أخبار عاجلة

ماذا حدث فى ألاسكا؟ تفاصيل القمة تدفع أوروبا نحو استقلالها العسكري

ماذا حدث فى ألاسكا؟ تفاصيل القمة تدفع أوروبا نحو استقلالها العسكري
ماذا حدث فى ألاسكا؟ تفاصيل القمة تدفع أوروبا نحو استقلالها العسكري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قمة ألاسكا تكشف لأوروبا أن الاعتماد على واشنطن لم يعد كافيًا  قمة ألاسكا أثبتت أن أوروبا لم تعد قادرة على الاتكال الكامل على الولايات المتحدة لإدارة أمنها أو ضمان استقرار جوارها الشرقى

نجاح أوروبا فى هذا المسعى سيحافظ على سيادة أوكرانيا واستقرار القارة لعقود قادمة

سلط تقرير تحليلى نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية الضوء على التداعيات الاستراتيجية العميقة لقمة ألاسكا الأخيرة بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين، مؤكدًا أنها كشفت بوضوح أن أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد الكامل على واشنطن لضمان أمنها القومي.

ووفقًا للتحليل، مثّلت قمة ألاسكا لحظة مفصلية للقارة الأوروبية التى تواجه تهديدات مباشرة من موسكو، لا سيما فى الملف الأوكراني، الأمر الذى يفرض عليها الآن التفكير بجدية ومسئولية فى بناء منظومة أمنية مستقلة وفاعلة.

وأوضح التقرير أن القمة منحت الرئيس بوتين زخمًا سياسيًا كبيرًا، حيث حظى باستقبال لافت على الساحة الدولية فى وقت تواصلت فيه الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية بلا توقف. وخلال المؤتمر الصحفى المشترك، شدد بوتين على أن أى تسوية دائمة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر "معالجة المخاوف المشروعة لروسيا" وإعادة ما وصفه بـ"التوازن الأمنى فى أوروبا والعالم".

وفيما تحدث الرئيس ترامب عن تحقيق "تقدم ما" فى المحادثات، إلا أنه اعترف بعدم التوصل لاتفاق حاسم، وهو ما أثار مخاوف الصحف البريطانية التى حذرت من أن أى تهاون أوروبى فى هذه المرحلة قد يكتب مصير القارة أمام محكمة التاريخ.

966.jpg
ترامب وبوتين

موسكو تعتبر القمة انتصارًا

بحسب "ناشونال إنترست"، سارع الإعلام الرسمى الروسى إلى تصوير القمة على أنها نصر سياسى ودبلوماسى لموسكو، مشيرًا إلى أن موقف الرئيس ترامب بات أقرب إلى وجهة نظر بوتين.

وأضاف التقرير أن بعض التسريبات ألمحت إلى استعداد واشنطن للضغط على الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى للقبول بتسوية وفق الشروط الروسية، قد تشمل انسحاب أوكرانيا من الأجزاء المتبقية من إقليم دونباس.

ويعيد هذا السيناريو المقلق إلى الأذهان، كما ذكرت المجلة، اتفاق ميونيخ عام ١٩٣٨، حين قدمت بريطانيا وفرنسا تنازلات خطيرة لألمانيا النازية تحت شعار "السلام فى زماننا"، وهو شبح تاريخى يخشى القادة الأوروبيون تكراره إذا ما تم التخلى عن مدن مثل دونيتسك.

انقسام فى واشنطن

أوضح التحليل أن المشهد السياسى فى واشنطن لا يخلو من الانقسام. ففى حين رفض الرئيس ترامب فرض عقوبات قاسية على روسيا خشية الإضرار باقتصادها، ارتفعت أصوات من الحزبين الجمهورى والديمقراطى تطالب بفرض عقوبات أوسع وتقديم دعم عسكرى أكبر لأوكرانيا.

وكان السيناتور تيد كروز من أبرز الأصوات التى حذرت من مغبة التهاون، مؤكدًا أن بوتين "رجل استخبارات سابق لا يُوثق به" وأن الحرب يجب أن تنتهى بخسارة واضحة لموسكو.

ورغم أن ترامب عقد اجتماعًا وديًا مع الرئيس زيلينسكي، أعقبه لقاء مع القادة الأوروبيين لبحث ضمانات أمنية يفترض أن توفرها أوروبا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إلا أن طبيعة هذه الضمانات ومدى التزام واشنطن بها ظلت غامضة.

هيكل أمنى أوروبى جديد

فى مواجهة هذه التحديات، أشار تقرير "ناشونال إنترست" إلى أن القادة الأوروبيين – من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وزعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر، إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى والمستشار الألمانى أولاف شولتس – قد انخرطوا بالفعل فى صياغة خطط لبناء هيكل أمنى مستقل.

وتشير التسريبات إلى وجود خطة لنشر قوة أوروبية قوامها ٥٠ ألف جندى داخل أوكرانيا فى حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على أن تدعمها قدرات جوية وبحرية متكاملة. كما أبدت تركيا اهتمامًا بالمشاركة فى هذه المنظومة، مستندة إلى خبرتها العسكرية فى مهام دولية سابقة فى البوسنة وأفغانستان.

واختتم التقرير بالقول إن قمة ألاسكا أثبتت أن أوروبا لم تعد قادرة على الاتكال الكامل على الولايات المتحدة لإدارة أمنها أو ضمان استقرار جوارها الشرقي. وأضاف أن القارة تقف أمام لحظة تاريخية تتطلب إرادة سياسية قوية ورؤية استراتيجية واضحة لبناء دفاعات موثوقة وصياغة ترتيبات لما بعد الحرب.

فنجاح أوروبا فى هذا المسعى سيحافظ على سيادة أوكرانيا واستقرار القارة لعقود قادمة، بينما أى تهاون سيجعلها تدفع ثمنًا باهظًا فى المستقبل.

968.jpg
صفحة العدد

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "غرفة الإسكندرية" تطلق البرنامج التدريبي الثاني لتنمية رواد الأعمال
التالى صلاح يقود تشكيل ليفربول المتوقع أمام كريستال بالاس في كأس الدرع الخيرية