدرّ للعائد أداءً جيدًا عادةً في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
أثّرت توقعات خفض أسعار الفائدة والمخاوف بشأن استقلال الاحتياطي الفيدرالي على الدولار الأميركي، الذي هبط إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهر مقابل العملات المنافسة، مما يجعل الذهب أقل تكلفةً للمشترين الأجانب.
لطالما عُدَّ الذهب تحوطًا موثوقًا به ضد الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية، وقد ارتفع إلى مستويات قياسية متعددة في عام 2025، مستمدًا الدعم من عمليات الشراء المستمرة من جانب المصارف المركزية في ظل اتجاهها نحو تجنّب الدولار الأميركي، والطلب القوي على الملاذ الآمن في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتجاري، بالإضافة إلى ضعف الدولار عمومًا، وفقًا للمحللين.
ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 27% في عام 2024، وتجاوزت مستوى 3000 دولار للأوقية لأول مرة في مارس/آذار من هذا العام، إذ دفعت حالة عدم اليقين بشأن سياسات ترمب التجارية المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذ الآمن.
وقال كبير محللي السوق في شركة كيه سي إم تريد (KCM Trade)، تيم ووتر: "قد يمتد ارتفاع أسعار الذهب إلى 3600 دولار، وربما أكثر، بحلول نهاية العام، إذا نفّذ الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات متعددة في أسعار الفائدة، وإذا ظل اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا بعيد المنال".
يتطلع المستثمرون الآن إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها يوم الجمعة لتحديد حجم الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..