من عم ربيع للطفلة هايدي.. أبطال الإنسانية عدوا حدود العالمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بكل تأكيد.. لم يكن عم ربيع (أبو حسن)، البائع المتجول البسيط، يعلم أن برتقالاته المعدودة التي ألقاها بكل أريحية على قافلة المساعدات اإنسانية المتوجهة إلى أهلنا في غزة ستصل معانيها ودلالاتها الرقيقة إلى كل أنحاء العالم وأن مشاعره الصادقة المليئة بالحب والدعم لإخواننا المحاصرين تحت نير صواريخ المحتل الصهيوني المجرم.. ليردوا له الجميل بكلماتهم المعبرة عن استقبال الرسالة التي دخلت قلوبهم من أوسع الأبواب والتي تساوي عندهم كنوز الأرض وما فيها.

وبكل تأكيد أيضًا لم تكن تعلم القمراية هايدي، طفلة الشيبسي، أن تصرفها التلقائي حين تخلت عن شراء كيس الشيبسي ذو الخمسة جنيهات في مقابل تقديم المساعدة المالية لرجل بائس مسن، هذه اللفتة الملائكية التي خطفت كل الأضواء وشغلت كل ساحات الإعلام والفضائيات بل أنها لم تكن تعرف أن هناك كاكيرا من أساسه ستسجل لها ذلك السلوك فائق الجمال لتتحول إلى أيقونة لحسن الخلق ولتجلب الثناء على والديها الذين أحسنوا تربيتها.

وبغض النظر عن حجم التفاعل الجارف والتكريم الرائع الذي صاحب الواقعتين الإنسانيتين اللتين تعبران عن شهامة وجدعنة المصريين وكم العزومات والهدايا التي انهالت عليهما والاستضافة على كل الشاشات وتحويلهم إلى نجوم لامعة واستضافتهم في كل مكان.. يبقى معنى في غاية الأهمية أنك بمقدورك أن ترسم الابتسامة وتنشر السعادة على وجه من حولك بأبسط الرموز فيكفي أن يكون لديك الهدف والمبدأ.. والله سبحانه وتعالى يتولى ما بعد ذلك فيضاعف هذا الصنيع الجميل أضعافًا مضاعفة في عيون من يراه.. فهذا جوهر التجارة مع الخالق العظيم.