شهدت ندوة أوبك الدولية -التي انطلقت فعالياتها في العاصمة النمساوية (فيينا)، أمس الأربعاء 9 يوليو/تموز (2025)- حضورًا غير مسبوق في وقت تتصاعد فيه الضغوط الغربية لإبطاء الاستثمارات في مشروعات النفط والغاز.
وأدى أمين عام أوبك هيثم الغيص دورًا بارزًا في إنجاح الندوة، التي تشكّل واحدة من أهم التجمعات المعنية بمناقشة مستقبل الطاقة في العالم، وبحث التحديات التي تهدد الإمدادات.
وشارك في فعاليات الندوة حضور رفيع المستوى يشمل وزراء من دول أوبك، ودولًا مشاركة في إعلان التعاون (أوبك+)، إلى جانب وزراء من دول منتجة ومستهلكة للطاقة، ورؤساء منظمات دولية، وكبار التنفيذيين في شركات الطاقة والتمويل، وقادة القطاع، وصنّاع السياسات، وخبراء، وأكاديميين.
الزخم الذي شهدته ندوة أوبك، التي افتتح فعالياتها الأمين العام هيثم الغيص ووزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، يؤكد رؤية المنظمة في تحول الطاقة، ويدحض الادّعاءات الغربية حول ذروة الطلب على النفط.
وتتبنّى أوبك رؤية تؤكد أن النفط والغاز سيظلّان جزءًا مهمًا من مزيج الطاقة العالمي لتلبية احتياجات السكان، الذين يتنامى عددهم عامًا بعد الآخر، إلى جانب المصادر المتجددة.
مصادر طاقة للجميع
يؤكد الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص التزام المنظمة بتوفير الطاقة "للجميع" بكل مصادرها وتقنياتها دون استثناء أو تمييز.
وتؤمن منظمة أوبك بأنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، بل هناك حاجة إلى تعدُّد الحلول، لتوفير احتياجات الناس بأسعار معقولة من أجل بناء مستقبل طاقة شامل وآمن.
وهيمن أمن الطاقة والتحولات في القطاع بقوة على مناقشات الحضور في ندوة أوبك الدولية، الذين اتفقوا على الآفاق الإيجابية للطلب على النفط، والحاجة إلى دعم الاستثمارات النفطية، بالتوازي مع الموارد المتجددة الأخرى، ومن بينها مشروعات الهيدروجين الأخضر.

وشهد اليوم الثاني من ندوة أوبك العالمية ( الخميس 10 يوليو/تموز 2025) إطلاق النسخة الجديدة من تقرير "آفاق أوبك العالمية 2025"، الذي يُعدّ أحد أبرز المراجع الإستراتيجية على مستوى قطاع الطاقة، إذ يتضمن تحليلات معمّقة ورسائل محورية ترسم ملامح مستقبل الطاقة حتى عام 2050.
وعكست المشاركات القياسية غير المسبوقة في ندوة أوبك الدولية خلال العام الجاري حجم التوسع والانفتاح الذي تشهده المنظمة على مختلف المستويات، سواء من حيث عدد المشاركين أو الجهات الراعية أو التغطية الإعلامية.
وارتفع عدد المؤسسات العالمية الشريكة إلى 24، بعد أن كان 11 فقط في النسخة السابقة من ندوة أوبك الدولية، وهو ما يدلّ على تنامي الاهتمام العالمي بدور أوبك ومخرجات الندوة، وعَدّها مصدرًا رئيسًا لاستشراف مستقبل الطاقة عالميًا.
وزاد عدد الجهات الراعية للحدث العالمي من 21 إلى 28 جهة خلال العام الجاري، في حين ارتفع عدد المتحدثين من 48 إلى 73 متحدثًا، من بينهم 24 وزيرًا، مقارنة بـ15 وزيرًا العام الماضي.
وشمل برنامج الندوة، التي تحمل هذا العام شعار (رسم المسارات معًا: مستقبل الطاقة العالمية)، 3 جلسات وزارية رفيعة المستوى، و7 موائد مستديرة تجمع نخبة من الرؤساء التنفيذيين لشركات الطاقة العالمية وممثلي منظمات دولية وخبراء تقنيين ومناخيين.

الوقود الأحفوري
يرى الغيص أن الوقود الأحفوري سيظل يؤدي دورًا محوريًا بمزيج الطاقة العالمي، وأن مفهوم "تحول الطاقة" يجب تناوله بشكل لا يضر اقتصاد العالم، خاصة في الدول النامية.
ويبني أمين عام أوبك رؤيته حول مستقبل الطاقة بأن مصادر الوقود الأحفوري من النفط والغاز والفحم تستحوذ على 80% من مزيج الطاقة عالميًا، وسيبقى دورها المحوري في المستقبل، مستبعدًا ما يروّج له بعضهم بأن العالم سيتخلى في المستقبل عن مصادر الطاقة التقليدية

ويشدد الغيص على أن أوبك تعمل لصالح توازن أسواق الخام وضمان استقرار الأسواق العالمية، وأنها لا تخدم الدول الأعضاء فيها فحسب، بل مصلحة جميع دول العالم المستهلكة والمنتجة على حدّ سواء، إذ تركّز على إبعاد السوق عن التذبذبات التي لا تصبّ في مصلحة أحد، وتضرّ بالاقتصاد العالمي.
نجاح هيثم الغيص في إدارة ندوة أوبك الدولية يأتي من خبرة طويلة تمتد لأكثر من 30 عامًا في أسواق النفط العالمية والصناعة النفطية، ومشاركات وحضور كبير في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية النفطية.
نشأ هيثم الغيص في أسرة دبلوماسية (نجل السفير الكويتي الأسبق لدى ألمانيا فيصل الغيص)، وعاش وتنقَّل في أكثر من بلد حول العالم، ويُجيد عدّة لغات، من بينها الإنجليزية والإيطالية والبرتغالية والصينية، إلى جانب إتقانه العربية.

موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..