أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن إسرائيل لن تنجح في إزالة وجود الشعب الفلسطيني ولا في تصميمه على نيل الحرية ولن تنجح في تكريس الاستعمار الاستيطاني الإحلالي الإسرائيلي، وهو الهدف المركزي لكل ما تقوم به إسرائيل.
وقال البرغوثي في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "إسرائيل تحاول الآن في الضفة الغربية أن تكرر ما قامت به في أراضي عام 1948، أن تهوّد المنطقة وأن تعلن فرض الضم عليها وهذا، بالمناسبة، لا يجري لأن بعض الدول قررت أن تعترف بفلسطين، بل إن اعترافها يأتي متأخرًا ويأتي ردًا على ما تقوم به إسرائيل من تدمير لإمكانية قيام دولة فلسطينية عبر التوسع الاستيطاني".
وأضاف: "ما تقوم به إسرائيل هو تنفيذ لمخطط قائم منذ أن بدأت الحركة الصهيونية نشاطها في فلسطين، ومنذ أن احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وهذا يثبت أن هدف العدوان الإسرائيلي ليس فقط حركة حماس، وليس فقط قطاع غزة، وليس فقط قوى المقاومة؛ هدف إسرائيل هو كل الفلسطينيين، كل الشعب الفلسطيني".
وتابع: "الدليل على ذلك أنها قامت حتى بتجريد السلطة الفلسطينية من كل صلاحياتها، وهي السلطة التي وقّعت اتفاقًا مع إسرائيل اسمه اتفاق أوسلو، لكن إسرائيل لم تُبقِ منه شيئًا لم تبقِ مدينة لم تقم باجتياحها، ولا توجد منطقة في الضفة الغربية لا تقوم إسرائيل بالاستيطان فيها".
وواصل: "نحن نتحدث عن مخطط استخدم المفاوضات، واستخدم حتى اتفاق أوسلو في حينه فقط كوسيلة للخداع ولكسب الوقت من أجل الاستمرار في عملية الضم والتهويد، والاستمرار في محاولة تغيير ميزان القوى لصالح إسرائيل وتنفيس نتائج المقاومة الفلسطينية التي تجلت بشكل خاص في الانتفاضة الأولى".
وأكمل: "ما يجري الآن هو موت وهم الحل الوسط مع الحركة الصهيونية، التي تحولت ليس فقط في اتجاه التعصب العنصري المطلق، وإنما أصبحت حركة فاشية بالمعنى الحرفي للكلمة".
واختتم: "الذي يجري، وهذا الجشع الصهيوني الذي نراه، هو نتيجة ضعف ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية على ما تقوم به إسرائيل وهو أيضًا، جزئيًا، نتيجة استمرار حالة الانقسام والخلافات الداخلية الفلسطينية وعدم توحيد الصف الوطني الفلسطيني في قيادة وطنية موحدة تتصدى استراتيجيًا لأكبر خطر في تاريخ وحياة الشعب الفلسطيني".