واقع الحال مؤسف

هناك ظاهرة غريبة «إستفحلت» بيننا وهى ظاهرة الثراء الفاحش غير المُبرر الذى أعطى البعض من هؤلاء الأثرياء الحق فى شراء كل شىء.. المناصب والوظائف والشركات وغيرها حتى كراسى المجالس والمؤسسات، حتى تحولت إلى ظاهرة اجتماعية يلمسها الجميع، وإستطاع البعض شراء ذمم الناس.. لتنتشر هذه الظاهرة انتشار السوس فى الخشب. بالقطع هذا السلوك سلوك غير أخلاقى يُحاسب صاحبه عليه. إلا أن الذين يتباهون بالأموال لدينا يعلنون قدرتهم على شراء الأنفس والذمم، حتى أصبحت كل موارد البلاد داخل جيوبهم دون رادع أو حساب أو حتى وخز ضمير، حتى أصبحنا نعيش فى زمن كل شىء معروض للبيع والشراء، يُقايض فيه المال بالضمائر والذمم، هذا الحال رغم ما يحمله من بشاعة إلا أنه للأسف وصف دقيق لواقعنا، حتى أصبح الذى يُباع ويُشترى ليس الأجساد المغلوبة على أمرها بل الأخطر ما يقع على الناس من سقوط ونسيان للقيم والأخلاق، وما على الشخص الذى يرغب فى البقاء إلا أن يبتلع لسانه بعد أن باع الناس أعلى وأغلى ما لديهم هذا بسبب المؤثر الأساسى لحركة المجتمع وهو «المال».