شهدت محافظة مطروح اليوم حادثاً مأساوياً حين انقلب قطار ركاب كان متجهاً من مرسى مطروح إلى القاهرة، مما أسفر عن سقوط 3 وفيات و94 مصاباً.
وقع الحادث عند الكيلو 203 بين محطتي فوكة وجلال بالقرب من مدينة الضبعة، حيث خرجت سبع عربات من أصل قطار الرحلة رقم 1935 "الروسي المكيف" عن القضبان، وانقلبت عربتان منها بالكامل، ما تسبب "هبوط في السكة الحديدية" في خروج القطار عن مساره.
تحرك حكومي سريع للتعامل مع الحادث
تحركت أجهزة الدولة بشكل سريع ومتكامل للتعامل مع آثار الحادث، استجابت غرفة عمليات الإسعاف فور تلقي البلاغات، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث وتولت إسعاف المصابين ونقل المتوفين.
وأعلنت وزارة الصحة رفع حالة الاستعداد القصوى في مستشفيات مطروح والمحافظات المجاورة، مع تحريك 30 سيارة إسعاف مجهزة لنقل المصابين وتقديم الإسعافات الأولية.
وتم نقل أربعة وخمسين مصاباً إلى مستشفى الضبعة المركزي وأربعين مصاباً إلى مستشفى رأس الحكمة، حيث تواصل الفرق الطبية تقييم حالتهم الصحية وتوفير جميع احتياجاتهم. على الصعيد الرسمي.
لجنة فنية لمعرفة أسباب الحادث وتوقيع أقصى عقوبة
وجه وزير النقل والمواصلات كامل الوزير بتشكيل لجنة فنية لمعرفة أسباب الحادث وتوقيع أقصى عقوبة على من تسبب في هذه الحادث، مع التأكيد على فصل من تثبت إدانته فوراً، كما تحركت فرق هندسة السكك الحديدية لمعالجة مشكلة الهبوط الأرضي بخط السكة الحديدية، وهي العمليات التي ما تزال جارية حتى الآن.
تكاتف شعبي من أهالي مطروح
برز دور أهالي مطروح بشكل لافت في عمليات الإنقاذ، حيث هرع أهالي القرى المجاورة لمنطقة الحادث إلى موقع الانقلاب للمساعدة في إنقاذ الركاب قبل وصول فرق الإنقاذ الرسمية.
عمل الأهالي جنباً إلى جنب مع فرق الإنقاذ، حيث ساهموا في توجيه المصابين إلى سيارات الإسعاف ونقلهم إلى المستشفيات القريبة، فيما أشاد مسؤولو الصحة بهذا التعاون الذي ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح.
واستمر الأهالي في تقديم الدعم للمصابين بعد نقلهم إلى المستشفيات، حيث توافدوا على مستشفى الضبعة المركزي ومستشفى رأس الحكمة للتبرع بالدم وتقديم المساعدات لأسر الضحايا، في تضامن مجتمعي يشكل نموذجاً رائعاً للتكاتف في مواجهة المحن، وأظهر كيف يمكن للمواطنين أن يكونوا شركاء حقيقيين في إنقاذ الأرواح وتخفيف الآلام.
كما كانت استجابة أهالي القرى المجاورة فورية، حيث هرعوا إلى الموقع وحاولوا إنقاذ المحاصرين باستخدام أدوات بدائية لفتح النوافذ والأبواب المتحطمة، حتى جاءت فرق الإنقاذ الرسمية لتعزيز الجهود، وعمل الجميع في سباق مع الزمن لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.
على الرغم من المأساة، إلا أن الحادث أظهر صوراً مشرفة للتضامن المجتمعي والتعاون بين أهالي مطروح وأجهزة الدولة المختلفة في مواجهة الكارثة، أثبت الأهالي أنهم خط دفاع أول في حالات الطوارئ، وقدرتهم على التصرف بسرعة وكفاءة في إنقاذ الأرواح..
ضحايا ومصابون
بلغ عدد الوفيات ثلاثة أشخاص، حيث تم نقل جثامينهم إلى مشرحة مستشفى رأس الحكمة وهي الآن تحت تصرف النيابة العامة التي يُنتظر أن تصدر تصريح الدفن لتمكين ذويهم من مواراتهم الثرى. أما المصابون البالغ عددهم أربعة وتسعين شخصاً، فتتولى الفرق الطبية تقييم حالتهم الصحية وضمان توفير كافة احتياجات الدم ومشتقاته لتقديم الرعاية الطبية اللازمة.
خسائر مادية
وعلى صعيد الخسائر المادية، تسببت الحادثة في أضرار جسيمة للعربات حيث خرجت سبع عربات عن القضبان وانقلبت منها عربتان بالكامل، مما أدى إلى توقف حركة القطارات على خط مطروح-الإسكندرية لحين الانتهاء من عمليات رفع العربات المتضررة وإصلاح السكك الحديدية.
