
حققت المرأة المصرية، مكاسب عديدة ونجاحات غير مسبوقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأطلق عليه «العصر الذهبي للمرأة»، وتم إطلاق العديد من المبادرات التي خدمت المرأة على مستوى الصحة والتمكين الاقتصادي والاجتماعي من خلال رفع وعي المجتمع بدورها المحوري في بناء المجتمع.

مبادرات دعم وتمكين المرأة المصري
وحققت مبادرات دعم وتمكين المرأة المصرية التي أطلقتها الدكتورة غادة عبدالرحيم انتشارًا موسعا في كافة المحافظات والتي تسعى في التوعية بأهمية تمكين المرأة من خلال تبني فكر المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر مع تقديم كافة أوجه الدعم الفني والتدريبي والتسويقي لضمان استمرار هذه المشروعات ونجاحها وذلك في مختلف القطاعات مع التركيز على المشروعات الصناعية والإنتاجية والزراعية التي تتمتع بالقدرة على المنافسة الداخلية والخارجية.
دكتورة غادة عبدالرحيم: “مشروع مصرية بـ100”، خطوة فاعلة نحو تمكين المرأة المصرية

وصرّحت الدكتورة غادة عبد الرحيم، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة والمدير التنفيذي لحملة “100 مشروع مصرية بـ100”، أن الحملة تمثل خطوة جريئة واستثنائية نحو تمكين المرأة المصرية، خاصة في صعيد مصر، من تحقيق أحلامها وتحويلها إلى واقع ملموس، مؤكدة أن “أحلام النساء ليست صغيرة، لكنها فقط تنتظر الفرصة والدعم لتكبر وتزدهر”.
وأضافت: “هذه الحملة انطلقت من واقع نراه يوميًا، نساء وفتيات في قرى الصعيد لديهن أفكار ومشروعات يدوية أو منزلية، لكن تنقصهن الموارد، التوجيه، والمساحة التي تؤمن بهن. نحن نمنحهن تلك المساحة، ونقول لهن: حلمك ممكن، ومشروعك يستحق، وصوتك مسموع.”
وتابعت: “نعمل من خلال هذه الحملة على تقديم دعم متكامل يشمل تمويل الأدوات أو المعدات (مثل ماكينة خياطة أو فرن منزلي)، إلى جانب التدريب العملي، والتسويق، والمتابعة الدورية، لبناء نموذج اقتصادي قائم على الريادة النسائية المحلية. نحن نؤمن أن الاستثمار في المرأة هو استثمار مباشر في التعليم، والصحة، والتماسك الأسري، والنهوض بالمجتمعات.”
وأكدت أن الحملة تسعى إلى إشراك كافة أطياف المجتمع من جمعيات أهلية، ومنظمات مجتمع مدني، وجهات حكومية، ورجال وسيدات الأعمال، في دعم هذه المشروعات، مشيرة إلى أن “التغيير الحقيقي لا يأتي من المكاتب المغلقة، بل من الشوارع والبيوت التي نبني فيها الأمل يومًا بعد يوم”.
واختتمت تصريحها بقولها: “من خلال شعارنا (ادعمي اقتصاد بلدك)، ندعو كل من يملك القدرة أن يمد يده لامرأة تملك الحلم. نحن لا نمكّن النساء فقط، بل نُعدّ جيلًا جديدًا من رائدات الأعمال في الصعيد، نساء يصنعن المستقبل ويُحدثن فرقًا حقيقيًا في المجتمع والاقتصاد المحلي والوطني.”
وأكدت الدكتورة غادة عبد الرحيم، أنه منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية، وهو يضع ملف تمكين المرأة على قمة أولوياته، وعبّر في أكثر من مناسبة عن إيمانه العميق بدور المرأة المصرية في بناء الوطن، مؤكدًا أنها تمثل قوة حقيقية ومحركًا أساسيًا لعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولعل دعمه المتواصل لمبادرات التمكين الاقتصادي، وحرصه على دمج النساء في مواقع صنع القرار، يبرهن على أن الدولة المصرية ترى في المرأة شريكًا لا غنى عنه في مستقبل هذا الوطن.
وفي ظل هذا الدعم السياسي الرفيع، انطلقت حملة “100 مشروع مصرية بـ100” تحت شعار “ادعمي اقتصاد بلدك”، لتكون ترجمة حقيقية لهذا الإيمان، ومبادرة مجتمعية تركز على تمكين نساء وفتيات الصعيد اقتصاديًا من خلال دعم مشروعات صغيرة تُحدث أثرًا كبيرًا في حياتهن، وحياة أسرهن، ومجتمعاتهن.
وأكدت أن الحملة لا تكتفي بتقديم التمويل أو المعدات، بل تسعى إلى بناء منظومة شاملة تشمل التدريب، الدعم النفسي، المتابعة، والتسويق، مستهدفة تحويل الحلم الصغير – مثل امتلاك ماكينة خياطة أو كشك أو فرن منزلي – إلى بداية قصة نجاح حقيقية لسيدة صعيدية أصبحت رائدة أعمال.
"أم عاطف".. أنامل من ذهب تعزف على أوتار "الزعف"
أنامل من ذهب ولمسات حريرية وأيادٍ لا تعرف اليأس، تصنع أطباقًا وسلالًا بجاذبية خاصة تمتزج بالحنين للعودة إلى الطبيعة والماضي. يظهر على وجهها ابتسامة مبهجة تختلط بتجاعيد الأيام، فهي "أم عاطف" أشهر صانعات السلال بمحافظة المنيا، والتي أتقنت هذه المهنة لتصبح مصدر رزق لها، ويقبل عليها المواطنون من مختلف المراكز. وتُعتبر صناعة السلال وأدوات الزينة من سعف النخيل من المهن القديمة التي اشتهر بها الريف المصري في المحافظة منذ قديم الأزل، فهي منتجات يدوية تتطلب موهبة ومهارة، وتُعد من أهم الحرف التي تتوارثها الأجيال في الريف المصري، حيث تحرص السيدات على تعليم بناتهن هذه الحرفة التي تنفعهن في أغراض المنزل.
وفي إطار اهتمام مبادرة "مصرية بـ100"، التي أطلقتها الدكتورة غادة عبد الرحيم لرعاية السيدات المعيلات والتوعية بأهمية المشروعات الصغيرة والصناعات اليدوية في تنمية الأسرة، تسعى المبادرة إلى تدريب العديد من الأسر على زيادة دخلها بمهن الخياطة وصناعة "الهاند ميد" من المشغولات اليدوية والحلي والإكسسوارات والتطريز وصناعة الجريد والخوص داخل القرى بالصعيد.
والتقت «البوابة نيوز» بأم عاطف صانعة السلال، والتي أكدت أنها تمارس هذه المهنة منذ 30 عامًا، قائلة: “أنا أرملة منذ 20 عامًا، وتعلمت هذه المهنة من أجدادي، وهي التي أنفقت منها على أولادي وزوّجتهم بها. ورغم أنها مهنة صعبة وليست سهلة وتحتاج إلى صبر، فإنني أجمع السعف وأنقعه في الماء لساعات حتى أطوّع الزعف بين يدي، ثم أشكّله وأضيف إليه الزخارف وأصنع السلال والأطباق.”

وأضافت "أم عاطف": “زمن صنع الطبق الواحد يستغرق أسبوعًا طبقًا لمساحة الطبق، وأشكال الأطباق متنوعة ما بين مسطح ومقعَّر وبارتفاعات متفاوتة، منها دورين ومنها ستة أدوار. ومعظم البيوت لديها أطباق وقطع من السلال تتفاخر بها كجزء من ديكور المنزل. وعن أسعار القش البيتية تقول أم عاطف إن السعر يختلف من منطقة إلى أخرى، وكثير من الناس في المدن والريف يقبلون على شراء الصواني والسلال ويعلّقونها في منازلهم للزينة.”
وطالبت أم عاطف بعودة إحياء هذه الحرفة، وأن تقوم الدولة بالدعم والمساندة لكل السيدات اللاتي تعلّمن المهنة ويردن تطويرها، كما طالبت بفتح أسواق من أجل تسويق المنتجات.
هايدي صانعة الفخار.. "أيادٍ تتلف في حرير"
فتاة ريفية ذات أيادٍ ماهرة، تفتخر بأنها ابنة صانعة الفخار وورثت المهنة عن والدها. هي "هايدي" صانعة الفخار التي أصبحت خير مثال يجسد عزيمة الفتاة الصعيدية. تفوقت في المهنة وتقوم بتدريب طلاب كلية الفنون الجميلة عليها. وفي إطار اهتمام مبادرة "مصرية بـ100"، التي أطلقتها الدكتورة غادة عبد الرحيم لدعم المرأة المصرية والمشروعات الصغيرة، التقت «البوابة نيوز» بصانعة الفخار لتروي لنا "حكايات الفخار".

قالت هايدي: “كنت منذ صغري أصنع الفخار مع والدي، وأصنع العديد من أدوات المطبخ والأطباق والفازات والتحف الصغيرة. عشقت هذه المهنة منذ طفولتي، لأنها مهنة من وحي التراث المصري الأصيل.”
وعن مراحل صناعة الفخار تقول هايدي: “نحن نجلب الطين ونذوبه في الماء، ثم نقوم بعجنه حتى يتماسك، ونضعه على الأرض وننتظر حتى يجف، ثم نضعه على آلة الفخار ونقوم بتشغيل الدولاب لنصنع الأشكال التي نريدها ونزخرفها، وبعد ذلك نضعها في الشمس، ثم نوقد التنور عليها حتى يتحول لونها إلى الأحمر لتصبح جاهزة للاستخدام. نصنع منها القدرة، والزير، والقلل، والبرامات، والطواجن، وهي أوانٍ صحية وآمنة على الصحة العامة مقارنة بالألومنيوم.”
وأضافت هايدي: “نحن مجموعة من السيدات، من بنات عمي وبنات خالتي، وكلنا محترفات في صناعة الفخار. وأتمنى أن نشارك في المعارض الدولية ومعارض الحرف اليدوية، وأن نجد مكانًا مناسبًا لعرض منتجاتنا. كما أتمنى أن أفتح معرضًا صغيرًا أو بازارًا سياحيًا، وأوجّه الشكر إلى حملة (مصرية بـ100) والدكتورة غادة عبد الرحيم التي تهتم بالمرأة الصعيدية وتبرز تفوقها ونجاحها.”
"الحاجة زيناهم".. ست بـ100 راجل: أول سيدة تعمل بلاطة في الصعيد
الحاجة زيناهم، سيدة صعيدية جسدت معنى الإرادة والتحدي من أجل العمل وكسب الرزق. فهي تعمل في مختلف الأشغال منها صناعة الأقفاص، ومنتجات الخوص والجريد، كما تعمل “بلاطة” وتمتلك ورشة بلاط، إضافة إلى عملها في الزراعة والخياطة. أطلق عليها أهل قريتها لقب “الست لهلوبة” لقدرتها على العمل في أكثر من مجال لتتمكن من الإنفاق على أسرتها وضمان حياة كريمة لهم، خاصة أنها أم لأربعة أطفال وزوجها مريض غير قادر على العمل.
وأكدت الحاجة زيناهم أنها سعيدة بحملة “مصرية بـ100” التي أطلقتها الدكتورة غادة عبد الرحيم لتسليط الضوء على السيدات المعيلات صاحبات المشروعات الصغيرة. ووجهت رسالة إلى تنمية المرأة الصعيدية الريفية ودعم المشروعات الصغيرة، مؤكدة أن المرأة الصعيدية تستطيع النجاح في أي عمل تقوم به، بل وقادرة على تحقيق المستحيل. وأشارت إلى أن المشروعات الصغيرة هي طريق المرأة الصعيدية نحو التنمية، مطالبة الحكومة بزيادة الاهتمام بتدريب المرأة الريفية على الحرف والمشروعات الصغيرة حتى تتمكن من رعاية أسرتها من خلال هذه الحرف أو المشروعات.
ووجهت الدعوة لكل سيدة ألا تستسلم للظروف، وأن تكافح من أجل أبنائها، وتتعلم حرفة أو تبحث في نفسها عن هواية تكسب منها رزقها، مؤكدة أن الست الصعيدية بالفعل “مصرية بـ100”.

سيدات البتاو.. "حدوته من الرحايا للفرن البلدي"
في غرفة صغيرة بالقرية تجلس خبازات العيش البتاو من ساعات الفجر وحتى المغيب، يتبادلون الأدوار ما بين تقطيع عجين، وتوسعة العيش البتاو، والجلوس أمام الفرن البلدي المصنوع من الطين؛ لتسوية عيش البتاو لكل واحدة منهن قصة أوجاع، أجبرتهن الظروف المعيشية على التحدي والخروج للعمل بالحلال تارة لتربية الأبناء بعد وفاة الأب واستكمال مسيرة توفير مصدر دخل لهم وإعانة بعضهم من المرضى.

وتبدأ رحلة العمل بتلك الغرفة التي تحيطها النيران من كل جانب على مدار أكثر من 12 ساعة متواصلة، شاهدة على قصص نساء كافحن من أجل لقمة عيش بالحلال بصناعة خبز 'البتاو'.
وقالت الحاجة سعدية إحدى الخبازات 'إنني أعمل في صناعة خبز عيش البتاو على مدار 20 عاما متواصلة، وأعمل من ساعات الفجر، وحتى آذان المغرب، وذلك على مدار 3 أيام متواصلة في الأسبوع، وباقي الأيام نقوم بشراء الوقود الذي نستخدمه في تسوية العيش في الفرن البلدي، من 'عيش وبوص' وخلافه، وما يأتي من مبالغ مالية نظير عملنا نقوم بتقسيم المبلغ، ومن ثم نقوم بشراء حبوب الذرة من المبلغ المتبقي لنقوم بالخبز به في تجهيزات جديدة للعيش البتاو'.وأضافت أن أكثر المواطنين إقبالا على شراء خبز البتاو، هم سكان المدن خاصة في فصل الشتاء والأعياد، حيث أنهم يحرصون على شراء خبز البتاو، بشكل مستمر وأضافت: "يوم البتاو بيكون يوم عيد للأسرة وبنفضل نغنى ومانحسش بالتعب، وأول مانشوف رصة البتاو بيروح التعب وبيتاكل طرى مع الزبدة والسكر
وقالت الحاجة ام سيد 'إنني أعمل في صناعة خبز البتاو، لأكثر من 15 عاما، من أجل المساعدة في مصروفات المنزل ولكون الخبيز هو مصدر دخلنا الوحيد في المنزل الذي أرعى فيه زوجي وأبنائي

وشاركت الدكتورة غادة عبد الرحيم بعض السيدات في خَبز "البتاو" على الفرن البلدي بقرية الإسماعيلية في محافظة المنيا، وسط أجواء وطقوس الفلاحات الاحتفالية، حيث قامت بخبز العيش وتسويته داخل الفرن البلدي.
ويشتهر الصعيد بخبز "البتاو"، وعلى الرغم من تقدم صناعة الخبز، إلا أن الأهالي ما زالوا يلجؤون إليه كبديل للخبز، حيث لا يخلو بيت منه في القرى. ويُعتبر يوم خبزه يوم عيد، حيث تتجمع فيه الفلاحات أمام الفرن بعد تجهيزه وإعداد الوقود والحطب والبوص.
وعبّرت الدكتورة غادة عبد الرحيم عن سعادتها بمشاركتها طقوس خبز البتاو وسط الريف المصري الأصيل، وقامت بعجن العجين وتسويته داخل الفرن البلدي، كما ناقشت مع السيدات أهم مشكلاتهم داخل القرية وأبرز الخدمات التي تنقصهم.