أخبار عاجلة

مصر مهد الرياضة وبوابة الذهب

مصر مهد الرياضة وبوابة الذهب
مصر مهد الرياضة وبوابة الذهب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من جدران المعابد إلى منصات التتويج.. المصريون وصناعة المجد الرياضي

منذ آلاف السنين، والمصري يحمل في جيناته شغفًا فطريًا بالرياضة، انعكس بوضوح في نقوش المعابد والجداريات الفرعونية التي وثقت المصارعة والسباحة والملاكمة.. لم تكن الرياضة آنذاك مجرد وسيلة للتسلية أو الترفيه، بل كانت جزء أصيلًا من الهوية المصرية وتجسيدًا للقوة والقدرة على البقاء في الصدارة.. واليوم، وبعد قرون طويلة، يواصل أبناء النيل حمل الراية نفسها، ليكتبوا فصولًا جديدة من المجد في سجلات الألعاب الفردية، وليؤكدوا أن الرياضة في مصر ليست وليدة اللحظة بل هى امتداد لحضارة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.

فالسباحة التي مارسها الأجداد على ضفاف النيل، والتي خلدتها الرسوم الفرعونية على جدران المعابد، صارت اليوم مصدرًا للميداليات والبطولات، حيث يواصل سباحونا طريق الأجداد محققين إنجازات مشرفة في البطولات العالمية والإفريقية، وكذلك الملاكمة، التي مارسها المصري القديم كفن قتالي وأداة لتأهيل المقاتلين، تحولت في عصرنا إلى مضمار عالمي لإبراز قوة الأبطال المصريين، ورغم الفترات التي شهدت فيها اللعبة تراجعًا، فإن الجيل الجديد يبشر بعودة قوية واستعادة لأمجاد الماضي.

فى مضمار ألعاب القوى

أما ألعاب القوى، فقد عرفها المصري القديم منذ آلاف السنين، حتى أن الفرعون نفسه كان يشارك في سباقات الجري لإثبات لياقته وقدرته على الحكم، ومع مرور الزمن، ظلت مصر حاضرة في مضمار ألعاب القوى، مشاركة في البطولات الإقليمية والدولية، لتبرهن أن إرثها الرياضي لم يتوقف، كذلك المصارعة، التي ظهرت بجلاء في نقوش بني حسن بمحافظة المنيا، لم تكن مجرد لعبة عابرة، بل ممارسة منظمة لها قواعد واضحة ومسكات دقيقة تشبه في تفاصيلها أساليب المصارعة الحديثة، واليوم، لا تزال مصر تحصد الإنجازات في المصارعة الحرة واليونانية-الرومانية، محافظة على إرث ممتد آلاف السنين.

ولم يتوقف التألق عند حدود الرياضات التاريخية، بل امتد إلى الألعاب الحديثة التي وجدت في المصريين مقاتلين بالفطرة، ففي التايكوندو والجودو، أثبت أبطالنا جدارتهم بانتزاع الميداليات القارية والدولية، وكان محمد رشوان مثالًا خالدًا للروح الرياضية في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، حين رفض استغلال إصابة خصمه وفضل القيم على الذهب، ليصبح أيقونة عالمية للأخلاق قبل أن يكون بطلًا رياضيًا.

مصر قوة لا يستهان بها

كما رسخ اتحاد السلاح منذ تأسيسه عام 1928 قاعدة صلبة جعلت من مصر قوة لا يستهان بها في المبارزة، وبرزت أسماء لامعة قادت اللعبة نحو منصات التتويج القارية والعالمية، أما رفع الأثقال، فقد استحق بجدارة لقب "منجم الذهب المصري"، بعدما منح مصر 15 ميدالية أولمبية متنوعة بينها 5 ذهبيات منذ ذهبية السيد نصير التاريخية عام 1928، فضلًا عن مئات الميداليات في البطولات الإفريقية والعالمية.

وإذا كان الاسكواش قد صار حديث العالم بفضل السيطرة المصرية المطلقة منذ مطلع الألفية الجديدة، فإن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل من موهبة فطرية وبنية تحتية متطورة ورؤية واضحة، يكفي أن نذكر أسماءً مثل أحمد برادة وعمرو شبانة ورامي عاشور وعلي فرج ومصطفى عسل لنفهم حجم الإنجاز، واليوم يترقب العالم مشاركة المصريين في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، عندما تُدرج اللعبة لأول مرة في تاريخها، كذلك وجد الخماسي الحديث في مصر بيئة خصبة للتفوق، ليثبت أبطالنا أنهم قادرون على الجمع بين القوة والمهارة في أصعب الرياضات الأولمبية وأكثرها تعقيدًا.

سياسات واضحة وجهود متراكمة

الإنجازات لم تكن وليدة جهد فردي فقط، بل ثمرة لسياسات واضحة وجهود متراكمة، بداية من بناء الملاعب والأكاديميات، مرورًا بدعم الاتحادات الرياضية، وصولًا إلى تشجيع الأسر المصرية لأبنائها على ممارسة الألعاب الفردية، فقد أثبتت التجربة أن الاستثمار في هذه الرياضات هو استثمار مضمون، يعيد اسم مصر إلى الساحة العالمية ويرفع علمها في المحافل الكبرى.

ورغم هيمنة كرة القدم على المشهد الإعلامي، تظل الألعاب الفردية هي الوجه الأصيل لتاريخ الرياضة المصرية، من القفص الزجاجي للإسكواش إلى بساط المصارعة، ومن حلبة الملاكمة إلى مضمار ألعاب القوى، كتب الأبطال المصريون سطورًا مضيئة في سجل الرياضة العالمية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محافظ بني سويف يُكرم فريق مركز شباب بلفيا بطل دوري منتخبات مجالس المدن
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"