مع اقتراب حفل الكرة الذهبية لعام 2025، الذي تنظمه مجلة "فرانس فوتبول" يوم 22 سبتمبر المقبل على مسرح شاتليه في العاصمة الفرنسية باريس، تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى قائمة المرشحين التي تضم 30 لاعبًا يتنافسون على الجائزة الأهم والأعرق في تاريخ اللعبة.
وجاء النجم المصري محمد صلاح على رأس الأسماء المرشحة، ليؤكد مرة أخرى مكانته العالمية ومواصلته التواجد بين نخبة اللاعبين بعد موسم جديد قدّم فيه مستويات كبيرة مع فريقه ليفربول. ورغم أن الفريق لم يحقق جميع طموحاته، إلا أن صلاح أثبت أنه القائد الأول والهجوم الأخطر في النادي الإنجليزي، حيث ساهم بأهداف حاسمة وصناعة فرص مؤثرة جعلت اسمه حاضرًا في قائمة الأفضل عالميًا.
هيمنة باريسية
لكن الملاحظ في قائمة الترشيحات لهذا العام هو الهيمنة الباريسية، حيث ضمت القائمة تسعة لاعبين من صفوف باريس سان جيرمان، في مشهد يعكس نجاح النادي الفرنسي في فرض نفسه كقوة أوروبية حقيقية بعد التتويج بالبطولات المحلية وفوزه بلقب دوري أبطال أوروبا.
أسماء مثل عثمان ديمبيلي، أشرف حكيمي، جيانلويجي دوناروما، خفيتشا كفاراتسخيليا، ونونو مينديز، تضع باريس في قلب المنافسة وتؤكد أن الفريق يعيش فترة ذهبية غير مسبوقة.
هذا الحضور الكثيف لباريس يجعل المنافسة على الكرة الذهبية أكثر صعوبة لأي لاعب آخر، لكن صلاح يظل المرشح الأبرز لكسر الهيمنة الفرنسية. اللاعب المصري أثبت بمرور السنوات أنه قادر على منافسة أكبر الأسماء، حيث كان قريبًا من الفوز بالجائزة في أكثر من مناسبة سابقة، ونجح في كتابة اسمه كأول لاعب عربي وإفريقي يحقق إنجازات فردية متكررة بهذا الحجم.
ويملك صلاح سجلًا استثنائيًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ يقترب من تحطيم المزيد من الأرقام التاريخية، ليصبح واحدًا من أعظم الهدافين في تاريخ البريميرليج. هذه الإنجازات لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تمتد إلى تأثيره الكبير على فريقه، حيث يظل صلاح مصدر الإلهام الأول لزملائه في ليفربول والجماهير على حد سواء.
ومن المثير أن قائمة المرشحين ضمت أيضًا أسماء بارزة مثل جود بيلينجهام، إيرلينج هالاند، كيليان مبابي، هاري كين، فينيسيوس جونيور، روبرت ليفاندوفسكي، ولامين يامال، وهو ما يجعل المنافسة على الجائزة مشتعلة بين أجيال مختلفة من النجوم. ومع ذلك، يظل تواجد صلاح مميزًا كونه اللاعب العربي الوحيد في القائمة، وهو ما يضاعف من قيمة ترشحه هذا العام.
ورغم التفوق العددي لباريس سان جيرمان، إلا أن صلاح يملك ما يميزه: الاستمرارية في القمة فمنذ انتقاله إلى ليفربول عام 2017 وهو حاضر دائمًا في قوائم الجوائز الكبرى، محققًا بطولات وإنجازات فردية لا تقل قيمة عن ما يقدمه نجوم الفرق الأخرى.
وهنا تكمن المفارقة الكبرى: باريس يعتمد على قوة جماعية تضم أكثر من نجم عالمي في كل خط، بينما يعتمد ليفربول بشكل واضح على صلاح كقائد هجومي أول وملهم حقيقي للفريق. هذا التباين يمنح المنافسة نكهة خاصة، حيث يقف نجم عربي وحيد متحديًا كتيبة باريسية مدججة بالنجوم.
وإذا نجح صلاح في حجز مكان متقدم في الترتيب النهائي، بل وربما المنافسة حتى الرمق الأخير على الكرة الذهبية، فسيكون ذلك بمثابة اعتراف عالمي جديد بقيمته الاستثنائية كما سيؤكد أن النجومية الفردية لا ترتبط فقط بالفوز بالبطولات، بل بما يقدمه اللاعب من تأثير حقيقي داخل المستطيل الأخضر على مدار الموسم.